ترصد «إيريس»

اتسع الحديث فى الأيام الأخيرة، عن فيروس كورونا المستجد وعدد من متحوراته الجديدة وخاصة المتحور «EG5» أو «إيريس» كما أطلق عليه، باعتباره الأكثر انتشارا منذ إعلان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، فى مايو الماضى عن انتهاء جائحة «كوفيد19» باعتبارها طارئة صحية عالمية، وإن لم ينته كوباء عالمى.
المتحور الجديد الذى تتمثل بعض أعراضه، طبقا للأطباء، فى التهاب الحلق والسعال وسيلان الأنف والتكسير فى العظام، ظهر حتى الآن فى أكثر من خمسين دولة، وهو الأكثر انتشارا عالميا مقارنة بالمتحور «أوميكرون» حيث تتراوح نسبة الإصابة ب«إيريس» بين 17 % و30%، لكن منظمة الصحة العالمية تقول إنه لا يشكل خطورة كبيرة، وأنه «لا يوجد دليل على أنه أكثر خطورة من المتحورات الأخرى المنتشرة فى الوقت الحالى».
كون «إيريس» لا يشكل خطورة كبيرة لم يمنع منظمة الصحة العالمية من إصدار عدد من التوصيات التى تحث البلدان حول العالم على ترصد المتحور الجديد، وأخذ الحيطة والحذر، ومن ضمن تلك التوصيات: مطالبة جميع البلدان بتحديث برامجها الوطنية لمكافحة كوفيد19 باستخدام خطة المنظمة الاستراتيجية للتأهب والاستجابة، من أجل التحوّل إلى التدبير العلاجى المستدام للفيروس على الأجل الطويل.
وحضت المنظمة جميع البلدان على مواصلة الترصّد لكوفيد19 بغرض الكشف عن أى تغيّرات هامة فى الفيروس، فضلا عن أى اتجاهات ذات صلة بوخامة المرض ومناعة السكان، كما طالبت جميع البلدان بأن تقدم بيانات بشأن كوفيد19 إلى المنظمة أو عبر مصادر مفتوحة، ولا سيما ما يتعلق منها بالوفيات وحالات المرض المتفاقم، ، فضلا عن البيانات المتعلقة بفاعلية اللقاحات.
ودعت المنظمة الدول حول العالم إلى عرض التطعيم ضد كوفيد19 على الناس، وخصوصا على الفئات الأكثر عرضةً للخطر، ككبار السن وممن تجاوزوا ال 65 عاما وأصحاب الأمراض المزمنة بوصفهم أكثر الفئات عرضة لدخول المستشفى أو الوفاة.
محليا قالت وزارة الصحة أنها تتابع عن كثب التطورات لمتحور فيروس كورونا الجديدة EG5، كما تتابع تقارير منظمة الصحة العالمية الخاصة بهذا المتحور، وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث باسم الوزارة أن المتحور الجديد لم يتم رصده فى مصر حتى الآن، وهو متحور عن متحور أوميكرون، وهو سريع الانتشار، وتم تصنيفه كمتحور مثير للاهتمام، ولكنه ليس فى شدة مرض متحور أوميكرون.
عبدالغفار قال أيضا فى تصريحات نشرتها «الشروق» قبل أيام قليلة، إن المتحور الجديد مازال متحورا لفيروس كورونا الذى أصبحنا نعلم كيفية التعامل معه، وضرورة التطعيم ضده، منعا للإصابة بالعدوى أو انتقالها إلى الآخرين، وأنه على الرغم من انخفاض الإصابات بفيروس كورونا، إلا أن الوزارة تعمل على ترصد الفيروس من خلال ما يزيد على 30 مركزا للترصد منتشرة على نطاق الجمهورية.
تطمينات المتحدث باسم وزارة الصحة، تحدث بمثلها الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، الذى قال فى مداخلة هاتفية لإحدى الفضائيات، إن الأوضاع فى مصر لا تستدعى القلق أو الهلع، مشددًا على أن هناك أجهزة ترصد موجودة فى المطارات والمنافذ.
الدكتور تاج الدين لفت أيضا إلى أنه لا توجد مؤشرات على وجود حاجة إلى العودة لاستخدام الكمامات، أو الحصول على لقاح جديد إلا لفئات معينة، ونصح كبار السن أكثر من 65 عاما وأصحاب الأمراض المزمنة، بتلقى التطعيمات ضد الإنفونزا الموسمية وكورونا.
وكما يقال: «درهم وقاية خير من قنطار علاج» أعتقد أننا مدعوون للحرص على مراعاة الإجراءات الاحترازية العادية كالنظافة الشخصية، وتجنب الازدحام خصوصا فى الأماكن المغلقة، ومع ضرورة اتباع تعليمات أجهزة الصحة عن ظهور أى عارض قد يتشابه مع فيروس كورونا... جنبنا الله وإياكم كل مرض.