يقول الذين يظنون أنهم يخاطبون بلهاء، أو أنهم يخاطبون ناسا من الهنود الحمر، تعليقا على عقوبات الفيفا، يقولون برضا، ممزوج بالفخر (ولا أعرف لماذا؟): «الحمد لله.. الحمد لله.. العقوبات مرضية، ولطيفة، ونحن نشكر لجنة الانضباط.. لقد انتصرنا.. انتصرنا»..؟! ما هذا الانتصار وأنت معاقب ومهزوم بالعقوبة؟! لقد عوقبت الكرة المصرية، والعقوبة مستحقة، و«نستاهلها»، وعلينا أن ندفع ضريبة سلوك غوغائى بإلقاء حجر على أتوبيس المنتخب الجزائرى، وهو أمر أمكن إثباته بالقرائن والدلائل والوثائق.. لكن أن يسعى سمير زاهر للإيحاء أو يحاول هو أو غيره من أعضاء الاتحاد الإيحاء بأننا خرجنا من موقعة الفيفا براية الانتصار، فهذا كلام فارغ.. وإساءة لكل عقل وكل عاقل فى هذا البلد.. ويجعلنا نكتة. لأن الهزيمة عندنا لها أسماء ملونة، فهى نكسة، أو لسعة، وفى أحيان تصنف الخسارة على أنها نصر. وهذا أمر مؤسف للغاية؟! الرأى العام يسأل الآن: لماذا كذبنا. ولم نعلن الخطأ فى حينه. وكيف حاولنا أن نرسل للناس أن لاعبى الفريق الجزائرى هم الذين حطموا زجاج الأتوبيس من الداخل؟! ألقيت الحجارة على الأوتوبيس.. وغضب لاعبو المنتخب الجزائرى فحطم بعضهم زجاج الأتوبيس من الداخل فعلا للرد على الذين إعتدوا عليهم بالحجارة وبالكلمات.. وقد أثبتوا الإعتداء. وكان رد فعلهم سريعا، دون انتظار لما يسمى «ود الأشقاء» فأرسلوا الشرائط والصور إلى محطات تليفزيون ووكالات أنباء بعدما أطلعوا المراقب بالاعتداء، فكان كل شىء عندهم منظما ومحسوبا ومرتبا. عوقبت الكرة المصرية، والعقوبة فى اللغة وفى علم الاجتماع، وفى الأخلاق تعد هزيمة وليست انتصارا.. كما يتمتم أعضاء من اتحاد الكرة، ومنهم الحاج محمود الشامى والأستاذ سمير زاهر..؟! هذا درس مهم.. فلم ولن يقبل الرأى العام إطلاقا أن نتهاون فى حق المنتخبات والفرق المصرية. فيوم يحدث أن يتعرض فريق مصرى لسباب، واعتداء، لابد من إثبات ذلك فورا، واستدعاء المراقبين وكل المهمين.. فقد سئمنا السكوت عن حقنا، بينما غيرنا لا يعنيه أمرنا، ويسارع بالتحرك من أجل حقه. وهو على صواب. ونحن على خطأ؟! من ضمن ما فشلنا فى إثباته.. ما حدث فى أم درمان. كل الكاميرات التى كانت هناك لحضور احتفالية التأهل لم تسجل اعتداء واحدا.. والفيفا يؤكد أنه لا يملك معلومات وافية لفتح تحقيق بأحداث مباراة السودان، وتقرر اقفال الملف. بينما يقول زاهر إنه سيرفع الأمر إلى لجنة التظلمات.. وربما المحكمة الدولية.. «ماشى» (أسوأ كلمات العصر).. لكن هناك من يؤكد أن مصر لم تتقدم بشكوى، أو أن الملف الخاص بأحداث أم درمان وصل متأخرا..؟! هل تقدمتم بالشكوى بعد فوات الأوان.. هل هناك شكوى أصلا؟! هل من إجابة واضحة ومفهومة على النقطة الأخيرة.. وأترككم مع فرحة اتحاد الكرة بالعقوبة.. «هيييه اتعاقبنا»!