اهتمت جوجل جدا بما أثاره الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل فى برنامجه على قناة الجزيرة «مع هيكل» خلال شهر يناير 2008 عندما أشار إلى أن صور إسرائيل على جوجل تكون مشوشة وغير واضحة بعكس باقى أنحاء العالم، واستدل على ذلك بصور من بعد 3500 قدم للقاهرة بدرجة واضحة، ومن ذات البعد صور مشوشة للقدس المحتلة. رد جوجل على ما قاله هيكل جاء كما يلى: نحن فى جوجل لا نطبع الخرائط التى تعرض على موقع جوجل إيرث ولا نقع تحت تأثير أى دولة سواء كانت أمريكا أو غيرها. فأمر الخرائط يرجع كلية إلى الشركات التى تأخذ على عاتقها تصوير المواقع واختيار ما تعطيه لنا من خرائط لتظهر على جوجل إيرث، جوجل إيرث أحد تطبيقات جوجل المجانية يستخدمه الملايين من الناس لاستكشاف العالم من حولهم، فالصور المعروضة على جوجل إيرث مصدرها ما تنتجه شركات تجارية وعامة متخصصة فى التصوير بالأقمار الصناعية. وجوجل لا تتعمد تشويش أو تغيير معالم الصور المعروضة. فالشركات والحكومات التى تقوم بتجميع وتوزيع هذه الصور هى المسئول الأول عن معالجة الأمور التى يمكن أن تمس أمنها القومى عن طريق استبعاد الصور ذات الحساسية أو ذات صلة بالأمن القومى قبل أن يتم تداولها وهذا أمر متاح لجميع دول العالم. والصور التى تظهر منطقة اسرائيل تم أخذها من شركات تخضع لشروط تعديل كايل بنجامان لاعتمادات الدفاع الصادر من الكونجرس الأمريكى عام 1996 الذى يحذر من تداول الصور الملتقطة لإسرائيل على بعد 2 متر». بعد إذاعة حلقة البرنامج أرسل هيكل توضيحا لجريدة الأهرام بعد استفسار أحد قرائها عن الموضوع، وهذا نص رسالة هيكل: إن ما رآه وسمعه البعض فى الإشارة إلى أن بعض صور موقع جوجل ملعوب فيها وخاصة المواقع العسكرية الإسرائيلية، هى إشارة صحيحة وليست معلومة خاطئة، وإنما حقيقة يوثقها تعديل قانونى صدر عن الكونجرس الأمريكى سنة 1997، واشتهر باسم تعديل النائب كايل بينجامان، وهو عضو فى لجنة الأمن القومى، وبمقتضى هذا التعديل فإنه يحظر على كل الشركات التى تبث الخرائط عن طريق الأقمار الصناعية أن تجمع أو أن تبث أى صور عن المواقع الإسرائيلية إلا وفق إجراءات أمن معينة. فصور المواقع فى العالم كله لا تحصل عليها شركة جوجل وغيرها إلا بموجب ترتيبات خاصة ضمنها الالتزام بقانون سنة 1997، وبمقتضى هذه الترتيبات فإن الصور التى تنشر للمواقع الإسرائيلية هى صور تعرضت لعملية إخفاء تجعل دقتها ودرجة وضوحها تنزل إلى نسبة الخمس، مقارنة بمواقع بلدان أخرى فى العالم كله. والمعنى فى النهاية أن صور المواقع الإسرائيلية التى تنشرها شركة جوجل وغيرها ملعوب فيها، بما يفقدها مصداقيتها. وقد أضيف أن شركات عالمية لبث الخرائط اضطرت إلى القبول بقيود القانون الأمريكى، ومنها الشركات الفرنسية، والشركات الروسية، حتى لا تتعرض للمشاكل مع وزارة الدفاع الأمريكية، وهى المسئول الأكبر عن الأقمار الصناعية لتصوير الخرائط، وأنا أتفق مع أى إنسان يرى أن أى طفل فى العالم يستطيع بضغطة على زر أن يستخرج صورا لمواقع إسرائيلية على شبكات البث الدولية، لكننى أرجوه أن يوافق أيضا على أن هناك عبارة مهمة فى تجارب الأفراد والشعوب، مؤداها: أن ظاهر الأشياء.. ليس دائما حقيقة الأشياء».