تشهد الحركة السياحية الوافدة من الصين لمصر انتعاشة ملحوظة وهو ما جعل وزارة السياحة والآثار فى إطار سعيها لإيجاد أسواق سياحية جديدة لتجاوز تداعيات تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد القومى تركز على ضرورة الاستفادة من السوق السياحية الصينية التى تتميز بمقومات عديدة. ومع توقعات زيادة أعداد السائحين الصينيين الوافدين إلى مصر خلال الفترة القادمة فى ظل تشوقهم إلى السفر بعد ثلاث سنوات من قيود السفر خارج بلادهم بسبب تداعيات جائحة كورونا يطالب خبراء ومستثمرو السياحة بزيادة عدد المرشدين السياحيين المتحدثين باللغة الصينية وتوفير مطاعم صينية وزيادة عدد رحلات الطيران المباشرة بين مصر والصين خاصة أن مصر تتمتع بمزايا جذب سياحى أكثر من المقاصد المنافسة لها بمنطقة الشرق الأوسط مثل الطقس المعتدل والشواطئ الملائمة والآثار الضخمة عبر حقب التاريخ المختلفة ومرافق البنية التحتية التى شهدت تطورا كبيرا فى السنوات الأخيرة. وكشفت الإحصائيات السياحية الصادرة من منظمة السياحة العالمية أن السوق السياحية الصينية كانت تُصَدّر أكثر من 150 مليون سائح سنويا قبل ظهور جائحة كورونا وبلغ حجم إنفاقهم أكثر من 250 مليار دولار أمريكى خارج بلادهم.. لذلك تسعى عدة دول من بينها مصر لاجتذاب نسبة من هذه الأعداد الهائلة. وتخطط الحكومة المصرية لزيادة عدد السائحين القادمين إليها إلى 30 مليون زائر سنويا أى أكثر من ضعف أعلى رقم حققته مصر فى تاريخها، فى عام 2010 وهو 14.7 مليون زائر بإيرادات بلغت 12.5 مليار دولار قبل جائحة كورونا حيث كانت الصين رابع أكبر سوق مصدرة للسياحة إلى مصر. ومن أبرز المقاصد السياحية التى يزورها السائحون الصينيون فى مصر أهرامات الجيزةوالأقصر وأسوان والإسكندرية والغردقة وشرم الشيخ وتعد منطقة خان الخليلى فى القاهرة مقصدا مفضلا للسائحين الصينيين. وتعكف وزارة السياحة والآثار ممثلة فى الهيئة العامة لتنشيط السياحة على تنفيذ خطة جديدة للحصول على نسبة عادلة من حركة السياحة العالمية الوافدة من عدة دول يخرج منها ملايين السائحين سنويا وتحصل مصر على عشرات الآلاف فقط منها يأتى على رأس هذه الدول الصين التى تعتبر ماردا قويا فى السياحة العالمية وأهم دول جنوب شرق آسيا فى حركة السياحة الوافدة لدول العالم. وقال وجيه القطان عضو غرفة شركات السياحة ورئيس مجلس إدارة إحدى الشركات العاملة فى السوق الصينية أن الفترة القادمة ستشهد زيادة فى حركة السياحة الصينية الوافدة إلى مصر خاصة بعد أن أبرمت الشركات العاملة فى هذا السوق الواعد عقودا جديدة مع عدد من منظمى الرحلات الصينيين.. مشيدا بالتسهيلات التى تقدمها هيئة تنشيط السياحة للشركات العاملة فى هذه السوق ومساعدتها على زيادة الحركة الوافدة من الصين التى من الممكن أن تعوض جزءا كبيرا من انخفاض السياحة الوافدة من أوربا نتيجة للأزمات العالمية الحالية. وطالب بزيادة عدد المرشدين المتحدثين باللغة الصينية وتوفير مطاعم صينية، مع زيادة عدد رحلات الطيران المباشرة بين البلدين. وأضاف أن شركات السياحة المصرية العاملة بالسوق الصينية وعددها نحو 13 شركة سياحة اتفقت أيضا على عدم بيع البرامج السياحية لزيارة مصر لشركات السياحة الصينية للمجموعات بنظام «الآجل» خاصة أن الشركات المصرية لديها مديونيات لدى الشركات الصينية منذ جائحة كورونا لم تحصلها حتى الآن. وكشف هانى بيتر عضو غرفة شركات السياحة ورئيس إحدى الشركات العاملة فى السوق الصينية أن الصين مارد سياحى قوى قد تعوض جزءا من الحركة السياحية الوافدة من الدول الأوروبية خاصة أنها قامت برفع قيود كورونا حتى ولو قامت بارسال أعداد بسيطة فهى مفيدة لزيادة التدفقات والإيرادات السياحية المحققة للدخل القومى. متوقعا زيادة الحركة الوافدة من بكين عقب افتتاح المتحف المصرى الكبير نظرا لعشق الصينيين لمنتج السياحة الثقافية بصفة عامة وانتظار حفل لافتتاح بشغف كبير. وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة عدد الرحلات بين مصر والصين إلى 13 رحلة منها 7 رحلات إلى جوانزو و3 رحلات إلى بكين و3 رحلات إلى هانزو.. مؤكدًا أن مصر من أوائل دول العالم التى استقبلت السياحة الصينية بعد انتهاء تداعيات جائحة كورونا.. لافتا إلى اهتمام وشغف الشعب الصينى وتشجيع الحكومة الصينية على السفر إلى مصر وزيارة معالمها الأثرية والسياحية الفريدة وامتلاكها لمقاصد سياحية رائعة وكذلك وجود مطارات دولية تطبق أعلى معايير الأمن والسلامة والإجراءات الاحترازية. وأشار عضو غرفة شركات السياحة إلى أن السياحة الثقافية والشاطئية فى مصر أكثر ما يُعجب السائح الصينى، ويأتى مصر ليقضى بها فترة طويلة تصل لأسبوعين أو 10 أيام وتكون غالبية هذه المدة للسياحة الثقافية من خلال زيارة منطقة الأهرامات والمعابد فى الأقصر وأسوان ووادى الملوك إلى جانب زيارة السد العالى وغيرها من المعالم المهمة فى مصر.