واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة، وألحقت به خسائر بشرية في جنوده وضباطه، بجانب تدمير للآليات العسكرية. وأكدت المقاومة أنها أوقعت 15 جنديًا إسرائيليًا، الإثنين، بين قتيل وجريح بتفجير عبوة بقوة للاحتلال في منطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، بالإضافة إلى تدميرها دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105". * تدمير نصف سلاح المدرعات مع بداية الأسبوع الجاري، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تدمير أكثر من 1108 آليات إسرائيلية منذ بداية الحرب على قطاع غزة بقذائف الياسين 105، مشيرة إلى أن ذلك الاستهداف أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من الضباط والجنود الإسرائيليين. وأضافت القسام، أن الآليات المدمرة شملت: 962 دبابة و55 ناقلة جند و74 جرافة و3 حفارات و14 مركبة عسكرية إسرائيلية. * ما دلالة الاستعانة بدبابات قديمة؟ شهد آخر فيديو نشرته المقاومة لأعمال التصدي لتوغل الاحتلال في خان يونس والاشتباك معه ظهور ناقلة جند m113 للاحتلال في مشاهد الاشتباك في خان يونس، التي نشرت في 25 فبراير الجاري، إذ ظهرت الناقلة M113 من جديد بعد استبعادها من الخدمة قبل أكثر من عقد، وهو ما يعد استنزافا من المقاومة لسلاح مدرعات الاحتلال أجبره على العودة لاستخدام مركبات كان أخرجها من الخدمة قبل أكثر من 10 سنوات، ويعزز ذلك أن المدرعة ظهرت بطلاء غير مكتمل أي أنها استدعيت بشكل طارئ ولم تكن مهيأة مسبقاً للقتال. ووفق ما رصدته فيديوهات المقاومة؛ فإن ظهور الM113 مؤشر على أن جزء كبير من هذه المدرعات خرج من الخدمة أو أُعطب بما لا يسمح بعودته للجبهة، ومؤشر على أن كل استهداف قادم لهذه الناقلة سيعني مقتل كل من فيها وهي التي بات جيش الاحتلال يسميها "التوابيت الحديدية" منذ أن أطلق مشروع استبدالها في 2008. ويتفق مع تلك الرؤية موقع "آفيا برو" الروسي، والذي نقل عن خبراء عسكريين قرار الجيش الإسرائيلي، لم يكن كما يزعم جيش الاحتلال الحاجة إلى تعزيز القوات على الخطوط الأمامية، ولكن بسبب الخسائر واسعة النطاق في دبابات الميركافا والمركبات المدرعة. وأعلنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال قرر إنشاء كتيبة مدرعة جديدة من الاحتياط تضم دبابات "ميركافا 3" من النماذج القديمة التي كان مقررًا التخلص منها، بسبب النقص في المدرعات جراء الضغط الميداني على الجيش نتيجة تعدد جبهات القتال. وتظهر الاستعانة بالدبابات والمعدات العسكرية القديمة المعدة للتخلص منها لاستعمالها في ميادين القتال إلى أن الوضع في الجيش الإسرائيلي معقد للغاية، وهذا لا ينطبق فقط على المعدات والمركبات القتالية الأرضية، بل أيضًا على أنظمة الدفاع الجوي، وفقا لما نشرت فضائية الجزيرة. * تهديد صادرات إسرائيل كانت للخسائر الفادحة لمدرعات للجيش الإسرائيلي خلال الحرب على غزة انعكاسات على أبعاد أخرى، منها موقع جيش الاحتلال في سوق تصدير السلاح لدول العالم. وبعد أن سجلت إجمالي صادرات إسرائيل من السلاح لعديد الأسواق حوالي 12.5 مليار دولار عام 2022، وفق بيان إسرائيلي، أصبح سلاحها في أعقاب الخسائر الميدانية يهدد 10 آلاف إسرائيلي بالتسريح وإغلاق نحو 200 مصنع للإنتاج الحربي والدفاعي بعد قرارها بوقف تصدير السلاح للجيوش الأجنبية في ظل الحاجة الملحة له بحرب غزة. يقول الخبير العسكري الروسي ليونيد إيفاشوف، إن اختراق وتدمير القذائف البدائية التي تمتلكها الفصائل الفلسطينية لدبابات "ميركافا 4" التي تتباهى بها تل أبيب، كونها الأكثر قوة من حيث الهيكل والتدريع، أمر يقلب موازين القوى العسكرية، وكارثة على مبيعات تصدير السلاح الإسرائيلي حول العالم. * النمر يعد من أبرز الآليات العسكرية التي تمكنت المقاومة من اصطيادها، مدرعة النمر، وتحتوي المركبة على كمية كافية من الذخيرة وتتضمن أيضًا رشاشات مثبتة، وتحتوي على فتحات تستخدم للقنص دون أن يضطر الجنود للخروج منها، كما أنها مجهزة بنظام يسمح للإطارات بالتزود بالهواء الذاتي في حالة نقص الهواء. * ميركافا كما نجحت للمقاومة في ضرب سمعة دبابة الميركافا، ووفقا لشبكة سكاي نيوز، جاءت ميركافا التي بدأت إسرائيل صناعتها في 1983، في 4 نسخ متتالية: "ميركافا 1" ، و"ميركافا "2 و"ميركافا 3" و"ميركافا 4"، وبدأت تطويرها في أوائل التسعينيات، وأنتج الطراز الرابع منها في 2002، وسُلّم أول إنتاج فعلي منها للجيش الإسرائيلي في 2004، وتم استخدامها في الانتفاضة الثانية وحرب لبنان 2006 وحرب غزة 2008-2009.