الكبارى والطرق والصرف الصحى، الإنترنت والكهرباء والتليفونات. تعويم الجنيه، الخصخصة، قوانين الضرائب والجمارك...» القائمة طويلة. يلتقط الكاتب والروائى كمال غبريال أنفاسه وسط حماسه الواضح، وهو يعدد إنجازات النظام الحالى، الذى جهز مصر ببنية تحتية قوية تستطيع أن تجتذب بها الاستثمارات الأجنبية اللازمة للتقدم الاقتصادى، على حد قوله. أمس الأول، كان كمال فى مكتبة عرابى بالمهندسين، فى حفل توقيع كتابه الجديد «البرادعى وحلم الثورة الخضراء». يتحدث كمال مع «الشروق» حول بعض ما طرحه فى الكتاب قبل دقائق من بداية الاحتفال. يؤكد كمال إيمانه بأن نظام الحكم الراهن يعمل على التطوير والتحديث ودفع مصر إلى الأمام، «ولكن كل المسألة هى مدى سرعة هذا التطور والتقدم». وبما أن معارضة كمال للنظام الحاكم تقتصر على «سرعة التغيير والتطوير»، وليس على كيفيته، فإنه بالطبع لا يدعو لثورة خضراء أو ذات أى لون آخر، كما قد يوحى كتابه. «البرادعى وحلم الثورة الخضراء» الذى نشرته «دار دوّن»، حظى باهتمام إعلامى كبير فى الأسبوع الماضى، بعد اعتقال ناشره أحمد مهنى ليومين دون تهمة رسمية، ثم إطلاق سراحه. وهو فسره البعض بأنه تحذير أمنى للناشرين من استغلال اسم البرادعى لترويج كتبهم، وفسره البعض الآخر بأنه تصرف فردى من أحد ضباط أمن الدولة. الكتاب يتكون من 142 صفحة من القطع الصغير. ارتفع ثمنه إلى 20 جنيها بدلا من 15 بعد اعتقال الناشر. تحفل مقالات الكتاب بالهجوم على جماعة الإخوان المسلمين واليسار الماركسى والناصرى، أكثر من احتفائها بالبرادعى أو الحديث عنه. يقول كمال فى كتابه إن «الاعتداءات الطائفية على الأقباط التى تقوم بها الغوغاء تتم بتحريض من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين». ويهاجم الرافضين للخصخصة لأنهم «يتمسكون بنظم اقتصادية أثبتت فشلها بجدارة». يقول كمال إن ما تنبأ به فى الكتاب حول مصير البرادعى قد تحقق بالفعل، ففى مقال «طريق البرادعى. عقبات وشراك» بالكتاب، يوجه كمال تحذيرا للبرادعى من التفاف اليساريين والقوميين والإسلاميين حوله. «وتحقق ما تنبأت به، فقد التف حول البرادعى محترفو النضال بالحناجر». يرفض كمال أن يحدد أسماء من يهاجمهم بالضبط، وإن كان يصفهم قائلا «بعضهم تم طرده من جميع القنوات الفضائية، وبعضهم لا مهمة لهم سوى أن يمسكوا الميكروفونات وينبحوا دون أن يسمعهم أحد». بدأت الندوة التى استمرت ساعة بحضور 12 فردا، بعضهم من معارف كمال، وأكثرهم من الصحفيين والمصورين والعاملين بالمكتبة.