على قدم وساق يجرى التجهيز الطلابى ليوم الإضراب المنتظر بعد غد الإثنين 6 أبريل، صنعوا من أنفسهم جماعة توازى كل حركة سياسية وحزب برخصة، نسقوا فيما بينهم دون الرجوع إلى قيادات يرونها تقليدية ليسجلوا مواقفهم دون أن تعيقها حسابات الكبار أو القادة. طلاب الجامعات المصرية يعدون العدة ل«يوم الغضب» بمشاركة زملائهم فى 14جامعة مصرية، فريق ينظم وفريق يهتف وفريق يلتقى برؤساء الجامعات، وبيانات تعد سلفا بمطالب طلابية خالصة لم يخل أحدها من وصفه سياسيا. تحركات الطلاب شجعت أساتذتهم على أن يتضامنوا معهم فى غضبتهم، فكان أعضاء حركة 9 مارس أول المشاركين، وإن كانت الحركة لم تعلن ذلك صراحة. على رأس الجامعات المشاركة القاهرة وعين شمس وحلوان، تليها، المنصورة وأسيوط والإسكندرية، قام طلابها بتحديد عدد من المطالب والأهداف التى سيعملون على تنفيذها يوم غضبتهم. ويتصدرها تفعيل الخدمات الطلابية من دعم الكتاب ومجانية التعليم وصندوق التكافل الاجتماعى وتطوير المناهج التعليمية وحرية مزاولة النشاط الطلابى كما يطالبون بطرد الحرس الجامعى التابع لوزارة الداخلية، واستبداله بحرس إدارى، وأخيرا الإفراج عن الطلبة المعتقلين. فى جامعة القاهرة تم التنسيق بين طلاب الإخوان المسلمين وحزب العمل المجمد وطلاب حركة 6 أبريل وحركة حقى فى حين تغيب الناصريون عن الاجتماعات التنسيقية، وتم الاتفاق على مشاركة الجميع فى هذا اليوم والتحرك بقوة لنيل مطالبهم. وفى سياق الشكل التنظيمى حدد الطلاب عددا من اللجان لتنظيم حركة العمل، شكلت من التيارات المنسقة فيما بينها، كما عينوا لجنة للنظام ولجنة للهتافات وقرروا إرسال وفد منهم إلى رئيس الجامعة لعرض المطالب عليه قبل انتهاء اليوم لتحقيقه بشكل فورى وتفعيل دور صندوق التكافل الاجتماعى ودعم الكتاب. وفى جامعة عين شمس نسق طلاب الإخوان ثانية مع حركة « نقدر»، وسيصدرون بيانا يخص أزمة يعيشونها بسبب توقيع الجامعة عقدا مع شركة اتصالات خاصة يحصل الطلاب بمقتضاه على نتيجة كل تيرم عن طريق الاتصال ب0900، والذى اعتبره الطلاب مكلفا لهم. أما فى جامعة حلوان فقد نسق طلاب الإخوان أيضا مع أعضاء حركة «مقاومة» على العمل المشترك فى يوم الإضراب، وقال خالد السيد، أحد أعضاء «مقاومة»، إنهم يستعدون لليوم من خلال توزيع البيان الذى يتضمن مطالبهم المتفق عليها وإقامه العديد من المعارض التى تحتوى على عدد من اللوحات التى تعبر عن هذه المطالب. وبجامعة المنصورة تم التنسيبق فى نفس الإطار بين الإخوان المسلمين وطلاب 6 أبريل وحركة حقى وطلاب حزب الجبهة الديمقراطية واتفقوا على صيغة البيان الموحد، كما اتفقوا على أن يبدأوا يومهم بمسيرة طلابية، يليها عقد مؤتمر طلابى وإرسال وفد من الطلبة لرئيس الجامعة لعرض قائمة المطالب عليه. على الجانب الآخر؛ أعلن عدد من أساتذة الجامعات تعاطفهم الكامل مع تحركات الطلاب ومع شباب 6 أبريل، وبشجاعة أعلنت مجموعة العمل من أجل استقلال الجامعات المعروفة باسم حركة «9 مارس» عن تعاطفهم لأنهم معنيون بالهم العام على حد تعبير الدكتور عبدالجليل مصطفى الأستاذ بكلية طب جامعة القاهرة وعضو الحركة، واعتبر ذلك جزءا من دعم الشباب الذين نجحوا فى عمل شىء واحد حين حركوا المياه الراكدة فى الشارع المصرى واسمعوا من بأذنيه صمم. ورغم هذا التعاطف فإن حركة 9 مارس لم تعلن رسميا مشاركتها فى فاعليات هذا اليوم ويرجع الدكتور يحيى القزاز أستاذ بكلية العلوم جامعة حلوان، ذلك إلى وجود اتجاهين داخل الحركة، الأول يرى أن الحركة يجب أن تقتصر على المطالب المهنية فقط لأساتذة الجامعات والثانى يفضل عدم الحجر على نشاط أعضاء الحركة السياسى فى المشاركة ضمن أنشطة أساتذة الجامعات وليس تحت مسمى «الإضراب» إلا أن كلا الاتجاهين يصب فى عدم انفصال الحركة عن المجتمع فى المواقف الوطنية مثل تضامنهم السابق مع القضاة أزمتهم ومع الصحفيين فى مطالبهم. وذكر القزاز أنه سيشارك فى الفاعليات التى يقوم بها الطلبة وقد تكون وقفات احتجاجية مزينة بشعارات تحمل مطالبهم الخمس التى نادوا بها فى بيان سابق لهم أوالقيام بإضراب محدود عن العمل، مؤكدا أن هذا متروك لكل جامعة فى اختيار الفاعلية التى تناسبها. وتابع «الهدف الأساسى لمشاركة بعض الأساتذة هو حماية ظور الطلبة من الاحتكاك المباشر مع الأمن» لافتا النظر إلى أن نشاط الطلبة فى هذا اليوم يحمل رسالة إلى النظام تفيد بأنه يمر بمرحلة صعبة للغاية بشكل لا يسمح له بالمناورة وإذا لم يستطع تحقيق المطالب فعليه أن يتنحى جانبا». وأوضح القزاز أن أساتذة الجامعات حريصون على ألا يصعد شباب الجامعات من جانبهم لأنه سيؤدى إلى تفككك الدولة فى الوقت الحاضر، مشيرا إلى أن كلمة الدولة لا تحمل معنى النظام الحاكم لأنه فى واد آخر عن مطالب وهموم الشعب. وحول قيام أساتذة الجامعات بفاعليات تتضمن التأكيد على مطالبهم المهنية فى تحسين الجانبين الاقتصادى والاجتماعى لأعضاء هيئة التدريس أكد الدكتور عبدالجليل مصطفى أن مطالبهم معروفة وأن الحكومة ليست بحاجة إلى إعادة تذكير بها، مشيرا إلى أن «9 مارس» سبق وأن نظمت فى 23 مارس الماضى وقفة احتجاجية ووزعوا فيها بياناً بمطالبهم على قيادات الجامعة يحمل هموم التعليم العالى والبحث العلمى داخل الجامعات لتحقيق الإصلاح المنشود ويرفض الحلول السطحية والوعود الزائفة التى لا قيمة لها على حد قوله.