كشفت المعاينة الأولية لحريق مصنع الشرقية للدخان، ومصنع الزبادي التابع لمجموعة جهينة للألبان، أن توصيلات الكهرباء غير آمنة، وبها توصيلات متفرعة إلى أماكن مختلفة ولا توجد خرائط لتوصيلات الكهرباء بالمصانع تفيد اتجاهات التوصيلات إلى العنابر وخطوط الإنتاج. وتبين من معاينة فهمي راسخ مدير نيابة قسم ثان 6 أكتوبر لمصنع جهينة، أن الحريق بدأ من الدور الأرضي، وفوجئ العمال بانبعاث رائحة دخان في البداية، ثم اشتعال النيران بصورة رهيبة في مخزن العبوات البلاستيكية التي ساعدت على اشتعال المصنع، وامتدادها إلى خطوط الإنتاج ومقر الإدارة في الطابق الثالث، واستمعت النيابة إلى أقوال عمال المصنع، وأكد أغلبهم أن الحريق بدأ من الطابق الأرضي، وأنهم استخدموا الطفايات الخاصة بالحريق ولم تخمد شيئا بعد اندلاع الحريق في باقي المصنع، أما معاينة مصنع الشرقية للدخان فكانت المخلفات الورقية هي العامل الرئيسي في اشتعال النيران، وامتداده إلى العنابر الثلاثة التي تم تدميرها، والتهام محتوياتها بالكامل. وطلبت النيابة المعمل الجنائي لبيان سبب الحريقين الذين وصلت خسائرهما أكثر 450 مليون جنيه في 24 ساعة فقط. وحول الأمن والسلامة في المدن الصناعية يقول د. محمد إبراهيم عوض استشاري الأمن الصناعي والبيئة بنقابة المهن العلمية، إن أغلب المصانع تفتقد لوسائل الأمن الصناعي وأن أصحاب المصانع يشترون وسائل إنتاج أقل أمنا، حيث يقومون بإهدار جزء أساسي في الاقتصاد الحر ألا وهو أمن الماكينة التي تنتج وتحقق مكاسب لأصحاب رأس المال، حيث إن وسائل الإنتاج الأكثر أمنا يرتفع سعرها عن وسائل الإنتاج الأقل أمنا، هذا بالإضافة إلى عدم التزام أصحاب المصانع بوسائل الأمن الصناعي، ولم تقم الشركات بتدريب عمالها على مواجهه الحرائق ولا أعمال الصيانة في الكهرباء التي تتسبب غالبا في الحرائق وتدمير المصانع.