قالت مصادر فلسطينية، إن طائرات حربية إسرائيلية كثفت اليوم الأحد، هجماتها في قطاع غزة مستهدفة منازل سكنية في اليوم الثاني من أعنف جولة قتال منذ سنوات. وأعلنت وزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس في بيانات متلاحقة عن سلسلة غارات إسرائيلية على منازل سكنية من دون سابق إنذار ما أدى إلى قتلى وجرحى. وعملت أطقم الدفاع المدني على مدار الساعة لانتشال الضحايا والناجين من تحت الأنقاض، فيما انتشر الركام في الأحياء السكنية في كل مدن القطاع. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الجيش الإسرائيلي ارتكب 8 مجازر على الأقل بحق العائلات عبر استهداف منازلها راح ضحيتها نحو 54 شهيدا غالبيتهم أطفال ونساء. وذكرت الوزارة أن حصيلة إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين جراء هجمات إسرائيل على قطاع غزة ارتفعت إلى 413 بينهم 78 طفلا و41 سيدة منذ أمس السبت. بدورها، قالت وزارة الصحة في رام الله إن 8 فلسطينيين استشهدوا منذ أمس في الضفة الغربية برصاص الجيش الإسرائيلي، أخرهم شاب خلال مواجهات في مدينة أريحا فيما أصيب العشرات بجروح وحالات اختناق في مناطق أخرى متفرقة. في المقابل أعلنت إسرائيل أن ما لا يقل عن 700 إسرائيلي قتلوا منذ بدء جولة التوتر الحالية فيما تم رصد حوالي 300 مفقود. بموازاة ذلك أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أنها استخدمت 35 مسيرة تفجيرية في هجماتها على إسرائيل "في جميع محاور القتال". وعرضت الكتائب مقطع فيديو لطائرة مسيرة تفجيرية قالت إنها دخلت الخدمة خلال جولة القتال الحالية مع إسرائيل وشاركت في "التمهيد الناري لعبور مجاهدي القسام" إلى الأراضي الإسرائيلية. كما أعلنت القسام عن استمرار عمليات تسلل مقاتليها إلى داخل إسرائيل. وصرح الناطق باسم الكتائب المكنى "أبو عبيدة" في تسجيل صوتي، بأن مقاتلي القسام "لا يزالون يخوضون اشتباكات ضارية وبطولية، ويواصلون القتال على محاور عدة، مثخنين الجراح في صفوف العدو (إسرائيل)". وأضاف أبو عبيدة "تمكنت قيادة القسام منذ ليلة أمس باستبدال بعض قوات القتال بقوات أخرى وإرسال قوات أخرى، كما تقوم مدفعية القسام بالدعم الناري بقذائف الهاون والصواريخ". وأطلقت "حماس" هجوما غير مسبوقة ضد إسرائيل تحت اسم "طوفان الأقصى" منذ ساعات صباح أمس بإطلاق آلاف القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل، وبموازاة تمت عمليات تسلل غير مسبوقة لمقاتلين فلسطينيين داخل الأراضي الإسرائيلية. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق عملية "السيوف الحديدية" ضد حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007. وتضمنت العملية الإسرائيلية شن سلسلة كبيرة من الغارات على منازل ومقرات حكومية ومواقع لحركة حماس، فضلا عن تدمير برج سكني، فيما أعلن الجيش أنه هاجم أكثر من 800 هدف لحركة حماس في قطاع غزة. ودمرت إسرائيل منازل كبار قادة حركة "حماس" في مناطق متفرقة من قطاع غزة بينهم محمود الزهار ونزار عوض الله وغازي حمد وصلاح البردويل وإسماعيل برهوم. كما جرى استهداف منزل رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي التابعة لحماس في غزة عصام الدعاليس وتدميره بشكل كلي. وأعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة أن 159 وحدة سكنية تعرضت للهدم الكلي فيما 36 وحدة سكنية تضررت جزئيا بشكل غير صالح للسكن وتضرر 1210 وحدات سكنية جزئيا. وبحسب الوزارة دمرت هجمات إسرائيل ثلاثة مقرات حكومية و19 مرفقا يتبع لوزارة الداخلية والأمن الوطني إلى جانب مسجدين. ودفع ذلك إلى نزوح أكثر من 20 ألف فلسطيني في قطاع غزة بحسب مسئول في وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وصرح المستشار الإعلامي في أونروا عدنان أبو حسنة بأن 20200 فلسطيني بينهم نساء وأطفال نزحوا إلى 44 مدرسة تابعة للوكالة، متوقعا زيادة أعداد النازحين خلال الساعات المقبلة. سياسيا أجرى الرئيس الفلسطيني اتصالات هاتفية مع زعماء عرب شملت أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السياسي والعاهل الأردني عبدالله الثاني. وأكد عباس بحسب بيان صدر عن الرئاسة على "ضرورة العمل مع الأطراف كافة على ضمان وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا في كل مكان، وتحديدا في قطاع غزة". وشدد عباس على أهمية إيصال المساعدات الإغاثية والطبية لسكان غزة، وأن الحل الوحيد لكل ما يجري من تصعيد في المنطقة هو الحل السياسي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس. وفي الوضع الإنساني، حذرت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في غزة من توقف محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها خلال يومين. وجاء هذا التحذير في وقت يعاني قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة من عجز بأكثر من 80% من احتياجاته من الكهرباء. واعتبرت السلطة الفلسطينية أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من محاولة لوقف الخدمات الأساسية من كهرباء وماء عن سكان قطاع غزة يمثل "عقاب جماعي وجريمة حرب خطيرة".