في الذكرى الثانية والستين لمذبحة دير ياسين، كتبت كاترينا ستيوارت في صحيفة الإندبندنت البريطانية، تنتقد الأكاذيب والمبالغات والتناقضات التي تروجها الحكومات الإسرائيلية المتتالية للتعتيم على المجازر التي حدثت في قرية دير ياسين الصغيرة. تقول كاترينا إن مذبحة دير ياسين (9 ابريل 1948) أصبحت ترمز إلى المأساة الفلسطينية أكثر من أي بقعة أو أي واقعة تاريخية أخرى، فهي تمثل بحق عملية سلب ونهب أراضي السكان الفلسطينيين وترويعهم على يد القوات اليهودية قبل أسابيع بسيطة من إعلان الدولة العبرية. الآن، تحاول صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الليبرالية، أن تكشف الغموض حول حقيقة ما حدث في تلك المذبحة عبر تقديم التماس إلى محكمة إسرائيل العليا للإفراج عن مستندات وأدلة مدفونة في الأرشيف العسكري تحكي وتصور وقائع ما ارتكبه الجيش الإسرائيلي في دير ياسين. ففي الوقت الذي تزعم فيه إسرائيل أن أهالي القرية الذين كانوا حوالي 400 فرد تركوا أراضيهم ومنازلهم بإرادتهم، ينفي الناجون من المذبحة ذلك بقوة، مؤكدين على أن القوات اليهودية قامت بإبادة العديد منهم بشكل جماعي وأجبرت الأهالي على الفرار والنجاة بحياتهم. وفي الوقت الذي تدعي فيه إسرائيل أن القتلى الناجمين عن المذبحة ماتوا وهم يحاربون القوات الإسرائيلية، يقول أهالي دير ياسين المتبقون، إن الهجوم اليهودي بدأ عليهم فجرا وهم نيام في منازلهم مع أطفالهم وبدأت آلة القتل في حصدهم دون حتى أن يدركوا ما يحدث أو أن يتم التفريق بين رجال أو نساء أو أطفال. ومن المرجح أن السلطات الإسرائيلية تخفي الوثائق الهامة التي تروي ما حدث في دير ياسين لأنها تخشى أن يطلع العالم على حقيقة الجرم الذي ارتكبته قواتها هناك. ومن ضمن الوثائق التي يعتقد أنها مخفية، شهادة جندي يهودي يدعى مير باعيل، يصف فيها ما حدث بالصور، ويدين تعطش أبناء وطنه للدماء والقتل بلا رحمة في تلك المذبحة. يقول البروفيسور الأمريكي المتقاعد دانيل ماكجوان، إن الصور تظهر جليا أن القوات الإسرائيلية ارتكبت مذبحة شنيعة في دير ياسين، وهي تظهر صفا من أهالي القرية أمام حائط طويل وهم مقتولين بالرصاص.ويضيف ماكجوان أن معظم الإسرائيليين توقفوا عن إنكار حدوث المذبحة، لكنهم يلتزمون الصمت التام تجاهها.يشار إلى أن مذبحة دير ياسين أسفرت عن وقوع أكثر من 105 قتلى. وبانتهاء عام 1948، تم تهجير أكثر من 60 % من الفلسطينيين من منازلهم وتمت سرقة أراضيهم.