لا عجب عندما يستشيط قائد الشرطة في مدينة برلين ديتر جليتش غضبا في كل مرة ينظر فيها إلى الموقع الإليكتروني "بلتزبرلين دوت دي اي". وفي الوقت الذي يشعر فيه قائدو السيارات في المدينة بسعادة غامرة بالدخول على الموقع ومعرفة الأماكن المفضلة لنشر نقاط التفتيش التابعة لشرطة مراقبة السرعة وأماكن وضع الكاميرات المحمولة لمراقبة السرعة وأوقات وضعها، فإن جليتش يزداد غضبه كلما نظر إلى صفحة الموقع التي تعلن بفخر عن حجم الأموال المجمعة التي تم توفيرها لقائدي السيارات . وإذا لم ينجح هذا الأمر، فإن صفحة الموقع الإليكتروني تتضمن صورا لطرازات السيارات وأرقام تسجيلها وعددا كبيرا من صور تلك السيارات التابعة لأسطول سيارات الشرطة الذي يتألف من 38 سيارة، وتقوم باعتقال قائدي السيارات الذين تجاوزوا السرعات المسموح بها . ويتيح الموقع الكثير من المعلومات لدرجة أن العديد من الضباط يعتقدون أنه يوجد من هو خائن بينهم على الرغم من أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من توفير أي أدلة تؤكد أو تنفي هذا الاعتقاد. ومع ذلك، فإن العديد من صور المركبات السرية التي تستخدم في عمليات مراقبة حركة المرور في برلين قد التقطت من مسافة قريبة وتظهر التكنولوجيا المثبتة داخل السيارات والشاحنات الصغيرة. وثارت الشكوك لأن العديد من الصور تم التقاطها من منطقة يصعب للغاية أن يصل إليها أي مصور عادي. وقال متحدث باسم الشرطة إن عرض تلك المعلومات للجمهور يتعارض مع جهود الشرطة لضمان سلامة المرور. وأضاف أنه ليس من الممكن قانونا لسوء الحظ إغلاق الموقع، على الرغم من أن الشرطة تقوم بتفقد الموقع على نحو منتظم . وفي الماضي، كانت شرطة المرور في برلين تغير أرقام لوحات تسجيل سياراتها على فترات منتظمة إلا أن الموقع كان يقوم بعملية تحديث باستخدام المعلومات الجديدة ونتيجة لذلك، فقد تم وقف عملية تغيير اللوحات.