شدد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، وعضو مجلس الشيوخ، على أهمية الالتفات لما تكتبه الصحافة الإسرائيلية، قائلًا إن «إسرائيل كأي مجتمع بها تيارات وأفكار». وقال حسين، خلال لقاء لبرنامج «كلام في السياسية»، الذي يقدمه الإعلامي أحمد الطاهري عبر فضائية «إكسترا نيوز»، مساء الأربعاء، إن «الانقسام الحقيقي داخل إسرائيلي ليس بين المؤيدين للعدوان على غزة والمؤيدين للحق العربي، وإنما غالبية الانقسام تدور حول كيفية هزيمة العرب بطريقة أفضل وأسرع». وأوضح أن هناك قلة من الكتابات الإسرائيلية الموضوعية لمناصرة الحقوق العربية، متمثلة في كُتاب صحيفة «هآرتس» العبرية؛ أميرة هاس وجاك خوري وجدعون ليفي، مؤكدًا في الوقت نفسه، أن تلك الكتابات قطرة في بحر من التطرف الإسرائيلي. وذكر رئيس تحرير جريدة الشروق، أن «الحكومة الإسرائيلية فكرت جديًا في مساءلة صحيفة هآرتس وكُتابها؛ لأنها اعتبرتها تخون وتطعن الدولة في ظهرها أثناء الحرب»، موضحًا أن «غالبية الكتابات الأخرى تتحدث عن ضرورة الوقوف خلف الجيش حتى ينتصر، وضرورة تأجيل اليوم التالي ويوم الحساب». واستعرض حسين، مجموعة من الانقسامات تعكسها الصحافة الإسرائيلية، ويأتي على رأسها الانقسام بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والمتطرفين، لافتًا النظر إلى أن «نتنياهو» ليس متطرفًا دينيًا شأن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لكنه متطرف قومي علماني، ومستعد للتحالف مع أي شخص في سبيل بقائه في السلطة لأطول فترة ممكنة. وأوضح أن «نتنياهو» على خلاف مع وزير الدفاع يوآف جالانت، وكذلك وزير مجلس الحرب بيني جانتس، إضافة إلى المعارضة ومعسكر السلام الذي يدعو إلى تسوية الصراع بناء على حل الدولتين. ولفت عضو مجلس الشيوخ، النظر إلى أهمية تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن، ب«عدم إمكانية الحديث عن اندماج إسرائيلي في المنطقة بدون مسار حقيقي للدولة الفلسطينية»، مشيرًا إلى أن «الأحاديث التي استمع لها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال زيارته للمنطقة، أكدت استعداد العرب للانخراط في عملية سلام من جديد بشرط يقود لإقامة الدولة الفلسطينية». وأبرز توقعات الصحافة الإسرائيلية بشأن إبعاد نتنياهو، عن السلطة في الانتخابات المقبلة، بعد هدوء الحرب وتراجع وتيرتها بسبب الضغوط الأمريكية، فضلًا عن استبدال حماس ب«سلطة فلسطينية منشطة ومجددة»، مضيفًا أن «الإعلام العبري يتوقع أن تتجه البلاد لتسوية الصراع، بعد فشل حصار وخنق واحتلال الفلسطينيين على مدار 75 عامًا». وتوقع الكاتب الصحفي أن تفشل إسرائيل في إحداث اختراق خلال حربها على غزة، معقبًا: «الصحافة الإسرائيلية دعت في مقالات متعددة إلى الهبوط من الشجرة العالية، خاصة أن نتنياهو حدد أهدافًا عالية لم ولن يحققها، وطلبت الاتجاه لصفقة تبادل مع حماس، حتى لو خرجت الحركة واعتبرت الأمر انتصارًا».