فادت مصادر فلسطينية، اليوم الاثنين، باستشهاد نحو 50 فلسطينيا في هجمات ليلية شنتها إسرائيل على قطاع غزة في ظل الحرب المتواصلة للأسبوع السادس. وذكرت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، أن الهجمات استهدفت منازل سكنية في شمال وجنوب قطاع غزة في وقت اندلعت فيه اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة ومقاتلين من حركة حماس. واستمرت الاشتباكات في مدينة غزة وما حولها، في عدة مناطق بمحافظة شمال القطاع وبدرجة أقل في المنطقة الوسطى، إلى جانب القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي في مختلف أنحاء القطاع. وحافظت القوات البرية الإسرائيلية على الفصل الفعلي بين الشمال والجنوب، باستثناء "الممر" المؤدي إلى الجنوب بغرض إخلاء السكان في مدينة غزة وشمالها. وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، عن مقتل اثنين من جنوده في معارك في شمال قطاع غزة، ليبلغ إجمالي عدد الجنود الذين قتلوا منذ بدء العمليات البرية 49 جنديًا، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 11 ألفا و180 شخصا في قطاع غزة، من بينهم 4609 أطفال و3100 امرأة، فيما أصيب أكثر من 28 ألفا آخرين، إلى جانب إحصاء 3200 شخص مفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة. يأتي ذلك فيما قالت إدارة مجمع الشفاء الطبي في غزة، إن جثث أكثر من 80 شهيدا لا تزال تتكدس في ساحة المجمع، وبدأت تتحلل دون أن تتمكن الأطقم الطبية من إخراجها لإتمام عملية الدفن. وبحسب الأممالمتحدة، اشتدت حدة القصف والاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة حول مستشفى الشفاء في مدينة غزة في الساعات 24 الماضية. وذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا" أن الوكالات الإنسانية تلقت مكالمات يائسة من الموظفين وأقارب المرضى الراغبين في المغادرة، ولكنهم يخشون من وجود قناصة في محيط المستشفى. وهناك آخرون، وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة، غير قادرين جسديًا على المغادرة بمفردهم، بحسب المكتب الأممي. ونفد الوقود من آخر مولد كهربائي في مستشفى الشفاء منذ يومين، ومنذ بدء انقطاع التيار الكهربائي، والذي تفاقم بسبب نقص المستهلكات الطبية، استشهد طفلان حديثي الولادة و10 مرضى آخرين في المستشفى، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. وصرح مسئولو المجمع بأن مرضى غسيل الكلى مهددون بالموت خلال ساعات بسبب عدم القدرة على علاجهم. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته حاولت أمس تسليم 300 لتر من الوقود إلى مستشفى الشفاء للأغراض الطبية العاجلة، وأن المستشفى لم يستلم هذه الكمية. وأوضح مدير مستشفى الشفاء، أن الكمية المذكورة كانت تكفي لمدة 15-30 دقيقة فقط، مشيراً إلى أن المستشفى كان سيقبلها لو تم تسليمها عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر.