اعتبرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يمر بمرحلة حرجة بشأن دعمه لإسرائيل، في وقت يدعو فيه التيار اليساري في حزبه "الحزب الديمقراطي"، إلى ضبط النفس. وتحت عنوان "بايدن يسير على حبل مشدود بشأن دعمه لإسرائيل بينما يحث اليسار في حزبه على ضبط النفس"، تطرقت الوكالة إلى حديث بايدن أمام حشد من المتبرعين الديمقراطيين نهاية الأسبوع الماضي عن صورة له ترجع إلى عقود مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطوة بدا أنها تستهدف توضيح دعمه الممتد منذ فترة طويلة لإسرائيل وسجل حافل في التحدث بشكل صريح مع نتنياهو. *علاقة بايدن ونتنياهو وقال بايدن إنه كتب على صورته عندما كان عضوا بمجلس الشيوخ ونتنياهو مندوب للسفارة الإسرائيلية: "بيبي (نتنياهو)، أحبك. لا أتفق مع أي شيء مما تقوله". وأضاف بايدن خلال أمسية لجمع التبرعات يوم الجمعة، أن نتنياهو لا زال يحتفظ بالصورة على مكتبه، وذلك خلال زيارته الخاطفة إلى تل أبيب الأسبوع الماضي. ووفقا لأسوشيتد برس، مع تنامي التوقعات بشأن هجوم بري إسرائيلي وشيك على غزة، يجد بايدن نفسه في مواجهة توازن صعب لإظهار دعم كامل لأقرب حليف أمريكي في الشرق الأوسط، بينما يحاول أيضاً الضغط على الإسرائيليين للتحرك بضبط كافي للنفس لمنع اتساع نطاق الحرب. *بحث بدائل العملية البرية وقال مسئولون بالبيت الأبيض إن بايدن، خلال زيارته إلى تل أبيب الأسبوع الماضي، وجه لنتنياهو أسئلة "صعبة" بشأن استراتيجيته وطريقة المضي قدماً. وصرح بايدن بنفسه للصحفيين خلال عودته من إسرائيل إنه أجرى "حواراً مطولاً" مع المسئولين الإسرائيليين "بشأن ماهية البدائل" لعملية برية موسعة محتملة. وكان مسئولو الدفاع الأمريكيون يجرون أيضاً مشاورات مع تل أبيب في هذا الشأن. وقدم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والمديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، تحذيرات قاتمة، أمس الأحد، من أن الوضع ميدانياً يزداد تعقيداً. وحذر بلينكن، عبر شبكة "إن بي سي" الأمريكية من "أن هناك احتمال للتصعيد" ضد القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة من جانب وكلاء إيران، على حد تعبيره. من جانبها، قالت ماكين، عبر شبكة "آي بي سي" الأمريكية، إن الوضع الإنساني الذي توجهه منظمتها في غزة "كارثي". وتحدث بايدن والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان على الهاتف لمدة 20 دقيقة، أمس الأحد، حيث تناولا الحاجة إلى "تحديد مسارات السلام" في الصراعات العالمية. * ضغط من أجل نهج متوازن وقالت "أسوشيتد برس" إن الضغط على بايدن من أجل نهج متوازن يأتي من القادة العرب في مصر والعراق والأردن وغيرهم، كما يأتي من مسئولين أوروبيين، الذين نددوا بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل، لكنهم أكدوا أيضاً وجوب إلتزام الإسرائيليين بالقانون الدولي والإنساني. ويواجه بايدن أيضاً تدقيقًا من جناح في حزبه الديمقراطي، فبعد أقل من أسبوع على الحرب، كتب عشرات المشرعين لبايدن وبلينكن رسالة تحثهما على ضمان حماية المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين بالدعوة إلى أن تلتزم العمليات العسكرية الإسرائيلية بقواعد القانون الإنساني الدولي، وعودة الأسرى بسلام، والجهود الدبلوماسية لضمان السلام الدائم. وتبع ذلك تقديم عشرات المشرعين قرار يحث إدارة بايدن على الدعوة لخفض فوري في التصعيد ووقف إطلاق النار. وداخل الإدارة الأمريكية، كان هناك نقاش بشأن ما إذا كان بايدن يتبع سياسة متوائمة تماماً مع سياسة إسرائيل. والأسبوع الماضي، استقال مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية، قائلاً إنه لم يعد يمكنه دعم سياسة أحادية الجانب تفضل إسرائيل على حساب الفلسطينيين. وكتب مدير مكتب الشئون العامة والكونجرس بمكتب الشئون السياسية والعسكرية بالخارجية الأمريكية، جوش بول، بياناً نشره عبر حسابه على موقع "لينكد إن"، يوم الأربعاء: "لا يمكنني لا يمكنني العمل لدعم مجموعة من القرارات السياسية الرئيسية، بما في ذلك تسريع المزيد من الأسلحة إلى جانب واحد من الصراع، والتي أعتقد أنها قصيرة النظر ومدمرة وغير عادلة وتتناقض مع نفس القيم التي نعتنقها علانية".