«اسمي إياد، وعندي قصة أريد أن أحكيها» هكذا يبدأ كتاب "السيد عضبان" الصادر عن دار الشروق، من تأليف هيثم عبدربه السيد ورسومات علي الزيني، حيث جاء مشتملا على قدر كبير من المميزات المتمثلة في وجود رسائل توعوية للأطفال، وإيضاح نقاط إيجابية يجب غرسها فيهم منذ الصغر، ونبذ صفات سيئة كالغضب و الانفعال والاندفاع دون تحكيم العقل. يجد قارئ الكتاب نفسه سريعا في قلب عالم متكامل من الرسائل التوعوية التي تلامس قلوب الصغار والناشئة، وتثري عقولهم بأجمل الدروس، يقدم الكتاب حكاية شيقة تجذب انتباه الأطفال وتثير فضولهم، متخللة برسومات مبدعة تضفي على النص حيوية وتفاعلية، وتساهم في تثبيت المعلومات بشكل أسرع وأكثر متعة. يقدم هيثم عبد ربه السيد في قصته الجديدة للأطفال "السَّيد غضبان"، حكاية شارع كان هادئا جدا.. ثم تغير حال الشارع من الهدوء إلى الضجيج، بعد أن جاء السيد غضبان وسكن في إحدى عماراته.. امتلأ الشارع بالصُّراخ.. ولم يعرف طعم الهدوء.. ليبحث الجميع عن السبب وراء ذلك. يزخر الكتاب برسائل توعوية هادفة تغرس في نفوس الأطفال قيما إيجابية ضرورية لنموهم السليم، مثل: أهمية التحكم في الغضب، ونبذ الانفعال، والتعامل بحكمة وعقلانية في مختلف المواقف، حيث دروسا قيمة تساعدهم على التعامل مع مشاعرهم بشكل إيجابي وبناء. يعد هذا الكتاب إضافة مميزة لمكتبة الأطفال، غنية بالرسائل المفيدة والأسلوب الممتع، مما يجعله خيارا مثاليا لتقديم دروس أخلاقية هادفة للأطفال بأسلوب محبب يحفزهم على القراءة والتعلم. جاءت اللغة سهلة تناسب تماما درجة استيعاب الأطفال، النص يراعي تماما خلوه من أي مط او تطويل والفقرات مقتضبة متضمة تكثيف في الأفكار الإيجابية، عنصر التشويق متوافر بما يضمن عدم نفور الأطفال سريعا من الانخراط في عملية القراءة، مدعومة برسومات جذابة وشديدة التميز لاتقتصر على كونها رسومات أو صور، وإنما تشعر بأنها تتحرك مع أكبر قدر من الإيماءات التي تخدم ماينطق به النص المكتوب" كتاب السيد غضبان يتوافر به عنصر الجذب القصصي بشكل واضح، حيث يتفرد بمزيج فريد من السمات التي تجعله رحلة ممتعة وغنية بالفائدة للأطفال، حيث يتميز الكتاب بثرائه اللغوي الواسع، و يقدم للطفل حصيلة ثرية من المفردات والمصطلحات الجديدة، مما يساهم في تنمية مهاراته اللغوية ويعزز قدرته على التعبير عن أفكاره ومشاعره بفعالية. يحفز الكتاب خيال الأطفال ويطلق العنان لإبداعهم، من خلال القصص الممتعة والرسومات الملونة، بما يشجع الكتاب الأطفال على استكشاف عوالم جديدة وتخيل مغامرات مثيرة، ويساهم في تنمية مهاراتهم الإبداعية ويحفزهم على التفكير خارج الصندوق، وبخلاف ذلك يتيح "السيد عضبان" فرصة رائعة لتعزيز العلاقة بين الوالدين وأطفالهم، من خلال قراءة الكتاب معا، يمكن للوالدين مشاركة أطفالهم لحظات ممتعة مليئة بالحب والتعلم، كما يمكنهم التحدث مع أطفالهم عن المشاعر والأفكار التي تثيرها القصص، مما يساعد على بناء علاقة عاطفية قوية بينهم. لا يقتصر دور الكتاب على التعليم والترفيه فحسب، وإنما سعي واضح من المؤلف هيثم عبدربه والفنان علي الزيني، لتنمية مهارات "التعلم مدى الحياة" لدى الأطفال. من خلال تشجيعهم على البحث عن المعلومات واستكشاف المعرفة بأنفسهم، حيث يساعد الكتاب الأطفال على اكتساب مهارات البحث والتحليل، مما يعزز قدرتهم على التعلم الذاتي والاعتماد على النفس. "السيد عضبان" رحلة مثيرة تثري عقول الصغار وتنمي مهاراتهم، ويعد رفيقًا مثاليًا للطفل في رحلته نحو المعرفة والإبداع، مُساهمًا في تنمية شخصيته وغرس القيم الإيجابية لديه، وخلق رابطة قوية بينه وبين الكتاب وعادة القراءة بشكل عام. هيثم عبد ربه السيد؛ كاتب ومعلم لغة إنجليزية، وحكاء مصري؛ له أكثر من أربعة عشر مؤلفا للأطفال واليافعين. فاز بجائزة الدولة التشجيعية المصرية لأدب اليافعين، عرف واشتهر بمشروعه التطوعي «عربة الحواديت» الذي يستهدف الأطفال واليافعين بالقرى المصرية لنشر ثقافة القراءة وحب الكتاب، فاز مشروعه بالعديد من الجوائز المحلية والعربية. يعمل مستشارا تعليميا وتربويا لعدة جهات مصرية وعربية. أما علي الزيني؛ رسام مصري يعيش في الإسكندرية. بدأ حياته العملية بعيدا عن مجال الرسم، ولكن نظرا إلى عشقه للرسم منذ طفولته، عاد ليدرس الفنون الجميلة وينطلق في إبداع رسوم كتب الأطفال. فازت كتبه بالعديد من الجوائز: منها جائزة الشارقة لكتاب الطفل 2018، وجائزة اتصالات لكتاب الطفل عن فئة أفضل رسوم 2019، وجائزة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال 2020 عن فئة أفضل رسوم، وجائزة اتصالات عام 2021 عن فئة الكوميكس.