المدارس الحكومية تطلق تجربة مجموعات المراجعة النهائية للشهادتين الإعدادية والثانوية

* مديرة «جمال عبد الناصر»: مد فترة المراجعات تحقيقًا لرغبة الطلاب.. ومدير «الجيزة الإعدادية»: المراجعات فرصة للتدريب على البوكليت
فى سابقة هى الأولى من نوعها، نظمت المدارس الحكومية للمرحلتين الإعدادية والثانوية بالجمهورية مؤخرًا مراجعات نهائية مجانية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية العامة. شهدت إقبالًا واسعًا من الطلاب خاصة فى الشهادة الإعدادية للتعرف على نظام البوكليت، الذى يطبق لأول مرة فى عدد من المحافظات هذا العام.
وبدأت المدارس حصص المراجعات وفقًا للجداول المعلنة بكل إدارة تعليمية، واستبقتها بتجهيز القاعات المناسبة لاستقبال الطلاب من حيث المناخ المناسب والإضاءة والتهوية الجيدة، والمدرسين المتميزين، ممن يمتلكون الخبرات اللازمة لتأهيل وتدريب الطلاب على امتحانات نهاية العام.
وفى محاولة للوقوف على ملامح هذه التجربة، زارت «الشروق» عددًا من المدراس بدأتها بمدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بنات بالدقى؛ حيث رصدت انتظام المراجعات التى بدأت منذ الثالث من مايو الجارى.
ووفقًا لما ذكرته مديرة المدرسة مروة هاشم ل «الشروق»، فقد كان من المقرر انتهاء المراجعات الأسبوع الماضى، طبقًا للجدول الرسمى الذى أعدته وزارة التربية والتعليم، لكن حرص الطالبات على حضور المراجعات والمطالبة باستمرارها دفع إدارة المدرسة لمد فترة المراجعات حتى بداية امتحانات سنوات النقل فى 22 مايو الجارى.
وأشارت هاشم إلى أن الإقبال على هذه المراجعات كان جيدًا جدًا، خاصةً أنها متاحة لأى طالب من إدارة الدقى، الإدارة التابعة لها المدرسة، كونها مجانية، لافتةً إلى أن التأكد من هوية الطالب كان الشرط الوحيد لحضور المراجعات.
وأكدت هاشم حرص المدرسة على تقييم تجربة المراجعات، والتعرف على مدى استفادة الطلاب بعد انتهاء محاضرات كل مادة، من خلال استطلاع آرائهم حول التجربة، وما إذا كانت واجهتهم أية مشكلات للتغلب عليها فى المحاضرة التالية.
وأوضحت أن المحاضرات تبدأ يوميًا منذ التاسعة صباحًا، وتستمر لأكثر من ساعتين، متضمنةً مراجعة عامة على المنهج مع التركيز على النقاط المهمة والأسئلة، بواقع محاضرتين يوميًا لمواد التشعيب واحدة للشعبة العلمى وأخرى للأدبى، أو محاضرة واحدة فى حال المواد المشتركة بين الشعب.
معوقات خارجية
وبسؤالها عن المعوقات التى واجهت التجربة أشارت هاشم، إلى أنها كانت فى مجملها معوقات خارجة عن إرادة المدرسة، مثل «السناتر» التى تعمل صباحًا، ما يجعل الطالب يختار «المدرس الخصوصى الذى يتابع معه من بداية العام الدراسى».
أما المشكلة الأخرى فكانت توفير التكلفة المالية لعمل مذكرات للمراجعة التى حصل عليها الطلاب، وتم حلها بمساهمة بعض أولياء الأمور الذين لمسوا، على حد وصفها مدى استفادة أبنائهم.
«التجربة مفيدة وكانت تحتاج إلى أن تبدأ منذ بداية العام الدراسى لتحقيق أعظم استفادة، بشرط جدية الطلاب وانتظامهم فى الحضور للمدرسة»، بهذه الكلمات بدأ رمضان عبد العظيم معلم اللغة العربية بالمدرسة، وأحد المدرسين الذى شارك فى نظام المحاضرات، حديثه ل «الشروق»، متفقًا فى ذلك مع مديرة المدرسة مروة هاشم وذلك بهدف التغلب على مشكلة ارتفاع نسبة الغياب.
عبد العظيم قال إن المراجعات أعادت ربط الطلاب بالمدرسة مرة أخرى، ونصح الطلاب بالاستمرار فى الحضور، والحرص على امتحانات السنوات السابقة ومعرفة الإجابات الصحيحة، واصفًا هذه الطريقة بأنها الأفضل للمراجعة: «هذا ما ركزت عليه فى المراجعات قمنا بحل نماذج امتحانات لأربع أعوام سابقة وقمت بالتركيز على النحو بشكل أساسى باعتباره «عقدة الطلاب»، طبقا لوصفه.
الطلاب يؤكدون الاستفادة
وبسؤال بعض الطالبات عن مدى استفادتهم من محاضرات المراجعة، قالت دعاء محمود طالبة بالصف الثالث الثانوى أدبى، ل «الشروق» إن المدرس شرح كثيرًا من أجزاء المنهج بالتفصيل، وكانت أمامها فرصة للسؤال والاستفسار عن أى شىء غير مفهوم، بخلاف سنتر الدرس الخصوصى المزدحم، أو الحصص الأونلاين، التى يفتقد فيها التواصل الفورى.
وأضافت دعاء ل «الشروق» أنها حرصت على حضور حصة الإحصاء، والمدرس قام بالشرح من أول المنهج، وسنستكمل الأسبوع المقبل، والجغرافيا أيضا، وأكدت أن الموضوع مفيد لأنها تراجع مرتين مرة بالمدرسة ومرة بالسنتر.
فيما أشارت الطالبة بسملة خالد إلى أنها شاركت فى المراجعات فى وقت متأخر، بعدما علمت بها من صديقة لها بالمدرسة، وبمدى استفادتها منها بدلًا من النوم بالمنزل حتى وقت متأخر، «بدأت بالحضور فى مادة الإحصاء ووجدت الأمر جيدا جدا، فقررت استكمال باقى المحاضرات».
التدريب على البوكليت
وفى مدرسة الجيزة الإعدادية بنات، وقف كبير معلمى الرياضيات على عيد يراجع للطلاب أجزاء من مادة الرياضيات، وفى يده نماذج استرشادية للمراجعة منها، ويشرح منها الفرق بين البوكليت وورقة الامتحان التقليدية، قائلا «البوكليت هو نفس طريقة الامتحانات السابقة ولكنه معدل بشكل بسيط؛ بدلًا من كون الامتحان خمسة أسئلة أصبح سؤالين فقط، يتضمن الأول تسع نقاط والثانى سبع نقاط»، وأكد عيد أنه تم مراجعة المنهج بالكامل خلال المراجعات والتركيز على ما وصفه ب«تكات المنهج والأسئلة الصعبة».
وقال مدير مدرسة الجيزة الإعدادية بنات، عيد سليمان إن المدرسة شهدت إقبالًا على المراجعات ليس من طالبات المدرسة فقط، ولكن من طلاب المدارس المجاورة سواء بنات أو بنين.
وأضاف أنه تم تنظيم المراجعات وفق جدول محدد بعد الانتهاء من شرح المنهج المقرر، معتبرًا أن هذه المراجعات كانت فرصة جيدة للطلاب ليستعدوا للبوكليت الذى يطبق لأول مرة هذا العام بمدارس الجيزة، حتى لا يصطدم الطالب بورقة الأسئلة داخل اللجنة بدون أى خبرة سابقة.
وتابع: «قمنا بطبع البوكليت الاسترشادى الذى تم إعداده من قبل الوزارة وصممنا نماذج أخرى مشابهة، وتم تدريب الطلاب عليها يوميا لكيفية التعامل مع البوكليت من أول كتابة بيانات الطالب ورقم الجلوس حتى الإجابة على كل سؤال».
وأشار عيد ل«الشروق» إلى أن المدرسة تشهد يوميًا تشغيل ثلاث قاعات، كل قاعة بها حوالى 40 طالبة وطالبًا من مختلف المدارس، بواقع محاضرتين فى اليوم، بمعدل ساعة لكل محاضرة فى جميع المواد، على أن يستمر ذلك حتى موعد انعقاد الامتحانات وفق الجدول المحدد.
وأرجع عيد إقبال الطلاب على المراجعات المدرسية على الرغم من حصولهم على دروس خصوصية بالخارج، إلى وجود ارتباط بالمدرسة ووجود نهج محدد يتمثل فى الالتزام بالزى المدرسى والنظام والإرشادات التربوية غير متوفر فى أماكن للدروس الخصوصية.
وقالت الطالبة إسراء أحمد، طالبة بالصف الثالث الإعدادى، ل«الشروق» إنها حرصت على حضور المراجعات منذ بدايتها، ورأت أنها استفادت منها لأنها ساعدتها على «لم المنهج»، وأنها بذلك راجعت مرتين، مرة فى المدرسة ومرة فى الدرس الخصوصى.
فيما قال أحمد على، طالب بالصف الثالث الإعدادى، ل«الشروق»: إنه حرص على حضور المراجعات خاصة اللغة العربية والدراسات لأنه يعرف أن مدرسى المادتين بمدرسة الجيزة للبنات من أقوى المدرسين فى المنطقة، وأنه تعرف أيضًا على نظام البوكليت الجديد وكيفية الإجابة به.