أكدت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير حديث لها، معاناة وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل لاجئ فلسطين في الشرق الأدنى "الأونروا"، موضحة أنها أصبحت "تصل لنقطة الانهيار" بعد عجز ميزانيتها بلغ قدره 450 مليون دولار. وبحسب التقرير اضطرت وكالة الأممالمتحدة للاجئين الفلسطينيين إلى "توفير كل دولار" والتوفيق بين مواردها المالية من أجل مواصلة عملها الحيوي في غزة، بعد أن أوقفت 18 دولة مانحة تمويلها بسبب مزاعم بوجود صلات للوكالة الأممية بحركة المقاومة الفلسطينية "حماس". وتواجه "الأونروا" عجزا قدره 450 مليون دولار من ميزانية قدرها 880 مليون دولار في الوقت الذي تواجه فيه أكبر أزمة إنسانية تشهدها المنظمة في تاريخها الممتد ل75 عاما. - مدير الأونروا: مجاعة في الشمال ونقلت الصحيفة البريطانية عن المدير العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل لاجئ فلسطيني في الشرق الادنى "الأونروا"، قوله إن العمل الإنساني في غزة تعرض للخطر بعد أن جمدت الدول المانحة للوكالة الأممية المعنية بمساعدة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية مساعدتها بسبب صلات مزعومة بحركة المقاومة الفلسطينية "حماس". وأضاف المدير العام لوكالة "الأونروا"، فيليب لازاريني، أن الوكالة اضطرت إلى وقف تسليم المساعدات إلى شمال غزة مؤقتًا، حيث لا يمكن حاليا توصيل أي مساعدات إنسانية، وسط تقارير متزايدة عن وجود مجاعة بين الفلسطينيين في المنطقة. - الأونروا ملجأ الفلسطينيين في الداخل والخارج وأشار التقرير إلى أن الأونروا تدير المدارس والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والصرف الصحي للمياه، وتقدم المساعدة الغذائية للفلسطينيين في غزة، والضفة الغربية، والقدس الشرقية، وسوريا، ولبنان، والأردن. ولفت التقرير إلى مقتل ما يزيد عن 150 من موظفي الأونروا في غزة، والذين كانوا يقدمون الدعم الإنساني الذي تشتد الحاجة إليه، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر الماضي. - مزاعم علاقتها بهجوم المقاومة الفلسطينية وذكر التقرير أنه في يناير الماضي، عممت إسرائيل ملفا تزعم فيه أن 12 من أصل 30 ألف موظف يعملون لدى الأونروا قد شاركوا في الهجوم الذي شن عليها في 7 أكتوبر من قبل المقاومة الفلسطينية، عندما قُتل حوالي 1200 إسرائيلي واحتُجز حوالي 240 رهينة. وجراء لذلك أعلنت الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا و15 دولة أخرى أنها ستعلق التمويل حتى معرفة نتيجة تحقيق رفيع المستوى أمر به أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يكتمل التحقيق في أوائل شهر مارس المقبل. - مديرة الشئون الخارجية: أمر جنوني وعن ذلك، قالت مديرة الشئون الخارجية في الأونروا، تمارا الرفاعي، إن الوضع المالي للوكالة محفوف بالمخاطر ومعقد، مشيرة إلى أنها أقنعت بعض الدول التي لم توقف تمويلها بتقديم تبرعات مسبقة، وكانت تؤخر دفع بعض الفواتير من أجل دفع رواتب الموظفين في فبراير ومارس. وأضافت الرفاعي لصحيفة الأوبزرفر البريطانية: "بالنسبة لمنظمة أممية كوكالة الأونروا، فإن هذا أمر جنوني، من الجنون أننا بقينا على قيد الحياة لفترة طويلة بدون شبكة أمان مالي، فمعظم المؤسسات من حجمنا لديها احتياطيات مالية". وقالت الرفاعي، إن الحرب في غزة شكلت استنزافاً كبيراً للموارد، متابعة: "أننا نواجه طلباً غير مسبوق على الخدمات، إن تأثير تجميد المانحين لا يقتصر فقط على قدرتنا على الاستجابة لأزمة إنسانية ذات حجم هائل، بل على جميع عملياتنا في جميع أنحاء المنطقة". وأوضحت أنه يتم استخدام مدارس الأونروا في غزة كملاجئ للنازحين، وبالتالي فإن الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة وهذا أمر مقلق للغاية، متابعة: إذا لم نسترجع التمويل، فلن يكون من الممكن إعادة كل هؤلاء الأطفال إلى المدارس في غزة. وتابعت الرفاعي، "في كل عام، نختتم أعمالنا بالسلب لأننا لم نحصل أبدًا على ما طلبناه، وهذا يؤثر على جودة ما نقدمه." وأردفت، "نحن قلقون للغاية بشأن التأثير المباشر لتجميد التمويل على قدرتنا على إطعام الناس أو إدارة الملاجئ أو تشغيل الخدمات الصحية". - محاولات لتشويه سمعتها ونزع شرعيتها وقالت مديرة الشئون الخارجية في الأونروا، إن إسرائيل اتهمت الأونروا بدعم النشاط المسلح لسنوات عديدة، لكن محاولات تشويه سمعة الوكالة الأممية ونزع الشرعية عنها اتخذت منحى أكثر حدة في الآونة الأخيرة. وظهر الملف الإسرائيلي المكون من 6 صفحات والذي يزعم أن موظفي الأونروا متورطين في الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر، في نفس الوقت الذي قضت فيه محكمة العدل الدولية بوجود قضية معقولة لتوجيه اتهامات بالإبادة الجماعية ضد إسرائيل في غزة. وذكر الملف أسماء 12 عضوًا من موظفي الأونروا الذين يزعم أنهم شاركوا في هجمات المقاومة الفلسطينية، ويزعم أن هناك "حوالي 190 ناشطا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي يعملون كموظفين في الأونروا، فيما لم يتم تضمين أي دليل في الملف". - المتحدث باسم الأونروا: المانحين يشاركون في مذبحة ونقلت الجارديان عن كريس جانيس، الذي كان المتحدث باسم الأونروا لمدة 11 عامًا حتى عام 2019، إن الدول المانحة التي أوقفت تمويل الوكالة الأممية "مذنبين بالتواطؤ" مع إسرائيل في حدوث "إبادة بطيئة" بسبب المجاعة التي يتعرض لها الفلسطينيون المحاصرون في غزة. وأضاف، "هناك 1.2 مليون شخص على قوائم توزيع الغذاء لدى الأونروا في غزة، يتعرضون لمجاعة الآن"، متابعا أنه ومن خلال وقف تمويل الأونروا، فإن المملكة المتحدة ودول أخرى تزيد أيضًا من عدم الاستقرار الإقليمي. وأوضح، "تقوم الأونروا بتعليم 550 ألف طفل في أكثر من 700 مدرسة في الضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا بالإضافة إلى غزة، وتشهد العيادات الصحية التابعة للأونروا في مختلف أنحاء الشرق الأوسط 7 ملايين زيارة مريض سنويا، فيما تقدم الوكالة الغذاء والنقود إلى مليوني شخص في المجتمعات الأكثر هشاشة في منطقة تشهد حرباً". وأكد، "إذا كانت حكومة المملكة المتحدة تريد تعزيز الاستقرار الإقليمي كما تدعي، فيجب عليها زيادة التمويل للأونروا، وليس تعليقه". - أمريكا تعلن وقف دائم ودول تنتظر التحقيق ووفقا للتقرير تلتزم معظم الدول المانحة بالأموال للأونروا لمدة عام واحد فقط، على الرغم من أن عددًا قليلًا منها يقدم اتفاقيات متعددة السنوات. وتعد الولاياتالمتحدة أكبر مانح للوكالة الأممية بمساهمة قدرها 343 مليون دولار في عام 2022، فيما قدمت ألمانيا 202 مليون دولار، والاتحاد الأوروبي 114 مليون دولار، والمملكة المتحدة 21 مليون دولار. وقد أشارت واشنطن إلى نيتها الإبقاء على تجميد التمويل، في حين تعتقد الأونروا أن الدول الأخرى قد تكون منفتحة لإنهاء التجميد اعتمادًا على نتائج التحقيق ومراجعة الأونروا الداخلية للتدابير لضمان حياد الموظفين. - أيرلندا تخرج عن القطيع وتعهدت أيرلندا، التي لم تنضم إلى الدول التي جمدت تمويلها، بمبلغ إضافي قدره 20 مليون يورو للأونروا هذا الشهر للمساعدة في معالجة الأزمة المالية للوكالة الأممية. وقال وزير التنمية الدولية في أيرلندا، شون فليمنج: "لقد أوضحت أيرلندا أنه يجب أن يكون هناك زيادة كبيرة في مستوى المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الفلسطينيين في غزة، إن أيرلندا تتقدم ب20 مليون يورو للأونروا من أجل تلبية الاحتياجات العاجلة للاجئين الفلسطينيين".