عدنان أبو حسنة: الاحتلال الإسرائيلى لا يسمح إلا بالقليل من المساعدات للقطاع.. وهناك انتشار كبير للأمراض الجلدية والمعوية والالتهابات الصدرية مثل كل شىء فى قطاع غزة يواجه الموت والدمار فى ظل العدوان الإسرائيلى؛ تقف وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، على حافة الانهيار بسبب شح الموارد، والاتهامات المزعومة التى وجهتها لها سلطات الاحتلال، والتى دفعت العديد من الدول لتعليق مساهماتها المالية للوكالة. وتقدم الوكالة الأممية الخدمات الأساسية، لأكثر من 6 ملايين فلسطينى فى 3 دول هى سوريا ولبنان والأردن، بجانب الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة، لكن تبرز أهمية خاصة لغزة حاليا فى ظل العدوان وعرقلة الاحتلال لدخول المساعدات، الأمر الذى يضع على عاتق الوكالة مد أكثر من مليونى شخص، بالاحتياجات الضرورية للبقاء على قيد الحياة. وحاورت «الشروق»، عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم الوكالة فى غزة، بشأن الأوضاع داخل القطاع، والذى نقل صورة يائسة للغاية عن وضع السكان، الذين يتكدس غالبيتهم فى منطقة ضيقة بمدينة رفح جنوب القطاع، يفترشون الخيام، ويواجهون الجوع والمرض، ويترقبون مصيرهم بعدما لوحت إسرائيل باجتياح رفح عسكريا، آخر مناطق القطاع التى لجأ إليها النازحون. وإلى نص الحوار: هل ما زالت الأونروا قادرة على تقديم خدماتها فى قطاع غزة فى ظل الحرب؟ عمليات الأونروا مستمرة حتى اللحظة فى قطاع غزة، ولكن هناك نقصا شديدا فى كل شىء؛ الموارد الغذائية والوقود والإمدادات الطبية، ويوجد حوالى 1.5 مليون نازح فى رفح بالإضافة لسكان المدينة ذاتها كل هؤلاء على مساحة 60 كيلو مترا مربعا، وهناك أكثر من 200 ألف خيمة فى رفح وضواحيها، والأوضاع سيئة للغاية فهناك انتشار كبير للأمراض: الجلدية والمعوية والالتهابات الصدرية والتهاب السحايا، وهناك انتشار أيضا للكبد الوبائى. كما أن ما يدخل حتى الآن لقطاع غزة يشكل فقط 10% من احتياج القطاع عبر المعابر، لأن معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الرئيسى لإدخال المواد الغذائية، وهذا المعبر بإمكانه أن يستوعب 1000 شاحنة يوميا، لكن للأسف الشديد لا تسمح إسرائيل بإدخال إلا القليل فقط داخل قطاع غزة. ما ردكم على اتهامات إسرائيل للوكالة؟ الادعاءات الإسرائيلية، حول مشاركة بعض موظفى الأونروا فى أحداث 7 أكتوبر، تم أخذها على محمل الجد، وقام مفوض الأونروا فليب لازارينى، بإنهاء عقود 9 من الموظفين وهناك لجان تحقيق تعمل حاليا، مثل لجنة الرقابة الداخلية فى الأممالمتحدة، وهى أعلى لجنة قضائية فى المنظمة الدولية، وهناك لجنة مستقلة أيضا ستحقق فى كيفية تعامل الأونروا مع قضية الحيادية، وهل الآليات الموجودة تكفى وما هى التوصيات فى ذلك. هل يمكن أن توضح أهمية وجود الأونروا للفلسطينيين؟ وهل تواصل عملها أثناء التحقيقات أم تقيدها؟ الأونروا أنشئت فى عام 1949 بحسب القرار رقم 302 الذى صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتقدم خدمات التعليم والصحة والإغاثة لحوالى 6 ملايين من اللاجئين الفلسطينيين فى سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة. والوكالة تواصل عملها أثناء التحقيقات، لكن لدينا مشكلة مالية بعد أن قررت 16 دولة تعليق مساهماتها المالية، وما لدينا من تمويل يكفى لنهاية هذا الشهر، أو الأسبوع الأول من مارس، وإذا لم تجدد الدول المانحة دعمها مرة أخرى للأونروا، ستضطر الوكالة لإيقاف عملياتها، ليس فقط فى قطاع غزة، ولكن فى سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية. كيف ترون تداعيات وصول قوات الاحتلال إلى رفح، فى حالة حدوث ذلك؟ الأوضاع فى رفح خطيرة للغاية، فى ظل وجود حوالى 1.5 مليون فلسطينى هناك، فى أوضاع بائسة للغاية، وأى دخول إسرائيلى إلى منطقة رفح يعنى أن وقوع حمام من الدماء. فمعظم النازحين متواجدون فى خيم بلاستيكية لا تقيهم من الأمطار والرياح، فكيف من القصف والدبابات والطائرات، وكذلك إلى أين سيتم نقل هؤلاء السكان؟ إذا كان لا يُسمح لسكان الشمال بالتوجه إلى بيوتهم التى تركوها فى منطقة شمال قطاع غزة ومدينة غزة، وهناك تهديدات لمنطقة وسط قطاع غزة، بالذات منطقة دير البلح. هل بمقدور الوكالة إيصال المساعدات إلى الشمال أم يتم استهدافها من الاحتلال؟ نعم نجحنا بالوصول إلى شمال قطاع غزة، لكن بالفترة الأخيرة، نصف الطلبات التى تقدمنا بها للجانب الإسرائيلى للوصول إلى هناك تم رفضها، فى شمال القطاع هناك مئات الآلاف من الجائعين وانهيار كامل فى نظم الحياة والبنى التحتية، لا يوجد مياه ولا طعام، الناس تأكل أعلاف الحيوانات، والأوضاع خطيرة ومتدهورة جدا.