وصفت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية المطالب بسحب فوري للقوات الألمانية من أفغانستان بأنها غير مسئولة. قالت أنجيلا في بيان حكومي أمام البرلمان اليوم الخميس: إن تداعيات مثل هذا التصرف ستكون أبشع من تداعيات هجمات 11 سبتمبر 2001 مؤكدة أنها ستؤدي إلى سقوط أفغانستان في الفوضى والاضطراب. وأكدت المستشارة أن السحب الفوري للقوات سيؤدي أيضا إلى مخاطر شديدة على أمن ألمانيا والمجتمع الدولي، لأنه سيزيد من مخاطر وصول مواد نووية إلى أيدي جماعات متطرفة، وقالت: يجب الحيلولة دون ذلك، مجددة ما ذكره بيتر شتروك وزير الدفاع الألماني الأسبق بضرورة الدفاع عن أمن ألمانيا في أفغانستان. في الوقت نفسه اعترفت أنجيلا بوجود أخطاء ذات صلة بمهمة أفغانستان خلال الأعوام الماضية وقالت: كان هناك بعض التقدم والكثير من التراجع وكانت أهدافنا في بعض الأحيان مرتفعة بشكل غير واقعي وبعضها غير صائب. وأشارت أنجيلا إلى الإستراتيجية الألمانية الجديدة تجاه أفغانستان والتي تتضمن نقل المسئوليات الأمنية إلى البلاد، ولكنها أوضحت في الوقت نفسه أن العمل على تحويل أفغانستان إلى ديمقراطية وفقا للنموذج الغربي هو أمر محكوم عليه بالفشل. موضحة أنها تتفهم موقف الجنود الألمان الذين يصفون مهمة أفغانستان بالحرب، لكنها تحذر في الوقت نفسه من الاستهانة بمخاطر المهمة. ودعت المستشارة الألمانية النواب كافة إلى دعم تفويض المهمة الذي أقره البرلمان، وقالت: لا يمكن أن ننتظر الشجاعة من جنودنا في حين تنقصنا نحن الشجاعة لدعم قراراتنا. ودافعت أنجيلا عن مشاركة بلادها في مهمة أفغانستان، وقالت: إن هذه المشاركة ضرورية لمكافحة الإرهاب. مضيفة: من الخطأ الاعتقاد بأن ألمانيا ليست في مرمى نيران الإرهاب الدولي، مشيرة إلى أن المخاطر تنبعث من طالبان أو من القراصنة قبالة سواحل الصومال. فيما رفضت أنجيلا التشكيك الذي أثاره بعض الساسة الألمان في التفويض الخاص بمهمة أفغانستان، مؤكدة أن هذا التفويض يتجاوز جميع الشكوك الدستورية، بيد أنها أوضحت في الوقت نفسه أن قرار إشراك الجيش الألماني في عمليات هو الخيار الأخير الذي يرتبط بشدة بالقواعد الدستورية. وأعربت أنجيلا في مستهل كلمتها عن تعازيها لأقارب وأصدقاء 7 جنود ألمان لقوا حتفهم في هجومين منفصلين في أفغانستان خلال نحو أسبوعين وقالت المستشارة: إن الجنود الألمان لقوا حتفهم لأنهم كانوا يرغبون في تحويل أفغانستان إلى بلد بلا إرهاب أو خوف. من جهته أكد نوربرت لامرت رئيس البوندستاج أن البرلمان الألماني ومواطني ألمانيا ينحنون أمام القتلى، مؤكدا أن مهمة الجنود هي: مساهمة من أجل أمننا وحريتنا التي يتعين الدفاع عنها في زمن الإرهاب الدولي وتحديدا في تلك الأماكن التي تمثل مراكز قيادية للإرهابيين ونقاط تقهقر لهم.