تقف رافعات عملاقة أمام شاطئ درنة، المدينة المنكوبة في شرق ليبيا، لانتشال سيارات سقطت في مياه البحر بفعل مياه الفيضان الذي أعقب إعصار دانيال. وقال منقذون إنهم أخرجوا سيارات بداخلها جثث متحللة أمس الخميس، بعد أن بقيت في المياه قرابة 9 أيام منذ غمرت المياه أجزاء كبيرة من درنة، فدمرت ربع مساحتها تقريبا ومسحت أحياء كاملة من الخريطة. وذكرت هيئات إنقاذ رسمية في ليبيا، إنها انتشلت أمس أكثر من 225 جثة من قاع البحر، حيث تتركز جهود الإنقاذ في الوقت الحالي. وأكدت السلطات الليبية أنها دفنت حتى الآن أربعة آلاف جثة من ضحايا الكارثة التي وقعت في الحادي والعشرين من سبتمبر أيلول الجاري. وبعد مضي كل هذه الأيام، لا تزال فرق ليبية تجد بحثها في البحر، رغم انسحاب عدد من فرق الإغاثة الأجنبية التي هرعت إلى درنة في أعقاب الإعصار. كانت بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا قد ذكرت يوم الخميس أن تشير إلى نزوح أكثر من 43 ألف شخص من درنة بفعل الفيضانات والسيول التي ضربت شرق ليبيا. وضرب الإعصار دانيال مناطق بشرق ليبيا؛ ما أسفر عن دمار واسع في أماكن عديدة حيث كانت درنة الأشد تضررا بعد انهيار سدين رئيسيين جراء السيول. وألقى سكان باللائمة على السلطات التي لم توفر الصيانة اللازمة للسدين. وهذا الأسبوع، طالب مجلس النواب الليبي الحكومة المكلفة من البرلمان بإعلان إحصاءات يومية عن الضحايا والمفقودين جراء الفيضانات. ودعا مجلس النواب في بيان الحكومة إلى "سرعة تدبير مساكن للأسر التي أصبحت بدون مسكن أو مساكنها غير صالحة للسكن" جراء السيول. كما أعلن البرلمان عن الشروع في مناقشة مشروع قانون بشأن إنشاء جهاز لإعادة تأهيل المدن والمناطق المتضررة من الإعصار. كان وزير الصحة بالحكومة المكلفة من البرلمان عثمان عبد الجليل، انتقد هذا الأسبوع تصريحات مكتب تنسيق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة الذي حدد حصيلة ضحايا السيول بنحو 11300 قتيل و10100 مفقود في مدينة درنة وحدها، فضلا عن مقتل حوالي 170 في مناطق أخرى من شرق البلاد.