أعلنت العلامة التجارية الرياضية "بوما" عن وقف عن رعاية منتخب كرة القدم الإسرائيلي، وفقًا لمتحدث باسم الشركة. وقال المتحدث باسم شركة الملابس الرياضية الألمانية، إن هذه الخطوة تم التخطيط لها منذ العام الماضي ولا تتعلق بدعوات مقاطعة المستهلكين لإسرائيل بسبب حرب غزة. لكن وجهت الشركة منذ فترة طويلة دعوات مقاطعة بسبب تحالفها مع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، وزادت هذه الدعوات خلال العدوان الإسرائيلي الذي استمر شهرين على غزة، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 18000 فلسطيني حتى الآن. وفي بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني لوكالة رويترز للأنباء، قال متحدث باسم بوما، إن عقود الشركة مع العديد من الاتحادات، بما في ذلك صربيا وإسرائيل، من المقرر أن تنتهي في عام 2024 ولن يتم تجديدها. ويشكل مثل هذا الإعلان نجاحًا لحملات المقاطعة حول العالم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وبحسب "حركة مقاطعة إسرائيل BDS"، فإن الرسائل الداخلية المسربة عن شركة PUMA كشفت أن المجموعة الألمانية كانت تحت ضغط هائل لعدم تجديد رعاية المنتخب الإسرائيلي. كيف نجحت حملات المقاطعة؟ - ستاربكس شهدت شركة ستاربكس خسارة ما يقرب من 12 مليار دولار من قيمتها السوقية في الشهر الماضي مع تزايد المخاوف من تباطؤ المبيعات. وجاءت بوادر أزمة ستاربكس بسبب تغريدة من اتحاد عمال ستاربكس، الذي يمثل فصيلا من عمال صناعة القهوة، عبر فيه عن تضامنه مع الفلسطينيين مع بداية الهجمات الإسرائيلية على غزة. ودخلت الشركة في نزاع مع اتحاد العمال، لدعمه فلسطين، حيث أدى ذلك، إلى مقاطعة واسعة النطاق أثرت بشدة على الموقف المالي للشركة. وقالت بلومبرج، إن أسهم ستاربكس شهدت اضطرابات بسبب عدة عوامل، بما في ذلك حملات المقاطعة المرتبطة بالحرب القائمة في قطاع غزة وإضرابات الموظفين الذين يطالبون بتحسين بيئة العمل والأجور. - ben & jerry's في عام 2021، أجبرت حملات المقاطعة عددا كبيرا من الشركات إلى سحب تعاونها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتسبب رد الفعل العنيف من النشطاء المؤيدين لفلسطين، إلى إجبار Ben & Jerry's المتخصصة في إنتاج الآيس كريم، إلى سحب فروعها من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. بينما لجأت شركات أخرى مثل ماكدونالدز لإصدار بيانات تؤكد عدم دعمها لأي دولة أو جهة حكومية، كما أعلن وكيلها عن تبرع مالي للشعب الفلسطيني، فضلًا عن شركات المياه الغازية التي بدأت في تقديم عروض بعد تراجع مبيعاتها. ويأمل مراقبون، أن أن يكون نجاح المقاطعة خلال فترة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا لعب دورًا كبيرًا في الضغط على حكومة جنوب إفريقيا لتغيير موقفها، وهو ما يأمل أن تفعله المقاطعة من أجل الشعب الفلسطيني. - تاريخ المقاطعة بدأت حملات المقاطعة، تزامنًا مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000، حيث انتقلت ثقافة المقاطعة إلى الشعوب العربية، فانطلقت دعوات شعبية لمقاطعة منتجات الشركات الكبرى الممولة والداعمة لإسرائيل. وبدأت حملات المقاطعة ضد مجموعة من الشركات أبرزها، ماكدونالدو، وكوكاولا، وأمريكانا. وذكرت دراسة أجرتها جامعة مينيسوتا في عام 2008، أن بعض الشركات استجابت لدعوات المقاطعة في ذلك الوقت، من خلال تغيير مزيجها التسويقي، من خلالت قديم منتجات جديدة بنكهة محلية قوية، ومن خلال عمل حملات إعلانية يقودها مشهورين. ووفقًأ للدراسة قدمت تلك الشركات حملات ترويجية، من خلال التقليل من التركيز على اسم علامتها التجارية، مثل شركة ماكدونالدز الأمريكية. وعلى سبيل المثال، وفي ظل تعرضها لحملات المقاطعة، استجابت الشركة في مصر، بإضافة "ماك فلافل" إلى قائمتها، ومن الواضح أن هذا كان محاولة لجذب العملاء المحليين وتعزيز المبيعات بحسب الدراسة. كما قرر ت "ماكدونالدز" إعلان اسم تجاري جديد للشركة في مصر، تحت اسم "مانفودز"، وهو الاسم الحالي للشركة، في محاولة لتفادي هوية الشركة المرتبطة بإسرائيل. كما عانت الشركة الكويتية للأغذية "أمريكانا" التي تمتلك منافذ لسلاسل لوجبات السريعة، في أكثر من 11 دولة عربية، من ركود نتيجة دعوات المقاطعة، وبسبب ذلك أطلقت الشركة حملة إعلانية بملايين الدولارات لتسليط الضوء على أنها مملوكة من قبل العرب، وكان شعار الحملة "أمريكانا.. عربية".