تشهد الولاياتالمتحدة اليوم الثلاثاء الخامس من نوفمبر، إقامة الانتخابات الرئاسية، والتي ستأتي برئيس جديد يدخل المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، وسيتم أيضا خلال الانتخابات انتخاب ثلث أعضاء مجلس الشيوخ، ومجلس النواب بأكمله، بالإضافة إلى حكام 11 ولاية وإقليمين. وتحتل الإنتخابات الأمريكية صدارة اهتمامات طاولة العالم، ليس فقط اليوم، بل على مدار الأشهر الماضية خاصة لما حدث فيها من تطورات ومناظرات، مثل انسحاب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن من السباق الإنتخابي لصالح نائبته كاملا هاريس. وأيضا تشغل الانتخابات الأمريكية العالم أجمع، لما تلعبه الولاياتالمتحدة من دور كبير في كل صراعات العالم، وخاصة صراعات الشرق الأوسط مثل حرب غزة ولبنان، أو الحرب الروسية الأوكرانية التي ما تزال مشتعلة، وبعض القضايا العالمية الأخرى التي سيكون الرئيس الأمريكي الجديد معني بها ومؤثرا فيها. وفي محاولة لفهم طبيعة الإنتخابات الأمريكية، والتي في الواقع تختلف عن أي انتخابات حول العالم، نحاول هنا رصد بعض الكتب والدراسات التي حاولت فحص وتحليل العملية الانتخابية الأمريكية، ومحاولة فهمها من السياق السياسي والتاريخي والانتخابي. "الانتخابات الرئاسية الأمريكية: الأبعاد التاريخية والسياسية والدستورية" يتناول كتاب "الانتخابات الرئاسية الأمريكية: الأبعاد التاريخية والسياسية والدستورية"، لدكتور والباحث نضال فواز العبود، تجربة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بكل أبعادها التاريخية والسياسية والحزبية والدستورية، منذ استقلال الولاياتالمتحدة حتى اليوم، محيطاً فى الوقت نفسه بالنظام السياسى الأمريكي، وبالخلفية التاريخية لنشوء الولاياتالمتحدة وظروف نشوء الأحزاب السياسية فيها وظروف سيادة نظام الحزبين، ونظام المندوبين والمجمّع الانتخابى الذى تتحكّم أصواته فى نتائج الانتخابات وربما تكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة (2016)، واحدة من أكثر الانتخابات الرئاسية الأمريكية إثارة للمتابعة والاهتمام، نظراً إلى ما حملته وما يمكن أن تحمله هذه الانتخابات من مفاجآت، سواء فى نتيجتها المباشرة التى أوصلت ترامب إلى البيت الأبيض، أو فى نتائجها الجيوسياسية، على الولاياتالمتحدة والعالم، التى توحى بها شخصية ترامب الملتبسة. يتضمن الكتاب اثنى عشر فصلا إلى جانب الخلاصة التنفيذية والمقدمة والخاتمة، الفصل الاول بعنوان: "الولاياتالمتحدة"، والفصل الثاني: "دستور الولاياتالمتحدة"، والفصل الثالث: "الأحزاب السياسية فى الولاياتالمتحدة"، والفصل الرابع: "الحزب الديمقراطي"، والفصل الخامس: "الحزب الجمهوري"، والفصل السادس: "السياسة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية"، والفصل السابع: "الانتخابات فى الولاياتالأمريكية"، والفصل الثامن: "الانتخابات الرئاسية فى الولاياتالمتحدة"، والفصل التاسع: "الانتخابات الرئاسية التمهيدية والحزبية"، والفصل العاشر: "المؤتمرات الحزبية"، والفصل الحادى عشر: "المجمع الانتخابي"، والفصل الثانى عشر: "الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016". "الانتخابات والأحزاب السياسية الأمريكية: مقدمة قصيرة جدا" يتناول كتاب الانتخابات والأحزاب السياسية الأمريكية: مقدمة قصيرة جدا، للمؤلف إل ساندى مايسل، شرح مبسط للعملية الانتخابية فى أمريكا، حيث يرى أن قليل من الأمريكيين، بل وقليل للغاية من مواطنى الدول الأخرى، يتفهمون العملية الانتخابية فى الولاياتالمتحدة، وإن نسب المشاركة فى الانتخابات فى الولاياتالمتحدة تتسم بالتدنى البالغ مقارنة بغالبية الدول الديمقراطية الناضجة، وربما يكون سبب هذا هو قلة المنافسة فى أرجاء البلاد فى ظل تمتع حزبين فقط بفرص حقيقية للفوز، رغم حقيقة أن عددًا كبيرًا من المواطنين لا يدينون بالولاء لأى من هذين الحزبين، بل وينظرون إليهما نظرة سوء. وحذَّر جيمس ماديسون، الذى يُنسب إليه فى أكثر الأحيان الفضل فى اقتراح الإطار الرئيسى للدستور، فى الورقة الفيدرالية رقم 10 التى كتبها سنة 1787 لإقناع مواطنى نيويورك بالتصديق على الدستور الفيدرالى الجديد، قُراءه من شرور الطوائف التى "تتعارض مع حقوق المواطنين الآخرين ومع مصالح المجتمع الدائمة والكلية"، كما حذَّر جورج واشنطن فى خطبة الوداع التى وجَّهها إلى الأمة لدى رحيله عن سُدَّة الرئاسة "بكل جدية من الآثار الوبيلة للعصبية الحزبية". "الانتخابات الأمريكية بإيجاز" كتاب "الانتخابات الأمريكية بإيجاز" من تأليف نيكولاس نامبا، وهو كتيب يحتوى على شرح موجز لكل ما يخص الانتخابات فى الولاياتالمتحدةالامريكية، الكتاب بيشرح باختصار نظام الانتخابات الأمريكية الرئاسية والبرلمانية والترشح وحملات جمع التبرعات والدعاية ثم الاقتراع، ويوضح نظام انتخاب الرئيس شعبيا ولكن عن طريق هيئة عليا بحجة التوزيع العادل للأصوات بين الولايات حتى لا تكون السيطرة للولايات ذات الكثافة السكانية الأعلى. وهو نظام انتخابى بحسب وجهة النظر الأمريكية أيضا يجعل من المستحيل فوز مرشح من خارج الحزبين المسيطرين وكذا فى انتخابات النواب والشيوخ لكن تظل انتخابات ويظل الشعب له تأثير ما. "الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. نظرة تحليلية شاملة فى ملامح النظام الانتخابى الأمريكى وإشكالاته" كتاب جديد "الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. نظرة تحليلية شاملة فى ملامح النظام الانتخابى الأمريكى وإشكالاته"، للدبلوماسى والباحث الكوسوفى أمير بايروش أحمدى، وهو قراءة تاريخية وتحليلية لتطور النظام الانتخابى الرئاسى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ بواكيره. ويقول الباحث فى كتابه إن الانتخابات الأمريكية نظام يبدو اليوم أكثرَ تعقيدًا مما كان عليه فى السنوات الأولى لقيام الجمهورية، وهذا الأمر ملحوظ بدءًا من تعقيدات المادة الثانية من النظام، والتعديل الثانى عشر وسلسلة التعديلات اللاحقة، والقوانين الفيدرالية وقوانين الولايات، واللوائح الحزبية، والتقاليد التى أثقلت النظامَ الانتخابي. وأشار المؤلف فى مقدمته إلى أن توضيح الأفكار الكثيرة التى ولدت حول تأسيس نظام لانتخاب رئيس البلاد منذ استقلال الولاياتالمتحدة سيسهل فهم هذا النظام وأسباب بقائه حتى اليوم، وبين أن هذه الأفكار تجعل الحاجة إلى مناقشة التداعيات الانتخابية ملحّة، الأمر الذى كان حافزا له على الشروع فى دراسة جادة تتناول ملامح النظام والتغيرات التى طرأت عليه منذ تأسيسه. وتفرعت موضوعات الكتاب إلى ثلاثة أجزاء: فى الجزء الأول قدَّم المؤلف شرحًا موجزًا حول انتخاب رئيس الدولة فى المستعمرات الأمريكية؛ ثم فى حقبة استقلال المستعمرات؛ وكذلك طريقة انتخاب الرئيس وفقًا لوثائق الكونفيدرالية لعام 1777م. ثم فصل فى الجزء الثانى موضوع الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق دستور 1787م الذى ما يزال سارى المفعول حتى الوقت الحاضر. وتناول فيه تفاصيل الإجراءات المتبعة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، بدءًا من الحملات الانتخابية والترشيح، ثم الانتخابات التمهيدية، وكذلك الانتخابات النهائية، بما فى ذلك التصويت الشعبى وتصويت المجمع الانتخابى. وفى الجزء الثالث والأخير عرض المؤلف المطالب المقدمة من الكثيرين من نواب الكونجرس، ومن الحقوقيين الأمريكان، لتغيير النظام الانتخابى الأمريكي، وما اشتملت عليه هذه المطالبات من مبادرات ومقترحات. وخص الكاتب فى هذا الجزء الانتخابات التى نجم عنها إشكاليات بسبب النظام نفسه بدءا من العام 1800م بتحليل موسع، ومن بينها انتخابات العام 2000 بين المرشحين جورج بوش الابن وآل غور، وكذلك انتخابات العام 2016، بين المرشحين دونالد ترمب وهيلارى كلينتون. جدير بالذكر أنه يتنافس المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وممثلة الحزب الديمقراطي الأمريكي الحاكم كامالا هاريس، على منصب رئيس الدولة، في منافسة شرسة ومتقاربة للغاية. وكان ترامب الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين، حيث تولى منصبه من عام 2017 إلى 2021، ليخسر بعدها الانتخابات الرئاسية لعام 2020 أمام الديمقراطي جو بايدن، بينما يحاول الآن العودة إلى البيت الأبيض، كما تشغل هاريس منصب نائبة رئيس الولاياتالمتحدة منذ يناير 2021، وأصبحت هي مرشحة الحزب الديمقراطي بعد انسحاب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن من السباق الانتخابي.