شهدت ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، أعنف موجة اشتباكات بين القوات الإسرائيلية المتوغلة بعدة محاور في قطاع غزة ومقاتلي الفصائل الفلسطينية، فيما أعلن جيش الاحتلال مقتل 12 من جنوده خلال هذه المعارك في تطور وصفته تل أبيب ب«الضربة القاسية والمؤلمة». ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان، أن معارك اندلعت بين قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين واستمرت منذ عصر أمس الثلاثاء حتى صباح الأربعاء، في محيط منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة. وشنت قوات الاحتلال قصفا عنيفا لمحيط منطقة التوغل في الكرامة، مع إطلاق قنابل إنارة بكثافة في سماء الموقع نفسه. وحولت قنابل الإنارة ليل مدينة غزة إلى نهار في محاولة إسرائيلية لكشف حركة المقاتلين الفلسطينيين. كما سمعت أصوات إطلاق قذائف ونيران أسلحة رشاشة ثقيلة متبادلة في المنطقة منذ مساء أمس الثلاثاء، وحتى صباح الأربعاء. الاشتباكات اندلعت أيضا في محور توغل القوات الإسرائيلية ببلدة بيت حانون (شمال شرق)، حسب الشهود. وتتوغل القوات الإسرائيلية في محور شمال القطاع وصولا إلى منطقة الكرامة على تخوم مدينة غزة من الجهة الشمالية الغربية، وببلدة بيت حانون من الجانب الشمالي الشرقي. وهذه المناطق عبارة عن أراض زراعية خالية من السكان، أو مناطق سكنية كانت قد دمرتها الطائرات والمدفعية والبوارج الحربية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية من الحرب المتواصلة منذ 26 يوما. من جانبها، كشفت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، الثلاثاء، عن اشتباكات ومواجهات مستمرة بين مقاتليها وقوات الاحتلال، في عدة محاور شمال قطاع غزة. وقالت الكتائب في سلسلة بيانات مقتضبة، إن مقاتليها أجهزوا على قوة إسرائيلية في بيت حانون واستهدفوا جرافة وآلية كانتا تؤمنان القوة الراجلة. ووفقا لبيانات القسام مساء الثلاثاء، فإن منطقة شمال غرب غزة ومعبر بيت حانون (إيرز) شهدت، عدة مواجهات مع القوات الإسرائيلية. كما كشفت الكتائب أن الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية في شمال غرب غزة أسفرت عن استهداف آليتين بقذيفتي الياسين 105، واشتعال النيران فيهما والإجهاز على أحد الجنود من نقطة صفر. وأشارت إلى تدمير مقاتليها آلية إسرائيلية شرق معبر إيرز بعبوة ناسفة وقذيفتي الياسين 105، إضافة إلى فتح النار من أحد الكمائن باتجاه الآليات المتوغلة غرب التوام، شمال القطاع، واستهداف 3 آليات صهيونية بقذائف الياسين 105. وفي المنطقة ذاتها، أعلنت القسام، الثلاثاء، الإجهاز على قوة إسرائيلية داخل مبنى شمال شرقي القطاع. وقالت في بيان مقتضب: «مجاهدو القسام يُجهِزون على قوة صهيونية بعد دخولها مبنى كمن المجاهدون داخله في بيت حانون، ويستهدفون جرافة وآلية كانتا تؤمنان القوة الراجلة». وصباح الأربعاء، أعلنت كتائب القسام، استهداف آلية إسرائيلية توغلت شرق حي الزيتون في مدينة غزة. وقالت كتائب القسام: «دمرنا آلية عسكرية إسرائيلية متوغلة شرق حي الزيتون بقذيفة الياسين 105»، مشيرة إلى أن النيران اشتعلت في الآلية. بدوره، أعلن جيش الاحتلال، صباح الأربعاء، مقتل 12 من جنوده في معارك شمالي القطاع، ليرتفع عددهم منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 329. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن سبعة عناصر من كتيبة الصبار التابعة للواء جفعاتي قتلوا جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات أصاب ناقلة جنود مدرعة من طراز NMR، ومقاتلين اثنين من الكتيبة مدرعات 77 في المعارك شمال قطاع غزة. وذكرت صحيفة معاريف: «قُتل تسعة من مقاتلي (لواء) جفعاتي في هجوم صاروخي مضاد للدبابات في غزة»، دون مزيد من التفاصيل. كذلك أعلن جيش الاحتلال إصابة 4 جنود بجروح خطيرة، وقال إن جنديين من الكتيبة 77 وثالثا من كتيبة تسابار وجنديا آخر من كتيبة روتم أصيبوا بجروح خطيرة، بحسب جيروزاليم بوست. وعلق وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف جالانت، على ذلك قائلا، إن مقتل جنود الجيش في المعارك مع مقاتلي حركة حماس في غزة، يشكل ضربة قاسية ومؤلمة. محور جنوبغزة وفي محور الجنوب، اندلعت مواجهات مسلحة عنيفة بين المقاتلين الفلسطينيين وجيش الاحتلال في منطقة حي الزيتون جنوبي شرق مدينة غزة. وشوهدت أعمدة دخان أسود تتصاعد من منطقة التوغل في حي الزيتون نتيجة للمعارك الدائرة هناك. وما زالت القوات الإسرائيلية تتواجد في منطقة شارع "10" بحي الزيتون وتحاول التوغل غربا باتجاه شاطئ البحر لفصل شمال القطاع عن جنوبه. ومساء الثلاثاء، قدم أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، حصيلة جديدة للاشتباكات والمعارك التي تخوضها الكتائب ضد قوات الاحتلال منذ بدء توغلها البري في غزة. وقال أبو عبيدة، في خطاب متلفز، إن المقاومة تصدت للقوات الإسرائيلية في جميع المحاور ونفذت عمليات وتسللا خلف خطوطها، وخاضت معها مواجهات ضارية ومباشرة. وأضاف أنهم تمكنوا من الالتحام مع قوات الاحتلال في كل نقاط التقدم وتدمير 22 آلية عسكرية حتى الآن بقذائف الياسين المضادة للدروع، كما تمكنوا أيضا من قتل وإصابة عدد كبير من جنود العدو خلال الاشتباكات. وذكر أبو عبيدة أن جيش الاحتلال توغل بريا بعد اعتماد سياسة الأرض المحروقة وإحداث دمار كبير من خلال قصف بري وجوي وبحري.