عُقدت على هامش الدورة ال39 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط، اليوم الثلاثاء، ندوة للمنتج الفرنسي جان لوي ليفي والنجمة الفرنسية كارولين سيلول، المكرمين بهذه الدورة، بحضور الناقد الفني الأمير أباظة رئيس المهرجان وعدد من صُناع السينما والصحفيين والإعلاميين. وبدأت النجمة الفرنسية كارولين سيلول، حديثها بأنها تشعر بالسعادة في أول زيارة لها لمصر، ودائما ما يُقال في فرنسا إن من يزور مصر مرة يرغب في زيارتها باستمرار، وبالفعل منذ وصولها وهي تشعر بالود والفرح واستقبال الناس الحافل لها أسعدها بشدة، فهي لا تشعر في فرنسا بالود الذي شعرت به في مصر. وعن الأفلام المصرية التي جذبتها، تحدثت عن أفلام يوسف شاهين واعجبها كيف عرض قضايا المرأة في أفلامه، وقالت كارولين سيلول عن السينما الفرنسية والأوروبية، إن كل سينما لها مذاق خاص فهي مختلفة عن السينما الأمريكية. واعترفت كارولين سيلول، بأن حياتها مع منتج دقيق في أعماله منذ 35 عاما، علمتها الدقة في العمل والاختيار المتأني للأعمال الفنية، فأي سيناريو لابد وأن تعدل فيه أكثر من مرة بحضور الكاتب والمخرج وفريق العمل حتى نصل لقصة مقتنعين بها جميعا. وأضافت أنها لا تستطيع القول بأن السينما ناقشت جميع قضايا المرأة، ولكنها محظوظة لنشأتها في فرنسا، فهي بلد تحترم المرأة والديانة الأساسية فيها هي المسيحية التي حددت المرأة في قالب معين، ولكن مع تطور الوقت حصلت المرأة الفرنسية والأوروبية على حريتها. ومن جانبه، أوضح المنتج الفرنسي جان لوي ليفي، أن هذه ليست الزيارة الأولى لمصر بالنسبة له، فهو شارك منذ سنوات في مهرجان القاهرة السينمائي وحصل على جائزة أحسن فيلم، ولكنه لأول مرة يتواجد في مهرجان الإسكندرية السينمائي، وعبر عن سعادته بالحركة الفنية في مصر. وقال إنه سعيد جدا بالاستقبال والحفاوة التي وجدها منذ وصوله، فهو كان لديه حنينا لدول البحر المتوسط لأن بينها ثقافات مشتركة وبينهما تلاقي دائما، والسينما دائما ما تجمع شعوب العالم. وأشاد بتنظيم مهرجان الإسكندرية السينمائي، في دورته الحالية ال39. ويجد جان لوي ليفي، أن سينما يوسف شاهين هي التي فتحت أفقا بين الشرق والغرب، فأفلام شاهين لها طابع خاص، وتناوله لقضايا المرأة وقضايا المجتمع أعجبه بشدة، وبعده هناك أجيال استلمت الراية وتطورت صناعة الأفلام وتناول القضايا المختلفة في المجتمع. واعترض جان لوي ليفي، على أن السينما الفرنسية والأوروبية ليست جماهيرية، فكل سينما لها طابعها المميز، فالسينما الأمريكية مثلا قائمة على العنف وتقنيات الذكاء الاصطناعي وتبحث عن الإيرادات وليست أفلام قائمة على المشاعر، بخلاف السينما الأوروبية والفرنسية القائمة على العمل الحقيقي والتواصل بين مخرج العمل وصناع العمل. وفي نقاش دار بين المنتج الفرنسي جان لوي ليفي وفاروق صبري رئيس غرفة صناعة السينما في مصر، قال جان لوي ليفي، إنه يحب المغامرة في العمل ويتمنى أن يكون هناك إنتاج مشترك مع مصر، وهذا ما فكر فيه بالفعل قبل حضوره لمهرجان الإسكندرية، ولكن يجب أن يكون هناك سيناريو قوي ليجذبه للعمل. ويرى أن المنتج ليس عبارة عن نقود فقط، ولكن يجب أن يبحث عن قصة جيدة، فهو يبحث عن النجاح المادي وأيضًا الإضافة النفسية والاجتماعية للفيلم، فنجاح الفيلم معتمد على فريق العمل كله الممثلين والمنتج والمخرج، والسيناريو هو أساس نجاح العمل. ودعا الجمهور، إلى مقاومة السينما دون المستوى فهي مثل الوجبات السريعة الضارة للصحة التي يجب أن نبتعد عنها. وقال جان لوي ليفي: "أنا لا أنتج إلا الفيلم الذي اقتنع به وباعتباري منتج مستقل غير تابع لمؤسسة ما فهناك ميزانية محددة للعمل، ولكي أفكر بعمل فيلم تاريخي فيجب أن تكون الرقابة سهلة، وفي فرنسا الرقابة ليست سهلة أبدا، ولها دور قوي ليست في فرنسا فقط ولكن في أوروبا كلها، هذا بالإضافة إلى تحديد ميزانية العمل". ومن جانبه، رحب الناقد الفني رئيس المهرجان الأمير أباظة، بوجودهم في مصر وتمنى لهم الاستمتاع بجولتهم السياحية بعد انتهاء فعاليات المهرجان في جنوب مصر في مدينتي الأقصر وأسوان لمدة أسبوعين.