تصاعد التوتر إلى ذروته بين الكوريتين، أمس، إثر إعلان الجيش الكورى الشمالى أنه سينهى العمل باتفاق يهدف لتدارك أى مواجهة مسلحة مع كوريا الجنوبية، فيما بدأت كوريا الجنوبية تدريبات عسكرية استعدادا لحرب محتملة. كما حذر رئيس هيئة أركان الجيش الكورى الشمالى فى رسالة إلى القوات المسلحة الكورية الجنوبية من شن هجوم فورا فى حال انتهكت كوريا الجنوبية الحدود بين الكوريتين فى البحر الأصفر، بحسب الوكالة. وصدر هذا الإعلان الجديد فى وقت قررت بيونج يانج قطع علاقاتها الثنائية مع سيول ووجهت لها تهديدات جديدة أمس الأول. واندلعت الأزمة الجديدة بين البلدين عند صدور نتائج تحقيق دولى الأسبوع الماضى خلص إلى أن غواصة كورية شمالية أطلقت طوربيدا على البارجة الكورية الجنوبية شيونان فى 26 مارس مما أدى إلى غرقها ومقتل 46 بحارا. ووصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أمس الأول إلى سيول للتأكيد على دعم واشنطن لكوريا الجنوبية التى توعدت بجعل كوريا الشمالية «تدفع ثمن» غرق البارجة وتعتزم مطالبة مجلس الأمن الدولى بفرض عقوبات جديدة على بيونج يانج. وأكدت كلينتون لسيول «التزام (الولاياتالمتحدة) الحازم» حيال أمن حليفتها داعية نظام بيونج يانج إلى وقف «الاستفزازات وسياسة التهديدات». وكانت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» قد أعلنت أن البحرية الكورية الجنوبية أجرت الخميس تدريبات مضادة للغواصات. وشارك فى التدريبات وهى الأولى منذ غرق البارجة شيونان، عشر سفن بينها طراد من ثلاثة آلاف طن وثلاث سفن دورية، حسبما نقلت الوكالة عن مسئولين عسكريين. ورفضت وزارة الدفاع تقديم أى تفاصيل حول هذه العملية. وجرت التدريبات قبالة ساحل مدينة تايان (غرب) إلى أقصى جنوب المنطقة المتنازع عليها بين الكوريتين فى البحر الأصفر، حيث غرقت البارجة. ومن المرجح أن تؤدى التدريبات التى تأتى أيضا بعد رفع مستوى التأهب للقوات المسلحة الكورية الجنوبية إلى زيادة غضب بيونج يانج التى قطعت بالفعل معظم الروابط مع سيول بعد أن أعلنت عقوبات ضدها لإغراقها سفينتها الحربية. وهددت كوريا الشمالية بإغلاق الطريق البرى الأخير الذى يربطها بالجنوب إذا استأنفت سيول إذاعة رسائل دعائية عبر مكبرات الصوت فى المنطقة الحدودية المدججة بالسلاح. وحذرت أيضا من حرب إذا مضت سيول قدما فى فرص العقوبات التى أعلنتها هذا الأسبوع. وأثار تصاعد العداء بين الكوريتين توترا لدى المستثمرين القلقين من أن يتفجر الصراع المرير بينهما إلى حرب.