قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إنّ البعض قد يتساءل عن سبب توقف النبوات عند رسالة الإسلام، ولم تتطور كما تطورت نبوة موسى وعيسى عليهما السلام. وأضاف في كلمته خلال فعاليات احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، أن الجواب يتوقف فهمه على فهم طبيعة التطور البشري، وكيف أنه يجري في اتجاهين، أحدهما مادي والآخر خُلُقي. وأوضح أن النبوة والأنبياء لا علاقة لهم بالاتجاه الأول (المادي)، ولا ترتبط تعاليمها به لأن التطور في اتجاه المعرفة العلمية المادية رهنٌ باتخاذ أسبابه وشروطه الحسية المادية. ولفت إلى أنه إذا ما اتخذت أسبابه وحُصِّدت مقوماته ودعائمه فإن التقدم العلمي سيتحقق لا محالة، سواء وُجدت نبوة أو لم توجد، وسواء كان المشتغل بهذا التقدم مؤمنا أو ملحدا، شرقيا أو غربيا. ونوه بأن هذا الأمر يختلف عن الحالة الروحية والخلقية التي تتعلق بها رسالات الرسل ونبوات الأنبياء والكتب السماوية، وتدور عليها أصولا وفروعا وتطبيقا وممارسة. وأفاد بأن العلماء لاحظوا أن الحالة الروحية الأخلاقية استقر أمرها مع ظهور الإسلام، واتضحت معالمها وقسماتها ولم يعد فيها متسع لتطور أو تقدم يحتاج إلى نبوة أخرى تأتي بجديد، لم يتضمنه برنامج النبوة الخاتمة، ولم تشمله رسالاتها ولا تعاليمها. يُشار إلى أن فعاليات الاحتفال استُهلت بتلاوة قرآنية، تلاها القارئ أحمد تميم المراغي، كما شهد الرئيس فقرة ابتهالات ومدائح نبوية بعنوان «أوبريت أنبياء الله»، بالتعاون مع وزارة الثقافة ممثلة في دار الأوبرا المصرية، كما كرم الرئيس عددا من العلماء والأئمة والقراء والمفتين والواعظات. وخلال الفعالية، أهدى وزير الأوقاف، الرئيس السيسي، هدية تذكارية تتمثل في موسوعة الثقافة الإسلامية وهي أحدث إصدارات الوزارة في مجال تجديد الخطاب الديني. وشارك في الاحتفال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، وعدد من الوزراء والسفراء وكبار رجال الدولة.