تمكنّت المقاومة الفلسطينية من تكبيد الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة، من خلال عملية "طوفان الأقصى" التي تعد أكبر هجوم بشري تشنه المقاومة الفلسطينية. وأطلقت المقاومة الفلسطينية آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها المستوطنات الإسرائيلية، وأسرت عدداً كبيراً من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين. ووفق ما حللته وسائل الإعلام الأجنبية، فقد أظهر الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة حجم الخبرة العسكرية التي اكتسبتها منذ سيطرتها على غزة في 2007، إذ لم يسبق أن نفذت الحركة هجوما بهذا التخطيط والحجم. فالهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر وصفته وسائل الإعلام الأجنبية بأنه أسوأ اختراق لدفاعات إسرائيل منذ 50 عاما، أطلقت فيه المقاومة الفلسطينية آلاف الصواريخ على الاحتلال الإسرائيلي، أما مقاتلوها، الذين استخدموا طائرات شراعية ودراجات نارية ومركبات دفع رباعي، فتغلبوا على الدفاعات الإسرائيلية واجتاحوا بلدات وتجمعات سكنية، ووصلوا للعمق الإسرائيلي. وهو ما رد عليه الاحتلال الإسرائيلي بعدوان غاشم ضد الشعب الفلسطيني في غزة بعمليات قصف مستمرة، بجانب فرض حصار قاس على أهالي القطاع متمثل بقطع إمدادات الكهرباء والوقود والمياه والغذاء عن أكثر من مليونين و300 ألف من المدنيين. رئيس تحرير صحيفة جورزاليم بوست آفي ماير، تحدث في حديث خاص لقناة "سي إن بي سي" الأمريكية عن الفشل الذريع لجيش الاحتلال في مواجهة المقاومة الفلسطينية، فقال إن هجوم حركة المقاومة "حماس" سيعيد تشكيل الخريطة السياسية في إسرائيل. وأضاف رئيس تحرير صحيفة جيروزاليم بوست: "هذا فشل عسكري واستخباراتي لم يسبق له مثيل في التاريخ الإسرائيلي". وفي تشبيه بوقع عملية طوفان الأقصى بوقع حرب 1973 على إسرائيل، تكهن ماير أن تطيح الحرب الحالية برئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو كما أطاحت حرب 6 أكتوبر برئيسة الوزراء الإسرائيلية حينها جولدا مائير. وقال ماير: "في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية، في 6 أكتوبر عام 1973، شُكلت لجنة تحقيق أسقطت بشكل أساسي حكم جولدا مائير، ومثلها أنا متأكد تماما من أنه ستكون هناك لجنة تحقيق مماثلة بمجرد أن تعود الأمور إلى الحياة الطبيعية قليلا"، متابعا: "لن أتفاجأ إذا أطيح برئيس الوزراء نتنياهو" وأكد الإعلامي الإسرائيلي أن استطلاعات الرأي تظهر أن غالبية الإسرائيليين يحملون الحكومة الإسرائيلية مسئولية "الفشل الرهيب" في مواجهة المقاومة الفلسطينية. وأضاف: "أنا متأكد تمامًا من أنه سيكون هناك تغيير في الخريطة السياسية في إسرائيل، ولا أعرف ما إذا كان رئيس الوزراء نتنياهو سينجو من ذلك".