كررت شركة جوجل فى رسالة جديدة إلى «الشروق» تأكيدها على أن ظهور اسم شركة إسرائيلية على خرائط مصر هو «خطأ تقنى» ستعمل على تلافيه، وذلك تعقيبا على ما نشرته «الشروق» أمس الأول بعنوان «شركة إسرائيلية تمسح أراضى مصر لصالح جوجل إيرث». هنا نص الرد الذى ورد من شركة جوجل: عنوان المقال فى الصحيفة «شركة إسرائيلية تمسح أراضى مصر لصالح جوجل إيرث» والعنوان الفرعى هو «جيسرائيل» تبيع صور الأقمار الصناعية التفصيلية لمصر والأردن ولبنان». إن العنوانين خاطئان، وما كان يجب أن يوضعا فى مقال يناقش أحد منتجات جوجل. وقد أوضحنا تماما للصحفى أن جوجل وجد خطأ تقنيا فى الإسناد فى الطبقة السفلى من خرائط جوجل يشير إلى كلمة جيسرائيل، وأوضحنا أن جوجل تعمل على إصلاح هذا الخطأ. وفيما يلى الرد الذى قدمناه للسيد محمد حسين: «تعتمد الفكرة العامة وراء إسناد الصورة فى الطبقة السفلية من الشاشة (سواء فى جوجل إيرث أو الخرائط) على طريقة النظر ودرجة تقريب الصورة. فإذا كانت هناك ثلاثة بلاد فى الصورة نفسها (فى هذه الحالة هى مصر وإسرائيل والأردن) فإننا سوف نرى إسنادات ثلاث أو أربع شركات ساهمت فى تصوير هذه المناطق وبيع الصور إلى جوجل. وإذا نظرنا عن قرب أكثر إلى أراض أو مناطق مصرية، فسوف يتغير الإسناد ويصبح مشيرا فقط إلى الشركة (أو الشركات) التى قامت بأخذ الصور لهذه الأراضى أو المناطق. ويبدو أن إسناد جيسرائيل فى صورة جوجل إيرث بشأن مصر هو خطأ من جانب العميل بالنظر إلى وجود مناطق قريبة من بعضها البعض. ونحن نعمل على محاولة إصلاح ذلك، لكن شكرا لأنكم لاحظتم الخطأ». لا نشارك جيسرائيل ليس من المقبول الاهتمام فقط بإقرارنا بالخطأ، وصياغة مقال بأكمله بناء على ذلك، لأن هذا الخطأ لا يعنى أن جوجل يشارك جيسرائيل كمزود لصور الأقمار الصناعية التى تخص مصر والبلدان المجاورة الأخرى. نحن نواصل الاتصال بمكاتبنا فى المملكة المتحدة، محاولين التوصل إلى التفسير الصحيح للإسناد الخاطئ بشأن صورة مصر فى جوجل إيرث، وهو السبب فى أننا أخذنا بعض الوقت فى الرد عليكم. يعود البحث الشخصى فى المنتديات والمدونات (أشار الصحفى إلى مدونتى إبراهيم الحسينى وصوت عُمان) كلية إلى جهد الباحث فى المقال، لكن يجب أن تُنسَب الوقائع والآراء التى وردت فى المدونتين إلى مجهود أصحابهما، ولا يجب بأى حال أن تُعرض بأى حال باعتبارها رأى جوجل، خاصة فيما يتعلق بأداء وتفاصيل أى من منتجاتنا. ونعتقد أن ذلك كان السبب فى محاولة الصحفى الحصول على إجابات من جانبنا فى المقام الأول. التحكم فى البحث يبدأ الجزء فى المقال الذى ينقل رد جوجل على المسألة قيد البحث بتلميح يخص السيد وائل فخرانى، حيث تمت الإشارة إلى أن محرك بحث جوجل يقوم بإكمال اسمه قبل أن تنتهى كتابته ثم يضعه على قمة نتائج البحث. إن الإشارة إلى السيد وائل فخرانى بهذه الطريقة لا علاقة لها بالموضوع محل البحث. كما أن السيد وائل فخرانى أحال الأمر برمته إلى وكالة العلاقات العامة التى تتعامل معها جوجل فى القاهرة، من أجل الإجابة على تساؤلات الصحفى. ولم يشارك السيد وائل فخرانى بأى حال فى الرد على تساؤلات الصحفى. ولا يملك أحد فى جوجل سلطة التلاعب فى نتائج أو اقتراحات البحث التى يقدمها جوجل، ولم تكن هناك أى حاجة إلى الإشارة إلى اسم وائل فى هذا السياق. ليست حصرية فيما يخص حقوق النشر المتعلقة بجوجل بشأن صوره المنشورة على جوجل إيرث، فإن جوجل لا «يستغل» أى دولة تحاول استخدام صور الأقمار الصناعة الخاصة بها الموجودة على جوجل إيرث. فهذه الصور متاحة لجوجل كما هى متاحة للآخرين، وهى لم تؤخذ حصريا كى يتم إرسالها عبر جوجل إيرث. لم «يتجنب» جوجل المشاركة فى تحمل المسئولية عن عدم وضوح الصور الحساسة الخاصة ببعض الأراضى عبر القول بأنها وردت من طرف ثالث (فى إشارة إلى عدم وضوح بعض الصور المنشورة على جوجل إيرث حينما تكون على بعد مسافة معينة). بل إن إجابة جوجل جاءت واضحة إزاء هذه المسألة كما يلى: «ينشر جوجل صورا جوية أو صورا بالأقمار الصناعية تم الحصول عليها من مورد ثالث، وربما يقوم بعض هؤلاء الموردين بإضفاء قدر من عدم الوضوح على بعض أجزاء الصور. وتتحمل الشركات والحكومات التى تجمع وتوزع هذه الصورة المسئولية فى المقام الأول عن التعامل مع القضايا الأمنية التى تثيرها الصور، وهى عادة ما تقوم بالتعامل مع هذه المشكلة عبر إزالة الصور الحساسة قبل بيع هذه البيانات». يمثل جوجل إيرث منبرا لنشر صور الأقمار الصناعية، حيث إن هذه قد أُخذت بواسطة أطراف ثالثة قامت ببيعها لجوجل وغيره من الكيانات. ولا يتدخل جوجل تحت أى ظرف فى جودة أو مضمون الصور. لم تأت إجابة جوجل على أسئلة «الشروق» بشأن إسناد الخرائط لجيسرائيل استنادا إلى «التأثر» بحقيقة أن إسرائيل هى البلد الوحيد فى العالم الذى لا يعرض صورا تفصيلية لأراضيه. بل إن صور جوجل الخاصة بإسرائيل قد وردت من شركات تلتزم بتعديلات كيل بنجامان على قانون اعتمادات الدفاع الذى أقره الكونجرس عام 1996، الذى يحدد دقة الصور المتاحة تجاريا بشأن إسرائيل فى مترين فقط. جرى إرسال هذه الإيضاحات إلى «الشروق» سواء عبر التليفون أو الإيميل، ومع ذلك فإن الفقرة الأخيرة بعنوان «التجربة تثبت الخطأ» لم تُقر بجميع هذه الحقائق ونست أن الخطأ قد وقع بالفعل وأن جوجل اعترف به فى البداية. واعتبر الصحفى ذلك بمثابة دعوة صريحة إلى الالتفاف على رد جوجل ونشر صورة لمنطقة مصرية وعليها إسناد جيسرائيل، من دون الإشارة إلى أن البيانات التى على الخريطة تعود إلى شركة تسمى إيه إن دى. لا يقبل جوجل وممثلوه فى مصر بأى حال التجاهل المتعمد للوقائع الحقيقية التى أرسلها مصدر مسئول فى جوجل، والقبول بدلا من ذلك برأى أحد المدونين لمجرد إثبات شىء ما. إن الأمر حساس للغاية، وقد قدمت جوجل الوقت والمجهود فى محاولة للحصول على إجابات دقيقة لأجل «الشروق». وكنا فى اتصال دائم مع صحفيى «الشروق» للتأكد من أن هذه المسألة الحساسة قد جرى إيضاحها. بالنظر إلى جميع الحقائق التى وردت فى السابق، فإننا نتوقع أن يتم نشر تصحيح غدا يتضمن موقفنا بشأن الأشياء التى نوقشت فى المقال وأرسلت إلى الصحفى. عندما اكتشفت «الشروق» وجود جيسرائيل فى إسنادات الجهات المشاركة فى برنامج جوجل إيرث، توجهنا بتساؤلاتنا إلى شركة جوجل بوصفها المسئول الأول عن برنامج الخرائط الأشهر عالميا، وتحددت أسئلتنا فى حقيقة تعاون جوجل مع الشركة الإسرائيلية فى المسح الجغرافى للأرضى المصرية نظرا لحساسية العلاقة بين البلدين، وطلبنا جوجل بمعلومات عن مزودى الخرائط الآخرين المتعاملين معها بمصر، إضافة لاستطلاع رأى جوجل فى مسألة الملكية الفكرية للدولة فى صور أراضيها. بعد حصول جوجل على حق الرد والتوضيح، فإننا نرى أنه حتى الآن لم تثبت جوجل أن المشكلة تنبع من خطأ تقنى، إضافة إلى أن هذا الخطأ لم يتم إصلاحه وتفاديه رغم مرور أشهر طويلة عليه. جوجل لم تثبت أن الخطأ تقنى ولم يتم إصلاحه حتى الآن الخطأ «التقنى» المزعوم موجود منذ 2008 ولم يتم إصلاحه حتى اليوم جوجل لم ترد على سؤال «الشروق» حول مصدر خرائطها عن مصر 1 الخطأ التقنى بررت جوجل ظهور اسم شركة جيسرائيل باختلاط أسماء الشركات العاملة فى عدة دول عند النظر لها من ارتفاع يظهر عدة دول بنفس الصورة، أو لأن الصورة تظهر منطقة حدودية مشتركة بين الدول، وهو ما تنفيه الصور التى حصلنا عليها للقاهرة وسيوة وأسوان، وهى مناطق تبعد مئات الكيلومترات عن أقرب حدود إسرائيلية، ويظهر اسم الشركة فى صور قريبة جدا تظهر بها بنايات وشوارع القاهرة، مما يعنى أن الخطأ التقنى أكبر مما تراه جوجل. 2 الخطأ مستمر حتى الآن لم تظهر جوجل ما يثبت أنه مجرد خطأ تقنى وليس تسربا معلوماتيا، الأدلة البصرية لدى «الشروق» تثبت أن ما تدعوه جوجل خطأ تقنيا منشور فى برنامجها منذ سنة 2009، وليس معروفا لنا تحديدا عمر هذا الخطأ الذى لم تدر به جوجل إلا عند نشره ب«الشروق»، تساؤلات الجريدة مرسلة لجوجل منذ 23 مارس الماضى، وبعد مرور 18 يوما من علم جوجل بالخطأ التقنى، لايزال الخطأ مستمرا، مما يفتح تساؤلات جديدة عن مدى جدية جوجل فى التعاطى مع مسألة «حساسة للغاية» حسب تعبير الشركة، وهى مسألة تمس الأمن المصرى. 3 مجانية البرنامج امتنعت الجريدة عن الإشارة للموضوع أو نشره حتى ورود رأى جوجل، وتم نشر رد جوجل فيما عدا جملة افتتاحية تقول: «جوجل إيرث هو تطبيق مجانى يستخدمه الملايين من الناس حول العالم لاستكشاف العالم من حولهم»، وهى جملة معروفة لنا وللقارئ ولا تخص صلب الموضوع، ولاحظنا أيضا أن تلك الجملة، ومجمل الفقرة الحاملة لها، وردتا فى رد جوجل على الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل فى يناير 2008، عندما أعلن فى برنامجه «مع هيكل» على قناة «الجزيرة» أن الكونجرس الأمريكى يحظر صور الأقمار الصناعية لبعض المناطق الإسرائيلية ويفرض التشويش على صور مناطق أخرى. 4 آراء المدونين الآراء المقتبسة من المدونات وحلقات النقاش على شبكة الإنترنت لم تتداخل مطلقا مع ردود جوجل ولم تعلق عليه، وكل ما نشرته الجريدة يطرح حقائق مصورة وتساؤلات واضحة. 5 وائل الفخرانى ظهور اسم السيد وائل الفخرانى على قمة نتائج محرك بحث جوجل لا ينتقص من قدره كمدير لشركة كبرى نحترمها، ونعتبره أمرا طبيعيا بوصفه المدير الإقليمى لجوجل الشرق الأوسط، والقصد هنا هو إظهار علاقته بالشركة، ولم نعنى أن هناك تلاعبا بمحرك البحث كما ظنت جوجل. ندرك أن دور الفخرانى كان دفع تساؤلاتنا إلى شركة «ميديا وايفز» الموكلة بشئون العلاقات العامة لجوجل فى مصر، ولم يحتو الخبر الأصلى أى جملة على لسان الفخرانى. 6 حقوق الملكية الفكرية طرحنا سؤالا واضحا: هل من حق جوجل والشركات المتعاملة معها أن تصور أراضى تابعة لسيادة دولة ما؟ تساؤلنا كان يتعلق بحماية الخصوصية والملكية الفكرية للدول فى الحفاظ على بياناتها وخرائطها وتراثها المعمارى، وقواعد الملكية الفكرية تحتم أن يتم استئذان المالك قبل استغلال ملكياته. ردود جوجل تركز على حقوق الدول فى تعمية الصور التى تمس سيادتها، فى حين أن هذا يعد انتهاكا لسيادة الدولة على أراضيها حتى لو قامت جوجل بمعالجته بعد اعتراض الدولة. وأشرنا إلى مثال لحماية الخصوصية هو قيام بلدية إحدى المدن الألمانية بمنع برنامج جوجل ستريتفيو من تصوير شوارعها حفاظا على خصوصية السكان. 7 مسئولية جوجل تضع جوجل مسئولية تعمية الصور الحساسة على الشركات التى تجمع الصور، وعلى الدول التى تنتج الصور الخاصة بها، وهذا يفترض أن الدول يتم استئذانها وعرض الصور والبيانات عليها قبل النشر، وهو ما لم تثبته جوجل حتى الآن. وتنفى جوجل تدخلها فى مضمون وجودة صور وبيانات الأقمار الصناعية المشتراة من مزودى القطاع الخاص، أو الطرف الثالث. يشكل هذا تصريحا ضد منتجات الشركة لأن برنامج جوجل إيرث له نسخة احترافية تباع بمبلغ 400 دولار، ومخصصة لاستخدام الشركات. أيا كانت تصريحات جوجل، فالشركة تتحمل تبعات نشر أى صور على برنامجها حتى لو كانت مشتراة من مزود خدمات خارجى. 8 حالة إسرائيل استفساراتنا المرسلة لجوجل لم تتضمن دور الشركة الإسرائيلية فى تعمية خرائط دولتها، تساؤلنا كان عن دور هذه الشركة فى نشر خرائط مصرية، وعندما ركزت جوجل فى ردها حول تعمية الصور كان من المنطقى أن يلفت هذا نظرنا للحالة الخاصة التى تتمتع بها إسرائيل. 9 الشركات الأخرى طلبنا من جوجل معرفة شركات الخرائط الرقمية والبيانات الجغرافية العاملة معها فى مصر، ولم ترد جوجل فى هذا الشأن، وندرك أن جيسرائيل يأتى اسمها بجوار شركات أخرى، ومنها شركة أوريون الشرق الأوسط التى أشرنا لها بالخبر، وما يعنينا هو ورود اسم الشركة الإسرائيلية بحكم انتمائها للدولة العبرية وكونها مزود الخرائط الرقمية الوحيد فى إسرائيل، بينما الشركات الأخرى المتعاونة مع جوجل لا تحمل نفس الحساسية لكونها شركات متعددة الجنسيات. 10 زبائن جوجل نشر تساؤلات المدونين والبحث فى آرائهم هو شىء ضرورى للتعبير عن هؤلاء المدونين، وهم معنيون بالموضوع كمصريين وعرب، ومن ناحية أخرى لأنهم جزء من ملايين المستخدمين لتطبيقات جوجل المجانية. 11 البحرية الأمريكية خرائط جوجل إيرث الخاصة بالسواحل المصرية تظهر تعاون البحرية الأمريكية فى جمع بيانات الخرائط ضمن إسنادات جوجل، ولم نشر لهذه الحالة فى الخبر المنشور اقتناعا منا بتفسير جوجل فى اختلاط الإسنادات بالمناطق الحدودية.