مازالت الصحف والوكالات العالمية تركز على ردود الفعل الداخلية في الكيان الإسرائيلي، وتحديداً علاقة بنيامين نتنياهو بمواطنيه والمسئولين من حوله، حيث نشرت وكالة رويترز تقريراً عن وضع نتنياهو السيئ في المجتمع الإسرائيلي. وأشار التقرير، إلى أن نتنياهو أصبح يمثل الإرث الأكثر إحباطاً لإسرائيل ويمثل أسوأ الإخفاقات الأمنية، حيث هز حجم القتل والروايات المتعلقة بالصدمة وصور العنف التي انبثقت من المجتمعات المحلية في جنوب إسرائيل وأحداث 7 أكتوبر إلى الوضع غير المستقر من الأساس داخل الكيان. ويرأس نتنياهو، صاحب ال74 عاما، في ولايته السادسة كرئيس للوزراء، وأحد أكثر الائتلافات اليمينية تطرفا في إسرائيل ويتعرض لضغوط متزايدة نتيجة للغضب المتصاعد من الإخفاقات التي سمحت بوقوع الهجوم، الذي قادته حركة المقاومة الفلسطينية "حماس". وأصبحت تصريحات نتنياهو سبباً أكثر استفزازاً للجمهور المحلي في الكيان، حيث رفض قبول مسئولية ما حدث، مكتفياً بالقول إنه سيتعين على الجميع الإجابة على أسئلة صعبة عندما تنتهي "الحرب مع حماس"، وفي أحد مؤتمراته الصحفية النادرة، رفض سؤالاً يطرح ما إذا كان سيستقيل. وتحول المزاج العام في إسرائيل إلى غضب أكبر تجاوز الاحتجاجات على الإصلاحات القضائية التي سبقت الهجوم، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أظهرت أن أغلبية كبيرة تلومه، ويحمل المعترضون صوراً لوزراء حكومة نتنياهو وهم يتعرضون للإساءة في العلن عندما يخرجون من سياراتهم الرسمية. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "معاريف" في الفترة من 18 إلى 19 أكتوبر، أن وزير الدفاع السابق بيني جانتس، وهو رئيس حزب وسطي معارض في حكومة الوحدة المشكلة حديثًا، مفضلاً لرئاسة الوزراء من قبل 48% من المشاركين، مقارنة ب28% فقط لنتنياهو. وكتبت صحيفة "إسرائيل هايوم" اليومية في مقال افتتاحي هذا الأسبوع "نتنياهو سيرحل، تماما مثل كبار المسئولين العسكريين والمخابرات وجهاز المخابرات العامة.. لأنهم فشلوا". وتأثرت شعبية نتنياهو بالفعل قبل أحداث 7 أكتوبر؛ بسبب معركة حول خطط للحد من صلاحيات المحكمة العليا، والتي دفعت مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع لعدة أشهر. وأشارت رويترز في تقريرها، إلى أن الكثير من النتائج المتعلقة بنتنياهو سوف تعتمد على نتيجة العملية، التي يتلخص هدفها المعلن في تدمير حماس إلى الأبد، وما إذا كان حزبه سوف يستمر في دعمه في مواجهة الدعوات المتزايدة الارتفاع المطالبة بالتغيير. وقال داني دانون، سفير إسرائيل السابق لدى الأممالمتحدة وعضو حزب الليكود الحاكم الذي يتزعمه نتنياهو: "لست قلقا بشأن استطلاعات الرأي، أنا قلق بشأن تحقيق النتائج، وأعتقد أن رئيس الوزراء نتنياهو والحكومة يجب أن يحققا أهدافهم، يجب على الحكومة أن تفي بالوعد". وأضاف، "لقد شهدنا في مرات سابقة في الماضي، حيث أجبرت الضغوط الحكومة على عدم استكمال المهمة وترك حماس في السلطة، ولكن هذه المرة إذا لم تقم الحكومة بتنفيذ ما وعدت به وهو القضاء على حماس، فأنا متأكد من أنه لن يتم قبول نتنياهو لا من قبل الجمهور ولا من قبل النظام السياسي". ويواجه نتنياهو عدة تحديات منها المجهود العسكري المبذول لمواجهة حماس، بالإضافة إلى استهلاك رصيده لدى القوى الداعمة وحلفاءه مثل الولاياتالمتحدة في معركة الإصلاح القضائي وتحالفه مع الأحزاب الدينية المتشددة، بالإضافة إلى قضايا أخرى مثل التوسع المتواصل للمستوطنات اليهودية، وحالياً الخسائر البشرية أثناء قصف غزة، بينما الضربة الإضافية تأتي من جهة الاقتصاد حيث أبلغت الشركات في قطاعات تتراوح من البناء إلى الخدمات الغذائية عن انخفاض حاد في الإيرادات. وبدا نتنياهو، الذي عادة ما يكون شخصية واثقة، غريب الأطوار ويتصرف برعونة، لا سيما في حادث وقع هذا الأسبوع، حيث نشر تغريدة يلقي فيها اللوم على رؤساء مخابراته لفشلهم في تحذيره من هجوم 7 أكتوبر، وتم حذف التغريدة وأصدر اعتذارا، لكن الاعتذار لم يمنع عاصفة من الانتقادات في الصحافة والمجتمع السياسي. وكتب كاتب افتتاحية في صحيفة يديعوت أحرونوت، وهي أكبر الصحف الإسرائيلية مبيعا، هذا الأسبوع، "إنه رجل غير مؤهل للعمل كرئيس للوزراء"، مضيفا أنه كان ينبغي على نتنياهو الاستقالة أو الإقالة مباشرة بعد هجوم 7 أكتوبر.