عبر سنين طويلة ظلت الموجة الغنائية «الأسلوب الموسيقى المستخدم فى صنع الأغنية» هى المسيطرة على الساحة. والسؤال المطروح: كيف تظهر الموجات؟ومن هم أبرز الأسماء التى استخدموها؟ وما هى الأصوات التى أفرزتها؟ البداية كانت فى أواخر السبعينيات عندما ظهر الملحن والمطرب الليبى ناصر المزداوى بالبومة الأول «الغربة» وحقق رواجا كبيرا جعل شركة فيليبس العالمية تتعاقد معه فى سابقة تعد الأولى من نوعها، وكان السبب الأول فى احتكارها لصوت وموسيقى المزداوى، هو المزج بين الموسيقى العربية والغربية وتطويع المقامات الغربية مثل الكورد والنهاوند فى الغناء العربى. وهو ما جعل هناك لونا جديدا على الأذن، وما ساهم فى انتشار هذا اللون فى المنطقة هو أن الشباب فى ذلك الوقت كان مهتما بالألبومات القادمة من الغرب وانتشر اسم المزداوى بين الشباب العربى ثم اختفى لفترة طويلة بعد ذلك لأسباب خاصة، وهو ما مهد لحميد الشاعرى ركوب الموجة ووقتها كون فرقة مع مطلع الثمانينيات أطلق عليها المزداوية، وطرح ألبومين تحت عنوان حميد والمزداوية هما «رحيل» و«عيونها»، واستطاع حميد أن يطور من الشكل الموسيقى بتقديم أشكالا مختلفة من الغناء، منها الشعبى وبعضها مأخوذ من المرسكاوى وهو لون شعبى ليبى، ثم قدم الرأى بعد ظهور الشاب خالد، أبرز الأسماء التى قدمها حميد الشاعرى على حميدة فى «لولاكى» ثم قدم عمرو دياب فى ثوب جديد، وقدم أيضا مصطفى قمر وإيهاب توفيق وحكيم، ومنى عبدالغنى وحنان وعلاء عبدالخالق فى ثوب جديد بعد انفصالهم عن فرقة «الأصدقاء». ثم عاد المزداوى من جديد وقدم لعمرو دياب أغنية نور العين عام 1996 وكانت بداية موجة أخرى تعتمد على الأسلوب الإسبانى فى التناول الموسيقى، ومنذ هذا الوقت ونحن نعيش عصر الإسبانى واللاتينى فى الغناء. لكن وسط هذه الموجات ظهرت أشكال أخرى مثل الشكل الغنائى الحزين الذى قدمه محمد محيى وأمين سامى وخرجت من نفس التيمة شرين وبهاء سلطان. كما ظهرت أيضا موجة إعادة الأغانى القديمة التى ظهرت عن طريق خالد عجاج عندما غنى «وحشتنى» لسعاد محمد ثم قدم مجد القاسم «بتسأل ليه عليا» لفايزة أحمد و«على اللى جرى» لعليا التونسية بصوت أصالة وصابر الرباعى. وكان للموسيقى التركية الحديثة دور مهم، خاصة فى التنفيذ الموسيقى باستخدام أساليب العزف على الآلات الشرقية، واستخدام جمل موسيقية تركية. ومع ظهور شاكيرا ظهرت موجة الأغانى المصورة التى أخذت معها نجمات كبيرات كنوال الزغبى وسميرة سعيد وظهرت هيفاء ونجلا، وروبى. وكانت بداية كليبات الإثارة واستخدام لغة الجسد فى الغناء التى مازلنا نعانى منها. أما تامر حسنى فهو امتداد لما قدمه المزداوى من أسلوب موسيقى. والآن نحن مع موجة أبوالليف.