• رئيس بلدية بروقين فائد صبرة: الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ عمليات عسكرية في البلدتين يتخللها اقتحام منازل وتفتيش الجيش جرف عشرات الدونمات الزراعية وشق طرقا تبعد عن منازل المواطنين 10 أمتار • فلسطينيون من بروقين وكفر الديك: الجيش منعنا من فتح المحال التجارية ما يحول دون قدرة السكان على تأمين احتياجاتهم الزراعية القوات الإسرائيلية اقتحمت منازل وحولت بعضها إلى ثكنات.. الأوضاع الإنسانية صعبة للغاية معاناة إنسانية كبيرة يقاسيها أهالي بلدتي بروقين وكفر الديك غربي مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربيةالمحتلة، جراء الحصار الإسرائيلي المشدد عليهما لليوم السابع، والذي تتخلله أعمال تجريف وهدم ودهم وتحويل منازل فلسطينيين إلى ثكنات عسكرية. وقال فلسطينيون من البلدتين، في أحاديث للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي ومستوطنين ينفذون "جريمة عقاب جماعي" مستمرة بحق السكان وأراضيهم. ومنذ مساء الأربعاء، يفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي طوقا عسكريا مشددا على البلدتين عقب مقتل مستوطنة وإصابة زوجها في عملية إطلاق نار قرب بروقين. ويزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه "يجري أعمال تفتيش وتحقيق للبحث عن منفذ عملية إطلاق نار"، إلا أن هذه الأعمال تتخللها اعتداءات على الفلسطينيين وتخريب لممتلكاتهم بحجة ذلك. والسبت، استشهد شاب برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بروقين، وفق بيان لوزارة الصحة الفلسطينية. فيما أحرق مستوطنون، فجر الجمعة، 14 مركبة فلسطينية قرب بروقين، بحسب مصادر محلية للأناضول. يأتي ذلك وسط دعوات أطلقها وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الخميس، إلى تدمير بروقين وكفر الديك على غرار الإبادة الجماعية في حي الشجاعية شرق غزة، وتل السلطان غرب رفح جنوبي القطاع. والشجاعية وتل السلطان من الأحياء التي شهدت تدميرا إسرائيليا واسعا وأعمال نسف لمبان سكنية ومنشآت وبنى تحتية بعد إجبار الفلسطينيين على النزوح، في سياسة تقول تقارير حقوقية إنها تهدف لمنعهم من العودة إلى منازلهم ومناطق سكنهم. وفي منشور عبر منصة إكس، قال سموتريتش: "كما دمرنا مدن رفح وخان يونس (جنوب) وغزة بالقطاع، يجب علينا أن ندمر أوكار الإرهاب في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة)"، على حد تعبيره. ** عملية متواصلة رئيس بلدية بروقين فائد صبرة قال للأناضول، إن "الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ عمليات عسكرية في البلدتين، يتخللها اقتحام لمنازل وتفتيش". وأكد صبرة أن الجيش الإسرائيلي يخلف دمارا واسعا في مقتنيات المواطنين الفلسطينيين بينما يحول منازل إلى ثكنات عسكرية. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي جرف عشرات الدونمات الزراعية (الدونم يعادل ألف متر مربع)، وشق طرقا تبعد عن منازل المواطنين عشرة أمتار فقط. وأشار إلى أنه بناء على هذه الوقائع، فإنه من "الواضح أن قوات الاحتلال تعتزم إقامة جدار حول البلدتين لإنشاء مستوطنة جديدة". ووصف رئيس بلدية بروقين الوضع بالقول: "نعيش مأساة نخسر فيها كل يوم أرضنا، ونعيش مصيرا مجهولا". ** منطقة عسكرية مغلقة بصعوبة بالغة، وصل طاقم الأناضول إلى البلدتين بعدما سلك طريقا ترابيا يمر بين الحقول من أجل توثيق الاعتداءات الإسرائيلية عليهما. ورصد طاقم الأناضول آليات الجيش الإسرائيلي وهي تنفذ أعمال هدم وتجريف لأراضٍ في بروقين، وهدم منزلين بدعوى "البناء دون ترخيص". وفي كفر الديك التي يتخذ الجيش الإسرائيلي من أحد منازلها مقرا لقيادة العملية العسكرية هناك، رصد طاقم الأناضول تحركات لقوات راجلة وأخرى في آليات عسكرية قبل أن يتم احتجازه. وأفاد مراسل الأناضول بأن قوات الجيش الإسرائيلي أوقفتهم أثناء عملهم الصحفي واحتجزت مفاتيح المركبة وصادرت بطاقاتهم الشخصية التي خضعت لتدقيق وفحص أمني. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية طلبت منهم مغادرة الموقع بعدما احتجزتهم ساعة كاملة، وأبلغتهم بأن بلدة كفر الديك "منطقة عسكرية مغلقة". ** معاناة متفاقمة أما في بلدة بروقين فرصدت عدسة الأناضول تنقل بعض الفلسطينيين لتأمين احتياجاتهم الأساسية من طعام وشراب عبر محال تجارية فتحت أبوابها "الخلفية" سرا. الفلسطيني علي صبرة (60 عاما) من بروقين قال للأناضول: "نعيش المجهول، فلا نعلم ما الذي يجري، لليوم السابع حصار وشبه منع للتجوال، إضافة لأعمال تفتيش ودهم وتخريب وسرقة أراض وهدم". وأضاف: "اليوم خرجت للتزود ببعض احتياجات البيت، وهناك تخوف حقيقي من استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية لفترة زمنية طويلة". وذكر المواطن الفلسطيني أن منزله تعرض لتفتيش من قوات الجيش الإسرائيلي كما بقية سكان البلدة. أما المسنة فاطمة "أم عماد" (لم تفصح عن اسمها كاملا)، التي تعيش بمفردها في منزل قديم، فقالت للأناضول إن الجيش الإسرائيلي اقتحم منزلها فجرا "بقوات كبيرة". وأضافت المسنة الفلسطينية أن الجنود الإسرائيليين الذين وجهوا فوهات بنادقهم اتجاهها، فتشوا منزلها ودققوا في بطاقتها الشخصية قبل مغادرتهم. وأوضحت أن الفلسطينيين في بروقين وكفر الديك يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة للغاية جراء الحصار الإسرائيلي للبلدتين. وتابعت: "يحاصرونا كما يحدث في قطاع غزة"، الذي يعيش حصارا مشددا منذ 2 مارس الماضي إذ يمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية للقطاع ما تسبب بمجاعة بين المواطنين الفلسطينيين. وشددت "أم عماد" على أن الجيش الإسرائيلي يرتكب "جرائم مختلفة" في بلدة بروقين، حيث قتل شابا فلسطينيا بالرصاص لا علاقة له بالعمل العسكري. ** حصار خانق أما الفلسطيني تيسير الشعيبي (80 عاما) صاحب بقالة في بروقين، فقال للأناضول: "منذ أسبوع ونحن نعيش حصارا مشددا". وتابع أن الجيش الإسرائيلي يمنعهم من فتح محالهم التجارية ما يحول دون قدرة الفلسطينيين على تأمين احتياجاتهم الأساسية. وأوضح أن القوات الإسرائيلية أبلغته بأنها غير معنية بأوضاع الفلسطينيين الإنسانية، مؤكدة له منع فتح المحال التجارية. هذا المنع دفع الشعيبي إلى العمل بطريقة شبه سرية بعيدا عن أعين الجيش الإسرائيلي، حيث قال إن "الناس لديهم احتياجات وبقاء الحصار يعني نقصا في المواد الرئيسية خاصة الخبز". وعن جرائم الجيش في البلدة، قال إن القوات الإسرائيلية تدهم منازل بطريقة عشوائية وتخلف فيها خرابا واسعا كما تهدم بعضها وتسرق أراضي، دون تفاصيل. أما الفلسطيني وجيه سمارة، فأعرب عن تخوفاته من فقدان مزرعة الدواجن التي يمتلكها في بلدة بروقين. وأكمل للأناضول: "الجيش الإسرائيلي يمنع السكان من التحرك، ويمنع توريد الدجاج وحتى الوصول إلى المزرعة". وذكر أنه خاطر بالذهاب إلى مزرعته برفقة نجله البالغ 14 عاما لنقل كمية من الدجاج بهدف بيعها، لكن قوات من الجيش أوقفته واحتجزت نجله لعدة ساعات وأجبرته على إعادة الدواجن إلى المزرعة. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي لم يكتف بذلك بل صادر المركبة وتركها في الشارع، كما اقتحم منزله عدة مرات وفتشه وحوله إلى ثكنة لقواته قبل أن ينسحب منه. وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدسالشرقية، ما أدى إلى استشهاد 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية. وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.