قال شاهد عيان من غزة ل«الشروق» إن عمليات التهريب التى تجرى تحت الأرض لاتزال نشطة وأخذت شكلا منظما أكثر من أى وقت مضى، ولم يؤثر الجدار الفولاذى الذى تبنيه مصر على حدودها مع القطاع على سوق التجارة الغزاوى. ولكن مع هدم العديد من الانفاق بسبب أعمال الانشاءات الخاصة بالجدار تكثفت أنشطة الحفر فى المناطق الزراعية والمناطق ذات الكثافة السكنية التى لم يصلها الجدار بعد وتوقف عندها حاليا، ومنها مناطق حول صلاح الدين والبراهمية والشاعر. وحول ما كشفته تقارير إخبارية بأن تجار الانفاق تمكنوا من إحداث فتحة فى الجدار الفولاى، قال الشاهد، هناك الكثير من الشواهد تؤكد أن تجار الأنفاق فى القطاع يعملون حاليا بدأب على اختبار لإمكانية اختراق الجدار الفولاذى، مشيرا إلى أن هناك تسريبات فى القطاع يشيعها تجار الانفاق للطمأنة بأن تجارتهم ستبقى رائجة، لكن تلك التسريبات لا ترقى إلى مستوى الحقيقة، لكن هناك حديثا بأنه تم اختراق بعض المواقع فى إحدى المناطق الزراعية التى مر منها الجدار بإحداث فتحة باستخدام شعلات حرارية عالية واستخدام أسطوانات الأوكسجين والغاز لإحداثها، بعد فشل محاولات فى السابق عبر استخدام الديناميت، لكن تلك الفتحات تبدو صغيرة ومحدودة حيث يجرى قطع مربع كامل فى اللوح الفولاذى وهو ما استغرق أسابيع من العمل. وقال شاهد: «إن سوق العمالة فى الأنفاق لاتزال رائجة»، بل إنها بدأت تجتذب عمالا من مناطق فى عمق القطاع مثل خان يونس، حيث تصل أجرة العامل فى اليوم إلى 15 دولارا، وهو ما لم يكن موجودا من قبل. ومن المنتظر أن ترفع حماس الضربية على النفق الواحد وبشكل رسمى إلى ما هو أكثر من 3000 دولار. مضيفا: هى عملية تجارية بحته فى القطاع «وليست شطارة من المهربين ولا غفلة من الأمن المصرى إنما هى مرونة من الجانبين لعدم خنق مواطنى القطاع»، وأضاف هناك شركات مصرية رسمية فتحت فروعا لها فى العريش لتلبية مطالب السوق الغزواية، حتى إن تجار الأحذية يقومون بعمليات شحن كبيرة من الصين إلى القاهرة ومنها إلى العريش ثم يتم تهريبها عبر الأنفاق. وأشار الشاهد إلى أن الأسواق التجارية فى القطاع لم تتأثر كثيرا بل لاتزال منتعشة وقال إن تهريب السلع عبر الأنفاق المتبقة يجرى تحت أعين السلطات المصرية، التى لا تريد أن تخنق مواطنى القطاع، حيث إن السلع الرئيسية من السكر والأسمنت والطعام والشراب والحليب والسجائر والملابس، تمرر من رفح والعريش إلى تلك الأنفاق بسهولة دون أى مشكلات، لكن هناك تأكيدات أنه لم يعد هناك أى نشاط لتهريب السلاح، حتى فى الأنفاق التى تملكها بعض عناصر من حركة حماس، لكن نشاطا ملحوظا بدا فى الأيام الأخيرة حول تهريب البنزين لتشغيل مواتير الكهرباء فى الأنفاق وفى المنازل، نظرا لانقطاع التيار الكهربائى فى غزة بشكل متكرر بسبب منع اسرائيل توريده للمحطة الرئيسية. وحول تكرار حوادث الوفاة فى الانفاق، قال الشاهد إن ما قيل حول موضوع تسريب الغاز غير دقيق، بل إن مصر تحذر فى الغالب من أعمال هدم الأنفاق، وتصل رسائل لحماس بهذا المضمون، إنما المشكلات هى أن بعض الأنفاق يجرى الحفر فيها على عمق كبير تحت الأرض بشكل غير سليم فتتسبب الأخطاء الفنية فى انهدامه على من فيه.