موعد امتحانات الفصل الدراسي الثاني للصف الرابع الابتدائي فى قنا    جامعة الفيوم تكرم لمياء كساب لبلوغها السن القانونية    محافظ المنوفية يترأس اللجنة العليا للقيادات لاختيار مدير عام التعليم الفني    احتفالا بذكرى مجمع نيقية.. اجتماع ممثلي الكنائس الأرثوذكسية    وزير الاتصالات يفتتح ملتقى «مستقبل تمكين المرأة فى عصر التحول الرقمى 2025»    بالتعاون مع الإيسيسكو.. معهد بحوث الإلكترونيات يستضيف ورشة «الأمن السيبراني وبناء الثقة»    محافظ المنوفية يتفقد أعمال تطوير ورفع كفاءة كورنيش شبين الكوم    مبادرات شاملة لدعم الأسر الأولى بالرعاية بمركز الخارجة في الوادي الجديد.. صور    المركز الإعلامي لمجلس الوزراء: مصر تحقق طفرة غير مسبوقة بسرعة الإنترنت    الأمين المساعد للجامعة العربية: الوضع مأساوي بغزة.. وموقف إسرائيل سيتغير حال الضغط الأمريكي    وزير الدفاع الباكستاني: قرارات مجلس الأمن تمنح شعب كشمير حق تقرير المصير    وزير الدفاع الباكستاني: تلقّينا عرضًا هنديًّا للتفاوض حول كشمير والإرهاب.. ولا يمكن تجاهل الدور الدولي    اتحاد السلة يفرض عقوبات جديدة على جماهير الزمالك    عاجل.. تشكيل ريال مدريد الرسمي أمام إشبيلية في الدوري الإسباني    "جلسة جديدة".. بايرن ميونخ يكشف تطورات المفاوضات مع ساني    قد يكون منافس الأهلي.. ماركا: عرض برازيلي لضم رونالدو للمشاركة في مونديال الأندية    الصحة: خدمة 93 حاجا مصريا من خلال عيادات بعثة الحج الطبية في المدينة المنورة    إغلاق ميناء الغردقة البحري بسبب سوء الأحوال الجوية    محافظة الجيزة تزيل 3 أدوار مخالفة فى عقار بحى العجوزة    مصر تسترد 20 قطعة أثرية من أستراليا وتودعها المتحف المصري بالتحرير    شينخوا: معرض الآثار المصرية فى شنغهاى يصبح الأكثر زيارة فى العالم    نادية الجندي لعادل إمام: وحشتنى زي ما وحشت جمهورك    هل تزوج عبدالحليم من سعاد حسني؟.. وثيقة تشعل الجدل وأسرة العندليب تحسم الأمر    لطيفة تستفتي جمهورها لاختيار اسم ألبوم صيف 2025: «تفتكروا نسميه إيه؟»    رئيس الهيئة القومية لجودة التعليم: الفنون قوة مصر الناعمة في كل العصور    اقرأ وتدبر    شراء الذهب بالتقسيط    رئيس جامعة طنطا يتفقد سير الأعمال الإنشائية في مستشفى الطوارئ الجديد    بدء التصويت في الانتخابات التشريعية بالبرتغال    بداية من اليوم.. السكة الحديد تتيح حجز تذاكر قطارات عيد الأضحى 2025    علاء عبدالعال يوضح مصيره مع الجونة    تواضع رغم النجاح| 4 أبراج لا تغريها الأضواء وتسعى للإنجاز بصمت    توريد 200 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة    فصل التيار الكهربائي عن 5 مناطق بالعريش غدًا.. تعرف عليها    ما العيوب التي تمنع صحة الأضحية؟ الأزهر للفتوى يجيب    الحج رحلة قلبية وتزكية روحانية    حكم قراءة الفاتحة وأول البقرة بعد ختم القرآن؟.. علي جمعة يوضح    رئيس جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية يتفقد سير امتحانات نهاية العام -صور    هل الكركم ضار بالكلى؟    الداخلية تواصل تيسير الإجراءات للحصول على خدمات الجوازات والهجرة    رئيس «تعليم الشيوخ» يقترح خصم 200 جنيه من كل طالب سنويًا لإنشاء مدارس جديدة    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع لسرقته    الشيوخ يحيل تقارير اللجان النوعية إلى الحكومة    أشرف العربى: تحسن ملموس فى مستوى التنمية فى مصر    "الإغاثة الطبية في غزة": مليون مواطن يواجهون الجوع وتكدس بشري في الشوارع    «مأزق جديد».. بيراميدز يدرس عدم خوض مباراة سيراميكا ويلوح بالتصعيد    التعليم العالي: قافلة طبية من المركز القومى للبحوث تخدم 3200 مريض فى 6 أكتوبر    حماس: الإدارة الأمريكية تتحمل مسئولية المجازر الإسرائيلية بغزة    وفاة بالسرطان.. ماقصة "تيفو" جماهير كريستال بالاس الخالدة منذ 14 عامًا؟    محافظ الدقهلية يفتتح الوحدة الصحية بالشيخ زايد بمدينة جمصة    أوكرانيا تعلن ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 973 ألفا و730 فردا    السلطات السعودية تحذر الحجاج من ظاهرة منتشرة تعيق حركة الطائفين والمصلين    التريلا دخلت في الميكروباص.. إصابة 13 شخصًا في حادث تصادم بالمنوفية    فيديو.. لحظة اصطدام سفينة بجسر في نيويورك ومقتل وإصابة العشرات    النائب عبد السلام الجبلى يطالب بزيادة حجم الاستثمارات الزراعية فى خطة التنمية الاقتصادية للعام المالي الجديد    وسائل إعلام إسرائيلية: نائب الرئيس الأمريكي قد يزور إسرائيل هذا الأسبوع    «الرعاية الصحية» تعلن اعتماد مجمع السويس الطبي وفق معايير GAHAR    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة العالم للإسكواش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وبدأ عصر الهيدروجين الأخضر.. الشرق الأوسط يراهن على مشروعات الوقود النظيف ليظل في قلب الخارطة العالمية للطاقة
نشر في الشروق الجديد يوم 28 - 12 - 2023

• «الشروق» تزور أول مصنع مصرى لإنتاج الهيدروجين.. ومحطة لتموين السيارات فى أبو ظبى
• «أدنوك للتوزيع»: إنشاء أول محطة فائقة السرعة لتزويد المركبات بالهيدروجين الأخضر.. وتطوير البنية التحتية والاتفاق مع مصنّعى السيارات لتطوير المحركات الهيدروجينية
• رئيس «فيرتيغلوب الإماراتية»: مصر وإسبانيا أول دولتين تنتجان وتصدّران أمونيا خضراء
• وزيرة التخطيط: إعفاء مشروعات الوقود النظيف من الضرائب بنسبة 35 إلى 55% كحافز للمستثمرين
• وزارة الكهرباء: استراتيجية مصر تستهدف الاستحواذ على 8% من سوق الهيدروجين العالمية
فى خطوة تهدف لمعالجة التغيرات المناخية، بدأت دول العالم تتجه إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر، لخلوه من أى انبعاثات ضارة بالبيئة، من خلال استخدامه كوقود مباشر فى وسائل النقل المختلفة، إذ يتم استخلاصه من الماء بفصل الهيدروجين عن الأكسجين بواسطة أجهزة التحليل الكهربائى التى تعمل بالطاقة المتجددة المستمدة من الرياح أو الشمس أو الطاقة الكهرومائية.
وتسعى شركات النقل العالمية إلى التحول إلى الطاقة النظيفة ومنها مجموعة «ميرسك» العالمية للنقل البحرى والتى أعلنت أن استراتيجيتها للوصول لصفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2040، تعتمد على استخدام الهيدروجين الأخضر لتسيير سفنها.
وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط التى تتمتع بإمكانات تؤهلها للإسهام فى دعم التوجه العالمى نحو الهيدروجين الأخضر، فقد أنتجت مصر الهيدروجين الأخضر وقامت بتحويله إلى أمونيا ليتم تصدير أول شحنة منها إلى الهند، كما أنشأت الإمارات العربية المتحدة محطة متكاملة لتموين السيارات بالهيدروجين الأخضر.
مصر والسوق العالمية
فى وقت سابق من العام الحالى أصدر الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء قرارًا بتشكيل مجلس وطنى للهيدروجين برئاسته وعضوية الوزراء المعنيين ورئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس ورئيس صندوق مصر السيادى وعدد من المتخصصين، وكذلك تشكيل لجنة تنفيذية برئاسة مساعد رئيس مجلس الوزراء، لإنهاء الأعمال الخاصة بالمجلس الوطنى للهيدروجين على أن تعقد اللجنة اجتماعاتها لدراسة وإعداد للمشروعات التى يتم عرضها على اجتماعات المجلس.
وقال الدكتور أحمد مهينة رئيس قطاع التخطيط بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة: إن إنتاج الهيدروجين الأخضر فى مصر سيتم بواسطة أجهزة التحليل الكهربائى لمياه البحر المحلاة وليس مياه النيل ليتم فصل الهيدروجين عن الأكسجين. وبعد إنتاج الهيدروجين يؤخذ كمنتج ويُمزج مع النيتروجين الذى يتم التقاطه من الهواء الجوى، لإنتاج الأمونيا الخضراء التى يتم تصديرها، وتدخل فى منتجات أخرى مثل صناعة الأسمدة.
وأضاف مهينة ل «الشروق»: «يوجد لدينا استراتيجية طموحة تهدف للإسهام بنسبة تتراوح من 5 إلى 8% فى سوق الهيدروجين الأخضر العالمية.
وأوضح مهينة «بدأنا مشروعات الهيدروجين الأخضر منذ عامين، وفى مؤتمر المناخ COP27 بشرم الشيخ بدأت خطوات ملموسة بتوقيع 23 مذكرة تفاهم منها 9 مذكرات تفاهم إطارية بتكلفة استثمارية 85 مليار دولار، مشيرا إلى إلغاء 3 مذكرات تفاهم نتيجة عدم قدرة المطورين على الالتزام بتعهداتهم.
وتابع مهينة: «يوجد حاليا 20 مذكرة تفاهم منها 11 مذكرة تفاهم إطارية تم توقيعها (ستتحدد تكلفتها الفعلية بعد تقديم الجدوى التفصيلية للتنفيذ)، بالإضافة إلى عدد من مذكرات التفاهم جارٍ الإعداد لها لتوقيع مذكرات إطارية خاصة بها.
وأكد مهينة أن الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر، الجارى إصدارها تمت الموافقة عليها من جانب اللجنة التنفيذية والمجلس الوطنى للهيدروجين وستعتمد من المجلس الأعلى للطاقة لترى النور قريبا.
حوافز للمستثمرين
وحول حوافز مشروعات الهيدروجين، أوضح مهينة أن الحوافز تم وضعها والتوافق عليها فى مجلس الوزراء وإرسالها لمجلس النواب لمناقشتها وإصدار قانون بها، مؤكدا أن مصر تسير فى مجال الهيدروجين الأخضر بقوة. وخلال الأسابيع القادمة سيكون هناك المزيد من الإجراءات التى ستعطى رسالة إيجابية لكل المستثمرين باستكمال مشروعاتهم لكى نستطيع تحقيق الهدف الذى نسعى إليه من خلال الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين.
وقال مهينة إن شركة سكاتك النرويجية فى مؤتمر COP27 بالتعاون مع أوراسكوم المصرية وفيرتيغلوب الإماراتية نفذت مشروعا لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى العام الماضى بافتتاح المرحلة الأولى منه ويسعون حاليا لاستكمال باقى الأعمال للمشروع.
وتوقع مهينة وجود المزيد من المشروعات خلال المرحلة القادمة، مشيرا إلى أن مشروعات الهيدروجين ستبدأ الإنتاج الحقيقى والتجارى فى نهاية 2026 وأوائل 2027.
وأشار مهينة إلى وجود العديد من الحوافز متمثلة فى بعض الإعفاءات الجمركية والضريبية، وحاليا هناك مشروع قانون أمام مجلس النواب، سيتم مناقشته، موضحًا أن الحوافز فى كل دولة بالعالم إما حوافز مالية أو ضريبية أو جمركية أو حتى حوافز على صعيد إتاحة المعلومات والبيانات الخاصة بسرعة الرياح.
بدورها، قالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادى: إن الاتفاقيات الإطارية الموقعة مع عدة شركات لإنتاج الهيدروجين الأخضر ليست اتفاقيات نهائية، ولكنها مرحلة متقدمة من الاتفاق.
وأضافت السعيد ل«الشروق» أنه يتم تخصيص الأراضى للمستثمرين ثم سيبدأون عمل التجارب والدراسات الخاصة بتوافر نسب الرياح والشمس لإنشاء مشروعات طاقة نظيفة لاستخدامها فى عملية الإنتاج، موضحة أنه بنهاية العام الجارى سيعرض المستثمرون طلباتهم لكى نبدأ فى إجراءات التعاقد على بدء تنفيذ المشروعات خلال عام 2024، مشيرة إلى أنه من ضمن الحوافز التى تمت الموافقة عليها الإعفاء بنسب تتراوح بين 35 و55% من الضرائب.
هيدروجين مصر
وزارت «الشروق» مصنع مصر للهيدروجين الأخضر فى العين السخنة المجاور لمصانع الشركة المصرية للأسمدة، والذى يحتوى على محطة كهرباء داخلية بجهد 15 ميجاوات، لتغذية أجهزة التحليل الكهربائى لفصل الأكسجين عن الهيدروجين بعد معالجة المياه، ثم نقل الهيدروجين فى مواسير إلى الشركة المصرية للأسمدة لإنتاج الأمونيا الخضراء، وتفريغ الأكسجين فى الهواء بواسطة مواسير.
مصنع إنتاج الهيدروجين الأخضر في العين السخنة
وحول كيفية إنتاج الهيدروجين الأخضر فى مصر، قال طارق حسنى مدير المشاريع والاستثمار بشركة فيرتيغلوب الإماراتية، ل«الشروق» أنه يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال أجهزة التحليل الكهربائى للماء (H2O) لفصل ذرات الأكسجين عن الهيدروجين (H2)، ومن ثم استخدام الهيدروجين كوقود بشكل مباشر أو تحويله إلى أمونيا خضراء.
وأوضح حسنى، أن الطاقة المستخدمة لتشغيل أجهزة التحليل الكهربائى، تكون طاقة متجددة من الشمس أو الرياح، وبالتالى لا ينبعث عن عملية الإنتاج أى ملوثات ضارة بالبيئة.
وتابع حسنى: «يتم نقل الهيدروجين عبر المواسير إلى الشركة المصرية للأسمدة لتصنيع الأمونيا الخضراء ومن ثم إرسالها إلى ميناء العين السخنة للتصدير».
الأمونيا الخضراء
وقال أحمد الحوشى الرئيس التنفيذى لشركتى «أو. سى. آى جلوبال» و«فيرتيغلوب» الإماراتية، إنه فى ظل الشراكة الاستراتيجية بين «أدنوك» و«أو. سى. آى جلوبال»، أنتجنا الأمونيا الخضراء من الهيدروجين الأخضر فى مصر بداية عام 2023، وتعلمنا كثيرًا من خلال تشغيل أجهزة التحليل الكهربائى لأن التكنولوجيا المستخدمة جديدة.
وأضاف الحوشى ل«الشروق»: «أنتجنا فى مصر كميات أولية من الأمونيا الخضراء، وسننتج كميات أكبر فى المستقبل، بالتوسع فى المشروع من المرحلة الأولى إلى مرحلة المشروع الكامل البالغ 100 ميجاوات لإنتاج ما يصل إلى 90 ألف طن سنويا من الأمونيا الخضراء المنتجة من الطاقة المتجددة.
وقال الحوشى إن البنية التحتية لمشروع الهيدروجين الأخضر فى مصر تشمل توصيل المحلل الكهربائى بمصانعنا لإنتاج الأمونيا فى العين السخنة الملاصقة لمشروع الهيدروجين، وهما الشركة المصرية للأسمدة وشركة أيبك حيث ينتجان أسمدة نيتروجينية باستخدام الغاز الطبيعى، مشيرا إلى أنه من المخطط تحويل 10% تقريبا من طاقة إنتاج الشركة لتكون من الهيدروجين الأخضر والباقى من الغاز الطبيعى.
وقال الحوشى، نعمل فى مصر مع شركة سكاتك النرويجية والصندوق السيادى المصرى وشركة أوراسكوم المصرية، مشيرا إلى أن شركة فيرتيغلوب من المستثمرين فى المحلل الكهربائى ونقوم بشراء الهيدروجين لإنتاج الأمونيا وتصديرها.
تصدير أول شحنة
أشار الحوشى إلى تصدير أمونيا خضراء من مصر إلى الهند لتستخدمها شركة (يونيليفر) فى إنتاج مسحوق غسيل منخفض الكربون.
كما أكد الحوشى، وجود مشروع آخر فى الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع شركتى إنجى الفرنسية ومصدر أبوظبى، على غرار الذى تم فى مصر، سيستخدم الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ثم توصيل الهيدروجين لمصنع الأمونيا وإنتاج الأمونيا الخضراء.
نقل الهيدروجين
وحول نقل الهيدروجين كمصدر للطاقة أوضح الحوشى، أن الطاقة الموجودة فى الهيدروجين أقل بكثير من نفس الكمية الموجودة فى الأمونيا، والتى بها تتميز بسهولة نقلها من مكان إلى آخر.
وأضاف الحوشى، فى الوقت الراهن هذا أمر صعب، لأن تحويل الهيدروجين إلى سائل مثل الغاز المسال ونقله يحتاج إلى تبريده إلى 250 درجة مئوية تحت الصفر، فى حين أن الأمونيا تحتاج 36 درجة تحت الصفر فقط لإسالتها.
وأكد الحوشى أن جميع الخبراء وشركات النقل العالمية متفقون على أن أفضل طريقة لنقل الهيدروجين وتصديره إلى أوروبا واليابان وكوريا والهند، يكون بتحويله إلى أمونيا، التى تعتبر حاملا له.
وقال الحوشى، إن شركة كاواساكى اليابانية، حاولت نقل الهيدروجين المسال من أستراليا إلى اليابان، وكانت التكلفة كبيرة جدا، مشيرا إلى وجود شركات عالمية حاليا تصنع محركات للسفن تستخدم الأمونيا كوقود بدلا من البنزين أو السولار، وستكون جاهزة للعمل بنهاية 2025.
وأوضح الحوشى أن تشغيل السفن باستخدام الأمونيا كطاقة حاليا نسبتها صفر%، ولكن خلال عامين أو ثلاثة سنرى سفنا تعمل بالأمونيا كوقود وستزيد النسبة خلال الأعوام القادمة بصورة سريعة للحد من الانبعاثات الملوثة للبيئة، مشيرا إلى أن الشركة تمتلك مصانع للأمونيا فى الجزائر بجوار الميناء، وفى العين السخنة بقناة السويس، وسيتم توفير الأمونيا الخضراء من العين السخنة وأبو ظبى لتموين السفن.
وحول تمويل مشروعات الهيدروجين أكد الحوشى أن التمويل صعب جدا، لوجود الكثير من الشركات غير الجادة، مشيرا إلى أن مصر وإسبانيا فقط على مستوى العالم اللتان تنتجان وتصدران أمونيا خضراء.
محطة تموين السيارات
وزارت «الشروق» محطة أدنوك للهيدروجين الأخضر بمدينة مصدر فى الإمارات العربية المتحدة، وهى محطة متكاملة يتم بداخلها إنتاج الهيدروجين وتموين السيارات به ومساحتها لا تتجاوز 300 متر.
سيارة خلال تزويدها بوقود الهيدروجين الأخضر في أبو ظبي
وقال شفيق فالايان بارامباث مسئول العمليات بمحطة الهيدروجين الأخضر بمحطة أدنوك، إن الشركة تمتلك عددا من السيارات والحافلات، تم تصنيعها خصيصا ل«أدنوك للتوزيع» كمرحلة تجريبية للعمل بوقود الهيدروجين الأخضر.
وعن عملية إنتاج الهيدروجين بمحطة أدنوك، قال بارامباث ل«الشروق» إنه يتم تشغيل المحطة بواسطة الطاقة الشمسية التى تغذى مدينة مصدر بالكامل، ويوجد خزان مياه بداخل المحطة ويتم تنقيتها ثم ضخها إلى جهاز التحليل الكهربائى لفصل الأكسجين عن الهيدروجين، ثم يخزن الهيدروجين فى خزان ليتم ضخه عن طريق وحدة ضغط لتموين السيارات، مشيرا إلى خروج الأكسجين عن طريق مواسير فى الهواء الجوى.
وأوضح أن السيارة العادية تستوعب من 4.5 إلى 5 كيلو هيدروجين والسيارة الكبيرة 8 كيلو هيدروجين، وأن كيلو الهيدروجين تسير من خلاله السيارة مسافة 100 كيلو متر.
وأوضحت شركة أدنوك للتوزيع ل«الشروق» أنه تم الإعلان عن خطط إنشاء أول محطة فائقة السرعة للتزود بوقود الهيدروجين الأخضر فى يوليو 2023، ومنذ ذلك الوقت تم تطوير البنية التحتية اللازمة للمشروع بالإضافة للعمل على توفير المواد الخام من الموردين، والاتفاق مع مصنّعى السيارات للحصول على المركبات الهيدروجينية اللازمة لتشغيل المشروع.
وأضافت أدنوك للتوزيع، نتطلع إلى نتائج هذا المشروع التجريبى، من خلال دراسة جدوى حول إمكانية نشر تطبيقات تكنولوجيا وقود الهيدروجين للاستخدام على نطاق واسع على مستوى دولة الإمارات، بالإضافة للأسواق العالمية التى نتواجد فيها مثل مصر والسعودية.
وأشارت الشركة إلى أن هذا المشروع التجريبى يعتبر أحدث المبادرات التى نهدف من خلالها لدعم التحول المستدام وتطوير قطاع التنقل، مؤكدة أن المركبات التى تعتمد على طاقة الهيدروجين والكهرباء فى تشغيلها سيكون لها دور محورى فى تسريع جهود التحول فى مجال الطاقة، خاصة فى ظل التزامنا القائم وحرصنا الدائم على توفير الاحتياجات المتغيرة لعملائنا.
وأوضحت أدنوك للتوزيع: تعتبر محطة «H2GO» فائقة السرعة للتزود بوقود الهيدروجين الأخضر هى الأولى من نوعها فى المنطقة، وسيتم من خلالها اختبار المركبات عديمة الانبعاثات التى تعمل بوقود الهيدروجين، وإجراء دراسة جدوى حول إمكانية تعميم التجربة على مستوى دولة الإمارات.
وتابعت الشركة: سيتم توفير أسطول المركبات التى تعتمد على وقود الهيدروجين فى تشغيلها من قبل شركات «تويوتا» و«الفطيم للسيارات» و«بى إم دبليو»، لخدمة المشروع التجريبى طوال فترة الدراسة.
وأكدت شركة أدنوك للتوزيع، يهدف مشروع المحطة التجريبية لجمع البيانات، ودراسة الجدوى وإمكانية تعميم تجربة استخدام مركبات الهيدروجين على نطاق واسع فى المستقبل، ومن المتوقّع أن يساهم المشروع فى تطوير تطبيقات عمليّة وحلول مستدامة لاستخدامات الهيدروجين كمصدر للوقود فى المنطقة.
وقالت الشركة: تنص استراتيجيتنا للنمو الذكى، على استكشاف فرص توسع أعمالنا فى الأسواق الجديدة والواعدة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا، ونقوم حاليا بتشغيل 67 محطة خدمة فى السعودية. بالإضافة لاستحواذنا فى وقت سابق من العام 2023 على حصة 50% فى شركة «توتال إينيرجيز للتسويق مصر»، ونحن ملتزمون بخفض البصمة الكربونية لعملياتنا بنسبة 25% بحلول 2030، ويشمل ذلك الأسواق الجديدة التى دخلناها مؤخرا والمستهدفة مستقبلا، ونشر حلول تكنولوجيا الهيدروجين للاستفادة منها فى الإمارات والأسواق الأخرى التى نعمل فيها.
وأوضحت الشركة، تخصيص مجموعة «أدنوك»، والتى تتبعها شركة «أدنوك للتوزيع»، استثمارات بقيمة 15 مليار دولار بصورة مبدئية لتطوير وتسريع الحلول منخفضة الكربون والاستثمار فى الطاقات الجديدة وتقنيات الحدّ من الانبعاثات لخفض كثافة انبعاثات الكربون من عملياتها بنسبة 25% بحلول عام 2030 وتمكين طموحها بتحقيق الحياد المناخى بحلول عام 2045.
وأكدت شركة أدنوك للتوزيع، تستطيع المحطة إنتاج 4.5 كيلوجرام من الهيدروجين لكل ساعة، فى حين تبلغ سعة خزان الوقود لكل مركبة 5 كيلوجرامات، ولكن يتم ملء خزان السيارة خلال 3 دقائق تقريبا.
تمويلات خضراء
قال خالد حمزة مدير مكتب البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية فى مصر: إن البنك قام بتمويل أول مشروع تجريبى لإنتاج الهيدروجين الأخضر، لشركة سكاتك النرويجية، العام الماضى، وأعلن عن تشغيله فى مؤتمر المناخ بشرم الشيخ.
وأضاف حمزة ل«الشروق» أن البنك جاهز لتمويل مشروعات كبرى، ونقوم بالتنسيق مع الحكومة المصرية لتطوير بعض السياسات وتحديد تكلفة الكهرباء على الشبكة بالنسبة للمستثمر لتحديد تكلفة إنتاج الهيدروجين، وهذا يجعل المستثمر قادرًا على اتخاذ قرار الاستثمار بأحجام كبيرة فى القطاع، مشيرا إلى أنه يتم العمل على كل النقاط للوصول إلى مرحلة تمويل مشروعات بمستوى كبير بحجم اقتصادى فى هذا القطاع.
وأكد حمزة أن القطاع الخاص هو الرائد فى هذه المشروعات، والبنك ليس له حدود فى التمويل، ويكون التمويل حسب حجم كل مشروع، ولا يوجد شىء يمنعنا من استمرار دعم القطاع الخاص بالتمويل والمعلومات الفنية.
وأوضح حمزة أنه خلال عام أو اثنين، سنعرف نتائج دراسات الشركات التى وقعت اتفاقيات إطارية لبدء تنفيذ مشاريع حقيقية لمعرفة قيمة التمويل.
وحول وجود معايير لتمويل المشاريع، أكد حمزة أن المعايير ستكون فى القدرة على بيع الهيدروجين والتعاقد طويل أو قصير المدى، لأن هناك تكلفة كبيرة لتنفيذ المشروع، فلابد أن تكون الشركة ضامنة لوجود العميل الذى ستبيع له الهيدروجين.
من جهته، قال المهندس هانى سالم سنبل الرئيس التنفيذى للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة (ITFC) والرئيس التنفيذى بالإنابة للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص: إن المؤسستين تعملان الآن بشكل واضح على وضع السياسات اللازمة للتمويل الأخضر، وكل ما يتعلق بالأجندة العالمية الخاصة إما بتقلبات المناخ أو الأمن الغذائى أو غيرها من الأولويات. وأصبح على هذه المؤسسات التأقلم مع احتياجات الدول الأعضاء حتى نستطيع الاستمرار فى دعم هذه الدول، ولابد أن يكون عندنا منتجات تمويلية وبرامج لمساعدة هذه الدول لمقابلة الاحتياجات.
وأضاف سنبل ل «الشروق» أن القطاع الخاص أصبح ضرورة، وخصوصا فى المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، سيكون لها دور فى التمويل والفريق الفنى مكلف بالبحث أيضا عن هذا النوع من المشاريع التى من الممكن أن ندخل فى تمويلها.
وحول أسعار الفائدة على التمويل، أوضح سنبل أن كل مشروع له شروطه وسياساته، وتتحدد شروط التمويل فيه بشكل يتناسب مع طبيعته، وكل مشروع لديه غلاف مالى يحتاجه ونساهم فيه إما بإمكاناتنا أو مع الشركاء الآخرين فى التمويل، مؤكدا: نحاول تمويل كل المشروعات التى تعود بالنفع على الدول الأعضاء سواء اقتصاديا أو اجتماعيا.
خفض التكلفة
ويشير تقرير مراجعة الهيدروجين عالميا 2023 الصادر عن وكالة الطاقة الدولية «IEA»، إلى أنه وفقا للانتشار المتصور لأجهزة التحليل الكهربائى فى العقد القادم، يمكن أن تنخفض التكلفة الرأسمالية بفضل الإنتاج الضخم، بحيث تنخفض تكلفة جهاز التحليل الكهربائى بنسبة 50% بحلول عام 2025 مقارنة بالعام الحالى، وبنسبة 60% بحلول عام 2030 لتصل إلى نحو 720 810 دولارات/ للكيلو وات. وهذا الانخفاض فى التكلفة يمكن أن يؤدى إلى خفض حصة النفقات الرأسمالية فى تكلفة إنتاج الهيدروجين إلى النصف (بافتراض بقاء جميع المقاييس الأخرى ثابتة).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.