قال الدكتور محمد طه، استشارى وأستاذ مساعد الطب النفسى، ومؤلف عدة كتب من الأكثر مبيعا فى مجال الطب النفسى، فى تصريحات خاصة ل«الشروق»، إن السكيزوفرينيا هو مرض عقلى، و«سكيز» باللاتينية يعنى «ينفصم»، وتشير إلى أن عقل المريض انفصم وأنشأ واقعا آخر يعيش فيه. وأضاف: «السكيزوفرينيا له عدة أنواع، منها البارانويد سكيزوفرينيا، «بارانويد» باللاتينية تتكون من مقطعين، «بارا» وتعنى «بجوار»، و«نويد» وهى مشتقة من كلمة تعنى «العقل»، أى إن العقل انحرف ولم يعد فى مساره السوى. له سمات محددة ومعروفة، أهمها ضلالات الاضطهاد Delusion of Persecution، والضلالات بوجه عام هى أفكار خاطئة وثابتة، يؤمن بها المريض وغير قابل لتغييرها. إلى جانب الشعور بالاضطهاد، يشك فى نوايا من حوله ويظن أنهم يكيدون له، بناء على ذلك، يربط أحداثا لا علاقة لبعضها ببعض ويتوصل إلى استنتاج يدعم نظرية المؤامرة الوهمية». وتابع: «تصاحب ضلالات الاضطهاد، ما نسميها ضلالات العظمة Delusion of Grandiosity، والصلة بينهما وثيقة، فالشعور بالاضطهاد مبنى على شعوره بالعظمة، يؤمن أنه متفرد ومميز ولديه قدرات خاصة كقراءة الأفكار، ربما يؤمن أنه سيخترع علاجا للسرطان ولذلك هناك من يطارده، أو أنه المهدى المنتظر، وبعض الحالات تصل إلى ادعاء النبوة، وهى ادعاءات ترتبط بأمراض عقلية ونفسية أخرى إلى جانب ضلالات العظمة»، وأكمل: «أحيانا تصاحب تلك الضلالات مجموعة من الهلاوس البصرية تقوده لرؤية أشياء غير موجودة، أو هلاوس سمعية أو هلاوس حسية كأن يشم رائحة أو يتذوق طعما وهميا. واختتم قائلا: «هذه سمات المرض الكبرى، إلى جانب اضطرابات التفكير واستقبال وتفسير الأحداث، وأحيانا يصير المريض عنيفا، ومثل هذه الحالات تحتاج إلى الحجز فى المستشفى لتلقى العلاج ومتابعة تطوراتها».