بصورة عملية وواضحة ومن دون أى لبس رد الرئيس حسنى مبارك وعلى الهواء مباشرة على كل القلقين على صحته. مساء أمس الأول الأربعاء وخلال المؤتمر الصحفى المشترك مع رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو بيرلسكونى فى روما، حيث رد الرئيس مبارك على سؤال لصحفى ألمانى حول من سيكون خليفته بقوله «الله وحده يعلم»، وعندما ألح الصحفى الألمانى «الرزل» لمحاولة الحصول على أى معلومة من الرئيس، قال مبارك: «إننى أُفضِّل من يفضله الله». هذه الإجابة البديهية والسريعة تعنى أن الرئيس مبارك فى كامل لياقته الذهنية، كما أن ذهابه إلى روما والصورة التى ظهر بها تعنى أنه استعاد عافيته تماما. كل التهنئة للرئيس على اكتمال شفائه.. وكل الصبر للشعب الذى يحاول أن يعرف ماذا ستخبى له الأقدار فى قادم الأيام. المعنى الذى وصلنى من تصريحات مبارك فى روما يعنى أنه وفى ظل نظامنا السياسى الراهن لم يعد أمامنا سوى أداء صلاة الاستخارة لمعرفة من سيحكمنا فى الفترة الرئاسية الجديدة التى ستبدأ نهاية العام المقبل. بالطبع، الله وحده يعلم كل شىء.. وفى عالم السياسة يصعب أن نقول ذلك ونكتفى به، وكأن شيئا لم يكن.. وحتى إذا سلمنا بصحة هذه المقولة «المطلقة» فى عالم السياسة «المتغير»، فإن مقولة الرئيس الأخرى بأنه «يفضل من يفضله الله» تحتاج إلى تمحيص وفحص. السؤال البديهى والبسيط هو: كيف سنعرف نحن المواطنين البسطاء من يفضله الله مرشحا لرئاسة مصر؟، وما هى الطرق والآليات التى تمكننا من ذلك؟ هل نختار مجموعة من الأسماء المرشحة معا ونؤدى صلاة الاستخارة؟، وهنا نسأل: ما هو موقف المواطنين المسيحين، وهل لديهم آلية تشبه صلاة الاستخارة لدى المسليمن؟، والسؤال الثانى: إذا كان لدينا على سبيل المثال مرشحان جيدان يؤديان الصلاة والذكاة ويصومان رمضان ويحجان البيت، فكيف سنختار بينهما، وكيف سنعرف أن الله يفضل أحدهما على الآخر؟. وبعيدا عن الغيبيات واقترابا من عالم السياسة الواقعى.. نسأل: لماذا الإصرار على مفاجأة الشعب بمن سيحكمه؟. فى اللحظة الأخيرة لماذا لا يتم إعلانه من الآن وتقديمه للمواطنين وإعلان برنامجه؟ هل الأمر فعلا لم يحسم؟.. هل الرئيس أطال الله عمره متردد فى إعادة ترشيح نفسه؟.. هل انتهت مسألة التوريث أم أن الصعوبات التى تواجهها بسيطة؟.. هل هناك قوى ممانعة.. وهل.. وهل..؟! الإجابة الوحيدة أن الله وحده يعلم.. وكذلك الرئيس!