بعد نشر الولاياتالمتحدةالأمريكية قواتها في الشرق الأوسط، تساءلت صحيفة "جارديان" البريطانية عما إذا كان بإمكانها تجنب ما اسمته ب"فخ الالتزام"، مشيرة إلى أنه مع تعرض استقرار المنطقة للخطر، وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم دولة الاحتلال عدة مرات، ربما لن يكون منع مهمة زحف أو تدخل شامل سهلاً. - اضطراب والتزام ضمني وقالت الصحيفة البريطانية، إنه بينما يشهد الشرق الأوسط اضطراباً مرة أخرى بعد هجوم حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر الحالي، نشرت إدارة بايدن 2000 من عناصر مشاة البحرية (المارينز)، إلى المنطقة إلى جانب حاملتي طائرات. فيما أرسلت الولاياتالمتحدة منظومة الدفاع الجوي الصاروخي (ثاد)، وأنظمة الدفاع الجوي "باتريوت"، كما قال مسئولون بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" صراحة، إنه استعراض للقوة يستهدف ردع الهجمات على مصالح واشنطن وحلفائها. وأشارت "جارديان"، إلى أن الالتزام الضمني ينطوي على فهم أن – مع اجتياح دولة الاحتلال البري لغزة الذي يبدو أنه من المقرر أن يتبع قصفها المستمر – استقرار الشرق الأوسط هو حبر على ورق، وأن مخاطر صراع أوسع نطاقا حقيقة وقائمة. ولفتت الصحيفة البريطانية، إلى أن ما يتصدر قائمة مخاوف الإدارة الأمريكية هو اندلاع أعمال عدائية بين حزب الله، والكيان الصهيوني على الحدود اللبنانية، الأمر الذي ينذر بفتح حرب على جبتهين قد تجر إيران إليها. وأوضحت أن ما يعقد الحسابات الأمريكية، هو وجود 2500 جندي أمريكي في العراق، بالإضافة إلى 900 في شرق سوريا، حيث يضطلعون بمهمة ضمن التحالف الدولي لمكافحة تتظيم "داعش" الإرهابي، وقد تعرضت هذه القوات بالفعل لهجمات بطائرات دون طيار "درونز" مؤخراً. ومع وجود الميليشيات الموالية لإيران بشكل عام في كلا البلدين، فإن هذه القوات عرضة لمزيد من الهجمات إذا نشطت الولاياتالمتحدة في حرب ضد حزب الله. - الردع ضد حرب أوسع وبحسب "جارديان"، يتمثل الهدف الأمريكي المعلن في الردع ضد حرب أوسع، ومع ذلك تم استدعاء قوتها إلى العمل الأسبوع الماضي عندما أسقطت المدمرة الصاروخية الموجهة "يو إس إس كارني"، ثلاثة صواريخ كروز والعديد من الطائرات بدون طيار التي أطلقتها جماعة الحوثي في اليمن لكي تصيب أهداف في دولة الاحتلال. وقال الخبير الأمريكي في شئون الأمن القومي، جو سيرينسيوني، إن "عملية نشر قوات عسكرية أمريكية سلاح ذو حدين"، لافتا إلى أن "الإدارة الأمريكية بحاجة لمنع الآخرين من الانضمام للهجمات على دولة الاحتلال، لكن إذا تم استخدامهم بالفعل، فقد يصبحون جزءاً من تصعيد الصراع الذي تخشى الولاياتالمتحدة منه". وقال مدير مركز الأمير الوليد في جامعة جورجتاون الأمريكية، نادر هاشمي، إن مسألة عمق التدخل الأمريكي تعتمد على عمق وطول هجوم قوات الاحتلال على غزة، ومن غير المرجح أن تردع عمليات الانتشار العسكري الأمريكية خصومها في الإقليم.