بسبب نشأة الدكتور دانييل ميزا في الجانب الجنوبي من مدينة شيكاغو الأمريكية، كطفل لأب وأم مكسيكيين مهاجرين، يتحدثان اللغة الإسبانية في الأساس، كان عادة ما يُطلب منه أن يترجم الحديث لوالديه أثناء قيامهما بزيارات طبية. ويقول ميزا: "توفر تلك اللغة التقنية لدي، هو مهارة نشأت معها.. أتذكر كم كان الأمر مرهقا بالنسبة لوالدي عندما كانا يذهبان إلى العيادات، وكذلك بالنسبة لي عندما كنت طفلا صغيرا." ويقول ميزا، وهو الآن طبيب متخصص في أمراض الرئة في "مؤسسة نورث ويسترن ميديسن الطبية"، إن مخاوفه بشأن المساواة في الحصول على الرعاية الصحية، لا تزال قائمة، وذلك بحسب ما أوردته صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية في تقرير لها. وقد انضم ميزا قبل شهرين إلى "برنامج كانينج لأمراض الصدر لذوي الأصول الإسبانية" التابع ل"معهد نورث ويسترن ميديسين". ويحصل مرضى البرنامج على رعاية خاصة بأمراض الرئة والصدر، تشمل إجراء الجراحات والفحوصات الطبية الوقائية، وذلك باللغة الإسبانية بشكل كامل. ويشار إلى أن جميع العاملين في "برنامج كانينج لأمراض الصدر لذوي الأصول الإسبانية"، بدءا من العاملين في مكتب الاستقبال وحتى الممرضات في غرف العمليات، يجيدون اللغة الإسبانية ويتحدثونها بطلاقة. كما يمكن للمرضى الاستعانة بخط هاتف مخصص باللغة الإسبانية. ويوضح ميزا أن العاملين يهدفون إلى تحسين العدالة الصحية في شيكاغو، من خلال بناء الثقة مع المرضى من ذوي الأصول الإسبانية، وتحسين نتائج تلقي العلاج في المجتمعات الخاصة بذوي الأصول الإسبانية. وتشير صحيفة "شيكاغو تريبيون" إلى أنه التعداد السكاني الخاص بعام 2022 أوضح أن نحو 28.7% من سكان شيكاغو، أو ما يقرب من 750 ألف شخص، من أصول إسبانية. وقال ميزا: "عندما أرى مرضى يأتون مع أطفالهم ويرون أنني يمكنني أن أتحدث باللغة الإسبانية، فحينئذ أشعر بأن هناك نوع من الارتياح لدى الجانبين". وكان قد تم إطلاق البرنامج قبل شهرين، تحت قيادة ميزا إلى جانب الدكتور دييجو موريسيو أفيلا باتينو، وهو جراح صدر تلقى تدريبا في كولومبيا، وكلاهما يتحدثان اللغة الإسبانية. ويقوم أفيلا بإجراء عمليات جراحية لها علاقة بأمراض المريء، والفشل الرئوي، وأنواع مختلفة من مرض السرطان، ومشاكل جدار الصدر وضيق التنفس. فيما يتخصص ميزا في علاج المشاكل الرئوية، مثل الربو، وفشل الجهاز التنفسي، وانتفاخ الرئة. وعادة ما يكون المرضى محاطين بأفراد من الطاقم الطبي في لحظاتهم الأكثر احتياجا، مثلما يحدث في الوقت الذي يسبق التخدير مباشرة. ويقول أفيلا إن أولئك الذين يمكن علاجهم بلغتهم الأساسية، يميلون إلى إقامة علاقات أفضل مع مقدمي خدمات الرعاية، واتباع تعليمات الرعاية اللاحقة بصورة أفضل. ويوضح أفيلا، الذي عمل في "مؤسسة نورث ويسترن ميديسن" لمدة عامين قبل إطلاق البرنامج: "لقد كانت هناك حاجة هائلة (للبرنامج)"، مشيرا إلى أن المرضى قد يشعرون أيضا براحة أكبر عندما يطرحون أسئلة تفصيلية على أطباء يفهمون المعايير الثقافية التي يواجهونها يوميا. ويقول أفيلا: "أحيانا ما تكون العوائق التي تحول دون امتثال المرضى للتوصيات الطبية، أكبر من مشكلة المرض نفسها، فهي تكون عوائق اجتماعية... وعندما تبني هذا الجسر مع المريض، فمن الممكن أن يكون لذلك تأثير قوي للغاية." ويوضح أفيلا أن بعض مرضاه كانوا يتلقون العلاج في الماضي، بشكل "دون المستوى الأمثل"، وذلك في عيادات أخرى. مشيرا إلى أن المرضى في "برنامج كانينج لأمراض الصدر لذوي الأصول الإسبانية" غالبا ما تتم إحالتهم إلى متخصصين آخرين يعملون في مؤسسة نورث ويسترن ميديسن الطبية". وقال إن العاملين في البرنامج يعملون مع هؤلاء المرضى لتحديد مواعيد الزيارات الطبية المستقبلية والاستعداد لها، باللغة الإسبانية. وقال ميزا إن البرنامج شهد ارتفاعا في معدلات الإصابة بالربو ومشاكل الجهاز التنفسي، بين المرضى الذين يعيشون في أحياء بيلسن وليتل فيليدج. وقد أرجع السبب وراء ذلك إلى الادخنة الناتجة عن المصانع القريبة، والأشكال الأخرى من صور تلوث الهواء خلال العقد الماضي. كما تركز العيادة على اتخاذ الإجراءات الوقائية عند التعامل مع مشكلات الجهاز التنفسي. ويشار إلى أن اقتراح أن يقلع المرضى عن التدخين وأن يخضعوا لإجراء فحوصات للكشف عن الاصابة بمرض سرطان الرئة، كان من أولويات ميزا. ويقول ميزا إن "هناك الكثير من الأدوية الرائعة التي نعرف أنها تساعد في زيادة فرص إقلاع المريض عن التدخين". وفي حين أن معدلات التدخين في شيكاغو آخذة في الانخفاض، يشير ميزا إلى أنه كان يتعين عليه إقناع مدخن سابق واحد على الأقل بتحديد موعد لإجراء فحوصات الكشف عن سرطان الرئة. وقال إن اكتشاف سرطان الرئة في مرحلة مبكرة يحسن من النتائج لدى المرضى بشكل كبير.