صدر حديثا، عن دار الشروق ، المجموعة القصصية «كم مرَّة سنبيعُ القمر؟» للكاتب أسامة علام. من أجواء المجموعة نقرأ: "اسمه معقد جدًّا بالنسبة لي. حاولت حفظه عشرات المرات لكني فشلت «سرنيجوليس كوليشفيوك». المشكلة أنه كان يغضب بشدة عندما أنطق حرفًا واحدًا من اسمه بطريقة غير صحيحة. وبعد الكثير من المحاولات لإرضائه قررنا بتوافق مشترك أن أسميه صديقي الطيب صاحب القوام الممتاز. كان طيبًا بالفعل كدُبٍّ كامل الملامح. بجسد عملاق سمين وشعر غوريلا فوق جسده كله. بحواجب كثيفة وشعر يغطي جبهته العريضة ويمتد إلى أسفل كتفه. يسكن في محله لصنع المصابيح بالدور الأول من البناية التي أسكن فيها. أجداده من خليط معتبر يختزل الروح الكوزموبوليتانية العتيدة لنيويورك. جده لأمه برتغالي وجدته يابانية. أما أبوه فقد ولد لأم من بورتريكو وأب من جنوب السودان. ربما هذا الأب هو سبب كل طيبته وقدرتي على التواصل معه كصديق لشهور. يحكي لي أنه في زمن آخر كانت تجارة المصابيح رائجة جدًّا. إلى درجة أنه عندما كان شابًّا من خمسين سنة كان يعتبر نفسه غنيًّا. يمتلك سيارة كاديلاك وحصانا في مزرعة للخيول وشقة من حجرتين في بروكلين. لكن كل هذا تغير مع الزمن عندما غزت الصين السوق الأمريكية. فلم يعد هناك مشترون يهتمون بالمصابيح اليدوية التي يصنعها كقطع فنية يمكن وضعها في المتاحف. غالية الثمن بالتأكيد، لكنها تعيش لعشرات السنوات كتحفة لا مثيل لها".