صدرت طبعة جديدة من كتاب "حديقة النبي"، عن دار الشروق، وترجمها إلى العربية الدكتور ثروت عكاشة، وهذه الطبعة هي الطبعة الثامنة للكتاب. ويقول المترجم إن جبران في كتابه السابق "النبي" كان يستخدم قالب "نيتشه" الفيلسوف، حيث الجمل غير مترابطة وهي على شكل ومضات، ويقول إن الحديقة شغلت فكر متصوفي الإسلام، وأن جلال الدين الرومي يرى أن الحدائق هي تجل للجمال الإلهي، وبالنسبة للافتتان بالحدائق وجمالها يورد أبياتا للصنوبري يقول فيها: ورد بدأ يحكى الخدود ونرجس / يحكى العيون إذا رأت أحبابها / والسرد تحسبه العيون غوانيا / قد شمرت عن سوقها أثوابها. ويشير ثروت عكاشة إلى أن جبران في كتابه لا يكتفي من الطبيعة بأنها أساس كل حكمة، وإنما يرى فيها كذلك أساس كل جمال. وجبران وهو يناجى الغمامة يقول "أيتها الغمامة.. يا أخت روحي لشد ما أحببت الدنيا وأحبتني الدنيا"، وهكذا يمضى جبران في التعبير رقيقا كمياه الجداول، عميقا كظلال الشجر، متألقا كالزهور اليانعة. ويرى جبران بأن دورة الإنسان في الحياة، هي نفسها دورة عناصر الطبيعية الأخرى، وهو القائل: "أرجعوا باحثين جمال تفوق روعته روعة كل جمال، وعن أغنيته أبعد من أغاني البحر والغاب هيموا وراء الجمال واتبعوه، وإن كان ذو جناح وأنتم لا جناح لكم، اتبعوه، وإن انتهى بكم إلى الهاوية اتبعوه، فإن افتقدتم الجمال افتقدتم كل شيء".