رحلت الفنانة شادية عن عالمنا في مثل هذا اليوم 28 نوفمبر، عن عمر ناهز ال86 عاما، بعد أن قدمت مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية سواء بالتمثيل أو الغناء. والملفت في مشوار شادية الفني الطويل الذي امتد لقرابة 40 عاما، أنها لم تقدم سوى مسرحية وحيدة، بعد محاولات طويلة من الإقناع، فرغم أن شادية وهي مطربة بالأساس، اعتادت طوال حياتها الوقوف على خشبة المسرح، وإحياء حفلات غنائية، ومواجهة الجمهور، لكنها كانت تخشى تجربة التمثيل بشكل مباشر وحي أمام حشود من المتفرجين. وفي النهاية، قبلت شادية الفكرة واشتركت في بطولة مسرحية "ريا وسكينة" مع أسياد المسرح وقتها سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي، حيث يتمتع كل واحد منهما بخبرة طويلة مع خشبة المسرح، وكان الاثنان أساتذة في الارتجال، وكل واحد منهما نجما في مكانه، ومع هذا حصلت الفنانة شادية على الأجر الأكبر ليس في هذه المسرحية فحسب، بل على مستوى المسرح كله في هذا التوقيت، وتصدر اسمها الأفيش، ونجح اسمها في جذب عشرات من الجمهور للعرض المسرحي الذي امتد لنحو 3 أعوام، قبل أن تعلن شادية اعتزالها الفن عام 1985. وحظيت مسرحية "ريا وسكينة" بكواليس عديدة منها أن الفنانة شويكار هي التي كانت مرشحة للعب دور سكينة بالعرض المسرحي بدلا من الفنانة سهير البابلي، لكن بسبب نصيحة من فؤاد المهندس تراجعت، حينما أقنعها أن المسرحية ستفشل، وأن الجمهور لن يتقبل أن يرى ريا وسكينة في صورة ضحايا. أما دور "عبد العال"، فقدمه في البداية الفنان الراحل حمدي أحمد ولكن شهدت كواليس المسرحية خلافات عديدة بينه وبين أبطال العمل، انتهت بمطالبة شادية برحيله من العرض المسرحي والاستعانة بغيرة، وكان ما أرادت حيث تم الاستعانة بالفنان أحمد بدير وكان ما يزال في بداية مشواره الفني وبسبب "ريا وسكينة" حقق شهرة كبيرة. أما عن خلافات حمدي أحمد، فحظى الفنان عبد المنعم مدبولي بالنصيب الأوفر منها، حيث كان حمدي يرفض مجاراته في ارتجاله المتكرر أمام الجمهور، وحدث أكثر من موقف بينهما، حكي حمدي أحمد أحد هذه المواقف في لقاءه مع الفنانة صفاء أبو السعود ببرنامجها الشهير "ساعة صفا". وقال إن عبد المنعم مدبولي ارتجل مشهدا في أحد أيام عرض المسرحية أثار ضحكه وضحك الجمهور، وبعدها طلب منه "مدبولي" أن يكرر نفس المشهد للمرة الثانية، وأن يمثل أنه فوجئ بالموقف كما حدث في اليوم الأول، لكنه -أي حمدي- شعر بالذنب تجاه الجمهور، وظن أنه لو فعل ذلك سيكون غشهم حينها، وبالتالي حينما تكرر المشهد لم يضحك حمدي أحمد، وشب خلافا بين الفنانين. وطوال عرض المسرحية، كان حمدي أحمد يتعامل بصفته عضوا بمجلس الشعب، فكان يرفض أشياء بالمسرحية يرى أنها تتعارض مع منصبه، ويرفض خروج زملاءه على النص، والتوقف عن الارتجال لأن هذا الأمر يزيد من زمن المسرحية؛ مما يؤثر على قدرته الاستيقاظ مبكرا في اليوم التالي وممارسة مهام عمله كنائب بالبرلمان. وأما القشة التي قصمت ظهر البعير، فكانت أثناء عرض المسرحية في دولة الكويت، وحينما خرجت شادية على الجمهور تم استقبالها بعاصفة من التصفيق الذي امتد لبضعة دقائق؛ ليعلق حمدي بجملة: "ما خلاص.. على إيه كل ده.. خلصينا بقا"، وهنا تسمعه شادية وعلى الفور تطلب من المنتج سمير خفاجي استبعاده على الفور، فكان منه أن أعلن بنفسه انسحابه من المسرحية واستبداله بالفنان حسين الشربيني الذي اعتذار لينتهي الدور عند أحمد بدير.