حذرت دراسة حديثة من زيادة معدلات الإصابة بأمراض الصدر والعيون والربو والأمراض الجلدية، وأرجعت أيملى حمادة، أستاذ الجغرافيا التطبيقية بكلية آداب المنوفية، وصاحبة الدراسة، السبب فى ذلك إلى كثرة العواصف الرملية والترابية، والناتج عن جذب الخماسين لرياح جنوبية محملة بالأتربة والرمال المفككة. وبحسب الدراسة، فإن أمراض الجهاز التنفسى والصدر مثل الربو، وأمراض العيون كالرمد الربيعى، والأمراض الجلدية، منتشرة فى مصر على مدار فصول السنة، لكن معدلات الإصابة بها تشهد ارتفاعا نسبيا خلال فصل الربيع، نظرا ل«سرعة التغيرات فى أحوال الطقس التى يشهدها الجو الربيعى، خصوصا، فى درجة الحرارة، وتكرار ظواهر الجو الترابية الثلاث خلاله، والمتمثلة فى العواصف الرملية والترابية، والرمال المثارة والأتربة، و«العجاج» الناتج عن جذب الخماسين لرياح من الجنوب حاملة الأتربة والرمال المفككة، والتى تظل بفعل الظروف الجوية عالقة فى الجو. الدراسة التى حملت عنوان: «أمراض الربيع فى مصر»، أوضحت وجود أسباب أخرى لانتشار هذه الأمراض فى فصل الربيع، منها ارتفاع سرعة الرياح ذاتها، حيث إنها ترتفع خلال هذا الفصل لتتراوح بين 5.2 متر فى الثانية فى الساحل الشمالى، وبين 6.0 متر فى الثانية فى جنوب البحر الأحمر وأسوان، ولم تغفل الدراسة تأثير الرياح العاصفة التى تزيد سرعتها على 18 متر فى الثانية، حيث قالت بأنها تؤدى إلى سرعة انتشار الملوثات، وأن ما يزيد من خطورتها، حال هبوبها على مصر، كونها رياحا متغيرة، أى تهب من عدة اتجاهات، وهو ما يعنى «سرعة انتشار الملوثات وما تحمله من أمراض من جهات متفرقة من العالم». اعتمدت الدراسة على عدد المصابين بهذه الأمراض، التى أطلقت عليها «أمراض الربيع»، فى مستشفيات حكومية بمصر، واتضح من البحث الميدانى أن نصيب معدل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى فى الفترة من 2002 حتى 2006 فى مستشفى كفر الزيات بلغ 26.4 %، فى حين بلغت النسبة 33.9 % خلال عامى 2005 و2006 فى مستشفى الصدر بكفر الشيخ، واختص فصل الربيع بمعدلات إصابة بأمراض جلدية بلغ 33.4 % فى مستشفى كفرالشيخ فى الفترة من 2004 حتى 2006، فى حين وصلت النسبة فى مستشفى المنزلة إلى 27 % فى الفترة من 2000 حتى 2004، مقابل 23.4 % فى مستشفى أشمون العام خلال عام 2005.