أكد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، أن العلم النافع لا ينحصر في العلوم الدينية فحسب، بل يتسع ليشمل كل العلوم النافعة التي تنفع الإنسان في دنياه وفي أخراه، مشيرًا إلى أن ما جاء في السنة النبوية المطهرة من حثٍّ على العلم إنما هو في مطلق العلم النافع. وأضاف جمعة، خلال محاضرة ألقاها في الدورة التدريبية التي تعقدها دار الإفتاء المصرية لعدد من مفتي دُور الفتوى بماليزيا في الفترة من 27 أغسطس إلى 5 سبتمبر 2023، أن طلب العلم يكون من المهد إلى اللحد، ونظل في حاجة إلى مزيد من التعلم، ومهما بلغ الإنسان في العلم، موضحًا أن طلب العلم يستدعي حسن القصد وصدق النية والإخلاص والتجرد وبذل الجهد. وشدد على أهمية تلقي العلم والاستمرار في ذلك مهما كبر الإنسان أو علت درجته العلمية، فلا بد دائمًا لطالب العلم أن يكون حريصًا على معالي الأمور في طلب العلم والتعليم والتفقه والعبادة وغيرها، فيستنفد أقصى الطاقة والجهد فيما كلِّف به. وأوضح أن من أراد أن يخدم دينه ونفسه ووطنه فليجتهد فيما كلف به وأن يخدم من بابه لا من باب غيره، فالمفتي يخدم من باب الإفتاء والمدرس يخدم من باب التعليم والمهندس من باب الهندسة، والمهم أن يكون مميزًا ومخلصًا في عمله. وأشار إلى أن التقوى والإخلاص أمر مهم، فينبغي لطالب العلم الابتعاد عن الإحساس بتضخم الذات والاستعلاء على التعلم، مؤكدًا أهمية الأخذ بالأسباب، فنحن نؤمن أنه علينا الأخذ بكل الأسباب مع سؤال الله التوفيق لأنه بيده سبحانه وتعالى. وأضاف أن العلم النافع هو الذي يكون سبيل هدى ورحمة ورشد لصاحبه في أمر دينه ودنياه، ولذا رأينا سيدنا موسى عليه السلام يقول للعبد الصالح، مؤكدا أن في قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح عليهما السلام في سورة الكهف معاني سامية، وقيمًا خالدة، وآيات عديدة. وشدد على أن هناك أنواعًا للعلم وهي العلم الكسبي وهو ما يمكن تحصيله من خلال المحاضرات، وهناك ما يسمَّى بالعلم الكشفي، وليس معنى ذلك الخرافات ولكنه ما يفيض الله به على العالم من علم وفهم.