رفض عبد الرحمن صلاح الدين السفير المصري في أنقرة، محاولات المزايدة على دور مصر في دعم الشعب الفلسطيني، مؤكدا أنه لا يوجد من يستطيع منافسة مصر في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. وأعرب السفير المصري في حديث لصحيفة "تودايز زمان" التركية، التي تصدر باللغة الإنجليزية، عن تقدير مصر للجهود الدولية المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، لكنه لفت إلى أن قضية المساعدات يجب أن توحد العالم الإسلامي لا تفرقه. وأشار صلاح الدين إلى أن سوء الفهم والصور المغلوطة في تركيا عن مستقبل فلسطين، والوضع المصري في هذه القضية يمكنه أن يعرض النجاح الذي تسعى مصر وباقي دول العالم الإسلامي لتحقيقه، فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، على حدود الرابع من يونيو من عام 1967. وتابع أن الكثيرين لديهم تصورات خاطئة فيما يتعلق بالوضع الإنساني في فلسطين ككل، لافتا النظر إلى أن الصفة الغربية خاضعة أيضا للاحتلال الإسرائيلي، وأن فلسطينيّ الضفة يعانون أيضا مثلما يعاني الفلسطينيون في غزة. وأوضح أن مصر تتحرك في مجال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين انطلاقا من ثلاثة اعتبارات، أولها الوضع الإنساني، وثانيها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وثالثها الالتزامات الدولية التي تقع على عاتقها. وحول استعدادات وقف المساعدات الإنسانية التركية لإرسال 7 سفن مساعدات لغزة منتصف الشهر المقبل، والأحداث السابقة، التي واكبت قافلة شريان الحياة إلى غزة في ديسمبر الماضي، وما نتج عنها من سوء فهم للموقف المصري في تركيا، بسبب الأسلوب الخاطئ الذي اتبعه منظمو القافلة، قال صلاح الدين: إنه لم يتم إخطار السفارة المصرية في أنقرة، ولا الحكومة المصرية مسبقا، بتحرك هذه القافلة أو عبورها الأراضي المصرية. ولفت الانتباه إلى أن قواعد تنظيم المساعدات الإنسانية في مصر أصبحت واضحة جدا الآن، وأن القواعد لم توضع من أجل جعل الحياة أكثر صعوبة، وإنما من أجل حماية الأمن القومي، مضيفا أن أية جهة ترغب في نقل مساعدات للشعب الفلسطيني عبر الأراضي المصرية عليها أن تخطر الجانب المصري قبل موعد إرسال المساعدات بوقت كاف، على أن يتم فصل المساعدات الطبية، حيث تدخل هذه المساعدات عن طريق معبر رفح، كما يجب إخطار الهلال الأحمر المصري والتنسيق معه بشأن المساعدات. وأوضح السفير عبد الرحمن صلاح الدين أن الوضع وصل إلى هذه الدرجة من السوء بعد "الانقلاب" الذي قامت به حركة حماس في غزة، وازداد الوضع سوءا عقب الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ ما يقرب من عام ونصف العام.