قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن لواء الاحتياط الخامس غادر غزة الليلة الماضية وأنهى مهمته، ليبقى لواء احتياطي واحد فقط في القطاع. وأضافت: "يواصل الجيش الإسرائيلي تقليص قوات الاحتياط الإضافية في قطاع غزة، فقد غادر لواء الاحتياط الخامس قطاع غزة الليلة وأنهى مهمته، فيما لا يزال هناك لواء احتياطي واحد فقط في غزة، لواء المظليين 646، في خانيونس جنوب القطاع". وقرر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أيضا، تقليص قواته في البلدات القريبة من الحدود اللبنانية، حيث قال موقع "واينت" الإخباري العبري، إن الجيش قرر خفض عدد الجنود المتمركزين في البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية وخفض عدد القوات العسكرية المنتشرة في المنطقة الحدودية. وأضاف: "ستكون وحدات فرق الإنذار المحلية الآن مسؤولة عن تأمين هذه البلدات، وسيُطلب منها الاستجابة للحوادث والتهديدات الأمنية داخل بلداتها ومدنها حتى وصول القوات العسكرية". ولكن، لماذا يسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي ألويته من غزة ويقلص قواته على حدود لبنان؟ نقلت فضائية "الجزيرة" القطرية، في تقرير، عن محللين عسكريين داخل قطاع غزة، أسباب سحب جيش الاحتلال الإسرائيلي ألويته من غزة وتقليص قواته على حدود لبنان، أن سحب القوات عادة يكون لأسباب عديدة، أولها عدم تحقيق الأهداف التي كُلفت بها هذه القوات، وخاصة إذا ما أخذت زيادة عن الوقت المحدد لها، وإذا منيت بخسائر كبيرة وتدنت الكفاءة القتالية عند الجنود والضباط. وأرجع المحللين الأسباب أيضا لضعف الروح المعنوية والقتالية، حيث يصبح لا جدوى من وجودهم في مسرح العمليات، وهي الأسباب الأقرب للواقع. ولفت المحللين إلى وجود أسباب أخرى مثل تقليص عدد القوات من أجل تقليص عدد الخسائر، لأنه الجيش الإسرائيلي لم يعد يتحمل هذا الكم وهذا الحجم من الخسائر اليومية سواء كانت بارواح الجنود والضباط أو بالمعدات القتالية أو حتى بالروح المعنوية، كوجود 30 ألف حالة صدمة نفسية عند الجنود الإسرائيليين يتم معالجتهم. فيما جاء السبب الثالث وهو ما تدعي به إسرائيل أنها تريد أن تقلص عدد القوات من أجل التقليص نفسه، حيث رجح المحللين أن إسرائيل اتخذت قرارا التقليص كرسالة للولايات المتحدةالأمريكية التي تطلب منها دائما وأبدا تقليص عدد القوات والانتقال إلى مرحلة ثالثة. وفي تقرير تلفزيوني سابق لفضائية الغد، قال الدكتور حسين الديك، خبير الشئون الأمريكية والإسرائيلية في القدسالمحتلة، إن انسحاب ألوية جيش الاحتلال الإسرائيلي الخمسة من قطاع غزة "مؤشر قوي على إخفاق جيش الاحتلال، ودليل على نوع جديد من الفشل الإسرائيلي في قطاع غزة". وأضاف الديك أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى أيضا لإعادة جنود الاحتياط بما يخدم الاقتصاد، نظرا لحالة الشلل التي الذي أصابت الاقتصاد الإسرائيلي جراء سحب هؤلاء الجنود، جنود الاحتياط، من قوة العمل الإسرائيلية. وأكد أن تحركات جيش الاحتلال الإسرائيلي تشير إلى وجود أزمة على المستويين السياسي والعسكري، حيث ينتظر المستوى العسكري والجيش الإسرائيلي قرارا سياسيا قويا للتحرك أو الانسحاب أو التراجع عن الحرب، مؤكدا أن "التخبط وحالة الفوضوية السائدة داخل الحكومة الإسرائيلية وداخل المجلس الوزاري المصغر هي التي أوصلت الأمور إلى ما هي عليه". وأوضح أن أقطاب الحكومة الإسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر، على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يريدون استمرار العمليات العسكرية بوتيرتها الحالية، نظرا لأن استمرار العمليات العسكرية تعني استمرار العمر السياسي لهم. وأشار إلى صدور استطلاع للرأي للجامعة العبرية، وهو استطلاع يصدر نهاية كل عام، أكد أن 69% من المجتمع الإسرائيلي يؤيدون رحيل بنيامين نتنياهو بعد نهاية الحرب، قائلا "هذا أمر محسوم". وأوضح أن الاستطلاع يعني أن توقف العمليات العسكرية والحرب على غزة تعني نهاية المستقبل السياسي لبنيامين نتنياهو.