المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، أحد أهم المتاحف المتخصصة في آثار وحضارة مصر خلال العصرين اليوناني والروماني، ويعد مبناه أقدم مبنى في مصر حيث افتتح عام 1892 على يد مؤسسه وأول مدير له الإيطالي جيوسيبي بوتي، وأغلق عام 2005 واستمر مغلقا نحو 17 عاما؛ لإجراء مشروع شامل لتطويره وصيانته وتوسعته، وإعادة افتتاحه وعودته للحياة مرة أخرى يوم 11 أكتوبر 2023، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء. وقالت الدكتورة ولاء مصطفى مدير عام المتحف اليوناني الروماني، في حوار مع جريدة "الشروق"، إن نسبة إقبال الزائرين منذ أول يوم لافتتاح المتحف 100%، سواء من المصريين أو من زيارات الوفود الأجنبية من الجنسيات المختلفة منها الصينية والألمانية والفرنسية واليونانية، والوفود الدبلوماسية كوفد السفير نيقولاس سفير دولة الفاتيكان، وزيارات اليوم الواحد من محافظاتالفيوم وطنطا وكفر الشيخ وطلاب المدارس والجامعات المصرية والخاصة. - المتحف أصبح من أبرز المعالم السياحية بالإسكندرية ويعد مقصدا للزوار وأوضحت أن المتحف أصبح من أبرز المعالم السياحية بالإسكندرية، ويعد مقصدا للزوار والسائحين وجرى وضعه على الخريطة السياحية العالمية وجولات المرشدين، وأن إعادة افتتاحه ستساهم بشكل كبير في انتعاش السياحة الداخلية. وأضافت أن سيناريو عرض مقتنيات المتحف يضاهي بالفعل المتاحف العالمية، ويأتي بشكل تاريخي بدءا من العصر قبل قدوم الإسكندر الأكبر إلى مدينة الإسكندرية وانتهاءً بالعصر القبطي، وتوجد 27 قاعة لعرض المقتنيات، ويتضمن الدور الأرضي رؤوس تماثيل لملوك وملكات العصر البطلمي وتماثيل التناجرة، بالإضافة إلى عرض للحياة اليومية يضم حجرات المطبخ والمكتبة الرومانية وحجرات الموائد والطعام لتجسد الحياة الرومانية. وتابعت أنه يوجد في الدور الأول سيناريو عرض موضوعي لدور نهر النيل عبر العصور، وقطع أثرية فريدة تخص المعبود نيلوس تعرض لأول مرة، وقاعة عرض مخصصة للعملات القديمة، والتي كانت تصك بورش صك العملة، ومساحة مخصصة عن الحرف والصناعات وأوجه الفن السكندري بالعصر الهلينستي ومجموعة الأنفورات وعملية تصدرها من مدينة الإسكندرية إلى دول حوض البحر المتوسط. - يوجد بين الدور الأرضي والأول ميزان يضم قاعة الأرشيف والتسجيل والتوثيق وأشارت مدير عام المتحف اليوناني الروماني، إلى أنه يوجد بين الدور الأرضي والأول ميزان يضم قاعة الأرشيف والتسجيل والتوثيق وقاعة للتربية المتحفية، ومساحة يطلق عليها "جبسوتيكا" مخصصة للإهداءات التي كانت تهدى إلى المتحف، وقاعة كبار الزوار وأخرى للمحاضرات. وأكملت أن تلك المساحة الخاصة بالإهداءات موجودة في جميع المتاحف العالمية، وأن المتحف مزود بشاشات عرض عن تاريخ المقتنيات وشاشة عرض خاصة المقتنيات الآثار الغارقة وانتشالها. ولفتت إلى لوحة الملكة برينكي وهي من الفسيفساء عثر عليها بمحافظة الدقهلية وتؤرخ من 246 - 221 قبل الميلاد، ويحيط بتلك الفسيفساء عدة إطارات خارجية أهمها زخرفة الميندر، وتأخذ شكل صليب معقوف بينها مربعات، ثم شريطين بمكعبات بيضاء ثم شريطين بمربعات غامقة. وحول نفس اللوحة، أضافت أن المنظر الرئيسي في المنتصف عبارة عن صورة نصفية لسيدة يعلو رأسها مقدمة سفينة وينسدل خلف الرأس شريط، ترتدي ملابسا عسكرية. وأضافت: "من قطع الآثار الغارقة تمثال جذع وتمثال النيل وهو يمثل رجلا مسنا بشعر طويل مفروق من المنتصف يرتدي العباءة التي كان يطلق عليها هيماتيون اليونانية، وكان يزين أحد المعابد في منطقة أبي قير، وطبق من الذهب وعملات ذهبية وهورد كان يستخرج منها العملات، ورأس الملك أوغسطس وثعبان ملفوف على مجسم". وأوضحت مدير المتحف اليوناني الروماني، أن هناك لوحتا "نقراطيس وهيراكليوم" وهما نستختين متطابقتين من قرار مرسوم ملكي واحد أصدره الملك نختنبو الأول أول حكام الأسرة الثلاثين، مكتوب في 14 عمودا، وكان أهم ما فيه هو القرار الملكي بتخصيص نسبة 10% من الرسوم التي تحصل من السفن التجارية اليونانية والفينيقية التي تمر عبر ميناء ثونيس هيراكليون. وأشارت إلى أنه عثر على اللوحة الأولى سنة 1899، والتي يبلغ ارتفاعها نحو مترين، واتخذت اللوحة الشكل المستطيل ذا القمة المستديرة، ويوجد بالجزء العلوي منهما نقش غائر يمثل الملك نختنبو الأول يقدم القرابين إلى الإلهة نيت. وتابعت: "أما اللوحة الثانية فانتشلت من البحر بعد 100عام في 1998م، وتشير إلى هيراكليون ثونيس باسم الميناء، ويبدو أنها موقع مصري قديم ازدهر مع تضخم النشاط التجاري اليوناني في مصر، وعثر فيها على ممرات ملاحية وسفن غارقة ومعابد لآلهة مصرية ومباني يونانية، ودلائل على استمرار التجارة حتى القرن الثامن". وأضافت أنه ينضم إلى مجموعة الآثار الغارقة تمثال لملكة بطلمية بهيئة المعبودة إيزيس. وقالت مدير المتحف اليوناني الروماني، إن تلك التمثال مصنوع من الجرانيت وذات شعر مصنف بشكل خصلات حلزونية عرفت باسم تصفيفة برنيفي، وكان مهدى من أحد معابد كانوب وهي منطقة أبي قير حاليا. وأشارت إلى أن كانوب كانت مدينة مزدهرة بحوار الإسكندرية، وشيدت بها المعابد اليونانية الرومانية. - تخصيص فاترينة دائمة للعرض المؤقت لجميع مقتنيات الآثار الغارقة وكشفت عن تخصيص فاترينة دائمة؛ للعرض المؤقت لجميع مقتنيات الآثار الغارقة المكتشفة سواء في الميناء الشرقي أو أبي قير، والتي توجد خارج المتحف لعرضها بالتتابع. وحول الحديث مكتبة المتحف، قالت إنه يوجد 12 ألف كتاب من كنوز الكتب القديمة وبلغات متعددة، وقاعة الكتب النادرة. ولفتت الدكتورة ولاء مصطف، إلى زيارة عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة من 20 مدرسة، وأن المتحف مزود بترابزين ومصاعد خاصة لهم، ودورات المياه لتوفير كل سبل الراحة، وبعض اللوحات التعريفية بالتماثيل مكتوبة بطريقة برايل للمكفوفين. وأكد مدير عام المتحف، تنظيم معارض داخل المتحف، ومنها معرض المصور السعودي د. خالد خضر مصور للحرمين، وستضمن نحو حوالي 150 ألف صورة للحرمين الشريفين.