مفيش قصايد رثاء.. خلصت ومفيش سرادق عزاء.. يبسط ومفيش دموع في العين.. يبست لكن في روحي حياة ولا عمرها.. يئست تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر أمين حداد، صاحب هذه الكلمات التي قد تختصر رؤيته والاتجاه الذي يميز قصائده والمعاني التي يبثها من خلال أشعاره فهي بقدر غرقها في تمثيل الواقع الإنساني بكافة تقلباته التي يغلب عليها الألم لكنها لا تخلو من الأمل والإصرار على أن نغير واقعنا ونحلم بغد أفضل. ولد الشاعر أمين حداد في 16 من سبتمبر عام 1958 بحي الحلمية الجديدة بمحافظة القاهرة، وهو ابن الشاعر الراحل فؤاد حداد، فقد نشأ في مناخ أدبي وثقافي فريد من نوعه لما كان لوالده من صداقات مع نخبة كبيرة من الأدباء والشعراء وأبرزهم الشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين، فقد امتدت العلاقات بينهم إلى علاقة نسب فيما بعد. وبقدر ما ساعد هذا المناخ على تشكيل شخصية أمين حداد بقدر ما كان السبب في تأخره وتأنيه في نشر أولى قصائده خوفا من المقارنات التي قد تلاحق أعماله بأعمال والده. بالرغم من أن بدايات أمين حداد بكتابة الشعر منذ طفولته بالغة العربية الفصحى سرا وفقا لأحد تصريحاته في برنامج رأي عام، لكنه حين احترف كتابة الشعر، كانت العامية هي الأقرب إلى عقله وقلبه. تخرج أمين حداد في كلية الهندسة عام 1981، ليبدأ فيما بعد رحلته في البحث عن صوته وتوجهه الأدبي الخاص، ثم بدأت رحلته الخاصة بدواوين الشعر ما بين العامية والفصحى. أصدر أمين حداد أول دواوينه الشعرية عام 1990 بعنوان ريحة الحبايب، ثم ديوان حلاوة روح عام 1998، وفي عام 2003 أصدر أحد أهم دواوينه الشعرية بعنوان في الموت هنعيش، الذي التف حوله السواد الأعظم من متابعي حركة الشعر والأدب، ويرجع ذلك الأمر لمضمون هذا الديوان فقد لخصت قصائده كافة المشاعر الملتبسة للأمة العربية حول الغزو الأميريكي للعراق. صدر له فيما بعد ديوان بدل فاقد عام 2008، ثم بدأت رحلة تعاونه مع دار الشروق التي بدأت بديوان من الوطن للجنة عام 2012، الحرية من الشهداء عام 2013، ريحة الحبايب عام 2013، جزيرة الأحياء عام 2014، الوقت سرقنا عام 2016، سلام موقت عام 2019، وصولا إلى أحدث أعماله ديوان ما بدا لك عام 2020 وهو الديوان التاسع وينقسم إلى جزئين، الجزء الأول: سيبك من اللي فات ويتضمن 23 قصيدة، الجزء الثاني سر في العلن ويتضمن 24 قصيدة. ومن أهم وأشهر أعمال الشاعر أمين حداد التي حجزت له مكانة أكبر بين القراء هي الأعمال الغنائية التي لحنتها وقامت بأداء كلماتها الفرقة الغنائية الشهيرة اسكندريلا التي ذاع صيتها الأكبر في أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011. توجت هذه المسيرة المتميزة بالعديد من الجوائز الأدبية، جائزة كفافيس في الأدب عام 2011، جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2017 عن ديوان الوقت سرقنا، كما كرمه مهرجان الأراجوز المصري عن إبداعه الشعري المتميز عام 2020.