يشغل وضع الأطفال المأساوي في قطاع غزة، الملايين حول العالم، حيث استشهد أكثر من 3700 طفل منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة في غزة. يشكل الأطفال 2 من كل 5 وفيات بين المدنيين في غزة، وفقا لجيسون لي، مدير منظمة إنقاذ الطفولة في الأراضي الفلسطينية، ولا يشمل ذلك نحو 1000 طفل، بحسب تقديرات المجموعة، ما زالوا مفقودين تحت الأنقاض، وقال لي: "نحن الآن في وضع يقتل فيه طفل كل 10 دقائق". ونشرت صحيفة The Washington Post تقريرا ميدانيا حول طبيعة الإصابات التي تلحق بالأطفال جراء القصف الإسرائيلي، حيث قال أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب غزة، إنه عندما يتم نقل الأطفال الجرحى إلى المستشفيات، فإن ما يستطيع الأطباء القيام به لإنقاذ حياتهم يقل يوما تلو الآخر. وقال عن الذخائر الإسرائيلية: "إن القوة التدميرية للصواريخ قوية للغاية"، مضيفا أن العديد من الأطفال يصلون من مواقع الهجمات وهم مصابون بإصابات مروعة، إما أجزاء مقطوعة من الجسم، أو جروح من الشظايا، وحروق شديدة في الجسد، ويحدث أيضا للكثير نزيف داخلي من قوة الانفجارات. ونقل مراسل الصحيفة الصورة خلف الطبيب، حيث يرقد طفل ملفوف بالشاش يعاني من نزيف في الكلى، وفي السرير المجاور، كان هناك طفل يعاني من نزيف في الدماغ وحروق في جميع أنحاء جسده، وقال المراسل: "سمعنا صوت طفل آخر يصرخ مرارا وتكرارا يا الله". في ثلاثة مستشفيات في أجزاء مختلفة من غزة، قال الأطباء لصحيفة The Washington Post إنهم لم يروا أطفالا يعانون من مثل هذه الإصابات المروعة من قبل. وقال حسام أبو صفية، وهو طبيب في مستشفى كمال عدوان في شمال غزة: "أنا أعمل هنا منذ أكثر من 25 عاما وشاهدت كل الحروب، لكن هذه الحرب مختلفة"، مضيفا: "نحن نتحدث عن مئات الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية وإلا سيموتون في الشارع". على خلفية ما يجري في غزة، صرح جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء: "لقد أصبحت غزة مقبرة للأطفال، إنه جحيم حي". تتلخص حياة الأطفال حاليا في غزة داخل مباني معرضة للقصف في أي لحظة، فهم محشورون في المباني السكنية مع العشرات من أقاربهم، بحثا عن الأمان، أو يختبئون في ملاجئ ومدارس الأممالمتحدة مع آلاف آخرين، ويعيش بعض الأطفال النازحين في الشوارع أو في خيام في مخيمات مؤقتة، بالإضافة إلى أن كل مكان في غزة يوحد به نقص حاد في المياه والغذاء والدواء، وتشهد حالات الجفاف والإسهال، والتي يمكن أن تكون مميتة للأطفال، ارتفاعا كبيرا. وكشفت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية العالمية، أنه خلال ثلاثة أسابيع فقط من الحرب على غزة، تجاوز عدد الأطفال الذين استشهدوا في القطاع إجمالي عدد الشهداء في جميع مناطق الصراع في العالم في أي عام منذ عام 2019. كما يعاني آلاف الآباء من الفقدان ورحلات من البحث عن أبنائهم تحت الأنقاض، ومن بينهم يوسف شرف، الذي يحاول منذ أكثر من أسبوع انتشال جثث أطفاله الأربعة المدفونين تحت منزله المدمر في مدينة غزة، واستشهد والداه وزوجته في نفس الهجوم، وكذلك كان حال إخوته الثلاثة وشقيقتيه، وأعمامه وأزواجهم، والعديد من أطفالهم. وقال شرف لصحيفة واشنطن بوست عبر الهاتف: "كانت جميع العائلات هناك من المدنيين الذين كانوا يبحثون عن حياة بسيطة، كنا نظن أننا نعيش في مكان آمن"، وكان شرف، 38 عاما، خارجا لتوزيع الطعام على النازحين من غزة يوم 25 أكتوبر عندما تلقى مكالمة هاتفية بشأن غارة إسرائيلية على برج سكني تسكنه عائلته، عاد مسرعا ولكن بعد فوات الأوان، وأدى شدة الانفجار إلى انهيار المبنى متعدد الطوابق على عائلته. وفقد شرف بناته الثلاث – ملك 11 عاما، وياسمين، 6 أعوام، ونور 3 أعوام – وابنه الوحيد مالك، البالغ من العمر 10 أعوام، تحت الأنقاض، وقال للصحيفة: "هل يمكنكم أن تتخيلوا ألمي؟".