تشارك الموسيقية الأمريكية، نيكيشا بيلي، المهتمة بتدريب واكتشاف الفنانات في العالم، في مهرجان "هي للفنون" الدولي، الذي انطلق في دورته الثالثة، تحت رعاية وزارة الثقافة، وبدعم من الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي والمراكز الثقافية الأمريكية والأوروبية والدولية. وتأتي مشاركة الموسيقية الأمريكية في مهرجان "هي للفنون" بمشروعها "موشيقى"، الذي يهدف لرعاية الفنانات النساء في العالم، ويسعى لتدريب وتعليم الموسيقى وفنونها ل 40 فنانة مصرية، ضمن مهرجان "هي للفنون". "الشروق" التقت بالموسيقية الأمريكية الشهيرة، التي تشغل أيضا منصب نائب رئيس أكاديمية التسجيل في نيويورك وسفيرة مجموعة الموسيقى السوداء، والمختارة ضمن أفضل 1000 شخصية في العالم بمجلة فوربس، والحاصلة على العديد من الجوائز، منها جائزة صانع التغيير المجتمعي في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتقول نيكيشا في حديثها ل "الشروق" إنها تسعى ضمن مؤسستها الأمريكية "نفاك" لتعليم وتطوير المشاركات المصريات على صناعة الموسيقي وكتابة الأغاني والإنتاج، والتعاون مع صانعي النجاح الحائزين على جوائز من الولاياتالمتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأداء وإصدار الموسيقى الأصلية، والانضمام إلى مجتمع عالمي من الفنانين والكتاب والموسيقيين والمنتجين، لبدء حياة مهنية في مجال الموسيقى. وعن المشاركات، قالت نيكيشا إنه خلال السنوات الأربع الماضية، شارك معها ما يقرب من 500 امرأة في مشروع التدريب في الأماكن المختلفة، حيث نظمت التدريبات من قبل في أمريكاوأرمينيا وإسرائيل وملاوي والآن في مصر، وتمكنت من الوصول لأكثر من 500 فنانة، استفادوا من التدريب الموسيقى والموارد التي تجلبها معها إلى المدن التي تعمل فيها. وأكدت أن البرنامج يشترط العمر من 18 إلى 35 عامًا، ولكن إذا كانت هناك سيدة أكبر أو أصغر وتريد المشاركة فيكون هناك استثناءات، مشيرة إلى أنها تهتم بشكل أساسي بموهبة النساء الذين يرغبون في الانضمام لبرنامجها، والذين يرغبون في الانغماس في الفن ومواصلة الإبداع. وعن اكتفاء البرنامج التدريبي بالعمر حتى 40 عاما فقط، قالت إنها اختارت أن يكون 40 عامًا هو الحد الأقصى لأعمار المشاركات حتى يتمكن من التعلم فعليًا، وبهذه الطريقة تكون قادرة على الوصول إلى عدد كافٍ من النساء المستهدفة ويكون تأثير البرنامج أفضل. وأما اقتصار سن قبول المتدربين بداية من 18 عاما فقط، قالت نيكيشا إن ما قبل ذلك من المراهقين لديهم أشياء أهم كالمدرسة والدراسة، متابعة: لذلك نميل عادةً إلى التركيز على الفتيات الأكبر سنًا قليلا. وذكرت أن البرنامج التدريبي يهدف لتدريب النساء على القيام بتأليف وكتابة الأغاني وإنتاجها، فكل أربعة أو خمسة فنانات يعملن معًا، لإنتاج أغانٍ ومنتجات يمكنهم إصدارها. وتابعت: "هناك الكثير من النساء المبدعات في هذا العالم لا يحصلن على الفرصة، لذلك نحن نريد فقط أن نمنحهن الفرصة لإطلاق أول أغانيهن وأعمالهن الخاصة". وأوضحت أنها في كل دولة من الدول التي عملت بها، لا تزال تحتفظ بشريك على الأرض يتابع النساء اللاتي حصلن على التدريب، فيما تتواصل هي معهم باستمرار عبر الإنترنت وتعقد لهم ورش عمل أيضا، مشيرة إلى وجود مجموعة واتساب ومنصة افتراضية حتى تظل على اتصال مع الجميع. ولفتت نيكيشا، إلى أنها دعت أربعة فنانات من دول مختلفة تلقوا التدريب معها سابقا، وأنتجوا أغانيهم الخاصة، ليشاركوا معها في مهرجان "هي الفنون" في مصر، مؤكدة أنها ما زالت على اتصال مع الجميع. - الموسيقية الأمريكية تحكي تجربتها في مصر وعن تجربتها في مصر، قالت نيكيشا إنها تحب الموسيقى والفنون المصرية كثيرا، فمصر تتمتع بتاريخ موسيقي غني جدًا، متابعة: "أنا لست على دراية بكثير من كبار الفنانين المصريين، ولكني أسمع لبعض الفنانين، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، وأعلم أن الموسيقى المصرية رائدة ومصر لديها ثقافة وفن عظيم للغاية". وحول ما إذا كانت تعرف أي أصوات مصرية سمعت عنها أو قد تتعاون معها، أوضحت نيكيشا أنها معجبة بدينا الوديدي وطبلة الست، مشيرة إلى وجود مواهب مصرية عديدة ولكنها لا تعرفها بسبب البعد واختلاف الثقافة. ومع ذلك، قالت نيكيشا: "الثقافة في مصر جميلة، والموسيقى والسينما والفنون معروفون منذ سنوات وسنوات، منذ العصر الذهبي، لقد اختارنا المشاركة في مصر لأن الثقافة هنا مدهشة الموسيقى والسينما والدراما". وعن جوانب الموسيقى المصرية التي تحبها، قالت نيكيشا: "أنا أحب الموسيقى المحبة للحياة والموسيقى الحية، وفي مصر هناك الكثير من الآلات الموسيقية الرائعة والأصوات والألحان التي لا تصدق"، مشيرة إلى أن الموسيقى العربية يتم الاقتباس منها في الموسيقى الغربية. وأضافت أنها متحمسة للغاية لرؤية الثقافة الفعلية في مصر، والتي تظهر في العروض والأصوات، ورؤية ما يمكن أن تتعلمه من الفنانين المصريين، موضحة أنها تتعاون مع الفنانات المصريات منذ عامين أو ثلاث أعوام، مؤكدة أنهن موهوبات للغاية. وقالت نيكيشا إنها كموسيقية تحتاج دائمًا إلى أن تكون منخرطة في الثقافات الأخرى وأن تعرف ما يحدث، وخاصة قبل الدخول إلى كل دولة، مشيرة إلى أنها ترغب في ربط الجانب الأمريكي بما يحدث على أرض الواقع، مثل تثقيف المتدربين من كل الدول حول الموسيقى الأمريكية والفنون في بلدانهم، مثل الفنانين والأنواع الجديدة للموسيقى والفنون. وأضافت: "أعلم أن موسيقى الراب تحظى بشعبية كبيرة في مصر، من الرائع معرفة أن هذه ثقافة شعبية هنا، فهذا يثبت أن موسيقى الراب هي موسيقى عالمية، وأعتقد أن موسيقى البوب أصبحت عالمية وتشبه إلى حد كبير موسيقى الراب الموجودة هنا الآن في مصر"، مشيرة إلى أن موسيقى الراب الأمريكية تحتوي الكثير من أغانيها على أصوات شرق أوسطية، وهي تحظى بشعبية كبيرة. - تفاصيل حول البرنامج التدريبي للمصريات وحول البرنامج التدريبي للمصريات، قالت نيكيشا أنه يبدأ في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر ويستمر خلال ديسمبر، حيث ستكون هناك دروس رئيسية شخصية مرة واحدة في الأسبوع، ودروس افتراضية مرتين في الأسبوع، موضحة أن تقديم الطلبات عبر الإنترنت مفتوح حتى نهاية الشهر. وأشارت إلى أنها بعد تلقي الطلبات، ستقوم بإخطار الفتيات والنساء اللاتي تم قبولهن، ولا يشترط أن يكونوا فنانات، يمكن أن يكونوا مجرد هاويات للموسيقى ويردن التعلم والتطور، مشيرة إلى أنه بعد ذلك سيقوم المدربين المتخصصين بتدريس الدورات الافتراضية يومي الجمعة والسبت، بالإضافة إلى المعسكرات. وأضافت أن البرنامج التدريبي مجاني بالكامل، فهو مدعوم بالكامل، وسيتم تزويد جميع الطلاب بجهاز كمبيوتر محمول وجميع المعدات اللازمة لتسجيل وإنتاج موسيقاهم، ليتدربوا مع مؤلفي الأغاني والمنتجين الأمريكيين أيضًا. وقالت: "بعد الانتهاء من التدريب، يستمر برنامج رعاية الفنانات في دعم النساء المشاركات ماليا مثل إذا كانوا بحاجة إلى شراء معدات موسيقية أو كانوا بحاجة إلى شراء جهاز كمبيوتر أو ربما لديهم مشكلة، ولكن في النهاية جميع المشاركات الأربعين يقررون إذا كانوا يريدون البقاء منخرطين للعمل معنا أو لا". وذكرت إحدى الفنانات التي كانت جزء من التدريب هي تؤدي عروضا اليوم معها على مسرح مهرجان "هي للفنون" في مصر، متابعة: "ما زلنا نخلق الفرص لهم طالما أننا ما زلنا نقوم بالعمل سويا". ولفتت نيكيشا إلى أن الفنانة الأرمنية روزالين، التي كانت جزء من البرنامج التدريبي في أرمينيا، وكتبت أغنيتها الخاصة الأولى معهم والتي نقلتها نقلة فنية بعدما انتشرت أغنيتها على نطاق واسع، فأصبح لديها الآن أكثر من مليار استماع على سبوتيفاي، وقد قدمت عروضها في الولاياتالمتحدة وتمكنا من اصطحابها من مدينتها في أرمينيا إلى المسرح العالمي. - توظيف الموسيقى في دعم النساء وعن كيف تتعامل مع النساء الراغبات في العمل في الساحة الغنائية، في حين أن بعض المصريات غير مقبولات في بعض مجالات الموسيقى مثل الميتال، الروك والراب، قالت نيكيشا إنها تدعمهن لمواصلة طريقهن، للوصول إلى أهدافهن، حيث نخبرهم أنه لا بأس في ذلك. وقالت نيكيشا: "لقد عملت في صناعة الموسيقى لمدة 12 عامًا، وفي بداية مسيرتي المهنية، نشأت في ظروف سيئة للغاية، ظللت أعمل بدون أجر، شعرت أنني لا يمكنني المواصلة وأن صناعة الموسيقى ليست مكانا لي. قد يبدو الأمر مبتذلا بعض الشيء، لكن الثقة بالنفس وتحديد الهدف هي ما قادتني إلى ما أنا عليه اليوم". وتابعت: "من المؤكد أن تكون فنانًا يتطلب الصبر، خاصة إذا كان الموضوع يتعلق بالمرأة والموسيقى، لذلك نحن نركز في المقام الأول على النساء فقط، لأنها تواجه صعوبات كثيرة في مجال صناعة الموسيقى". وعن تمكين أصحاب البشرة السوداء في أمريكا، قالت نيكيشا: "ما لاحظته في بداية مسيرتي الموسيقية هو أنني رأيت الكثير من الأشخاص الذين يشبهونني بشدة والأشخاص ذوو البشرة السمراء الذين أتيحت لهم هذه الفرصة وأصبحوا نجوما وحصلوا على الكثير من المال في بداية حياتهم المهنية". والموسيقية الأمريكية تشغل أيضا منصب نائب رئيس أكاديمية التسجيل في نيويورك وسفيرة مجموعة الموسيقى السوداء، وتعمل كرئيسة مشاركة في مجلس التنوع والشمول للمرأة في الموسيقى، وقد حصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة صانع التغيير المجتمعي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أدرجت في قائمة أفضل 1000 شخصية في العالم لمجلة فوربس، وهي موسيقية شهيرة في مجلة بيلبورد الأمريكية منذ عامي 2020 و2021، وهي المجلة التي تقوم بعمل جدول لأهم الأغاني والألبومات في الولاياتالمتحدة وأماكن أخرى.