رصدت صحيفة "جارديان" البريطانية الأساليب التى يلجأ إليها أوكرانيون للتهرب من التجنيد الإجباري في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا، مشيرة إلى أن المشاركين في القتال ينظروا إلى الأمر باعتباره خيانة. وبحسب الصحيفة البريطانية، يعتقد أن عشرات الآلاف من الرجال الأوكرانيين غادروا البلاد بطريقة غير قانونية منذ بدء الحرب الشاملة مع أوكرانيا في فبراير من العام الماضي، العديد منها عبر دفع الرشاوى. وقد برزت أوديسا باعتبارها نقطة ساخنة لمخططات التهرب من التجنيد، مع اعتقال مسئول تجنيد بعدما تبين أن لديه مخدرات بقيمة 5 ملايين دولار وممتلكات فخمة في إسبانيا. لكن في شتى أنحاء أوكرانيا، توجد تقارير عن مسئولين فاسدين مستعدين لتلقي الرشاوى من الأشخاص الراغبين في تجنب التجنيد. وهناك أكثر من 100 إجراء جنائية أخرى ضد مسئولي التجنيد في أوكرانيا. ولفتت الصحيفة إلى أنه خلال الأسابيع الأولى بعد بدء الحرب، تطوع مئات الآلاف من الأوكرانيين العاديين للخدمة على الجبهة، لكن بعد مرور أكثر من عام، قتل العديد من هؤلاء المجندين، أو أصيبوا، أو أنهكوا ببساطة، ويحتاج الجيش الأوكراني إلى مجندين جدد لشغل الصفوف. واستعرضت "جارديان" الحالات المعفاة من التجنيد بأوكرانيا ومنها آباء أكثر من ثلاثة أطفال، والأشخاص من ذوي الهمم، وأولئك الذين يعملون بوظائف ذات أهمية استراتيجية، لكن الآخرين من المتوقع منهم الانضمام للجيش حال استدعائهم. وتجول طواقم ضباط التعبئة الشوارع، وأحيانا تمر على البيوت لتسليم الإخطارات. وتظهر مقاطع فيديو منتشرة ضباطاً يجمعون الرجال في شاحنات لإيداعهم بمكاتب التجنيد. وبينما يقول بعض الأوكرانيين إنهم سيقبلون أوراق التعبئة إذا تم استدعائهم، في إطار الحياة في بلد يعيش تحت الحرب، لكن آخرين يائسون لتجنب تلقي أوراق التجنيد، ولا يمكن للجميع تحمل تكلفة رشوة قدرها 5 آلاف دولار، بحسب الصحيفة. وفي أوديسا، كما في معظم المدن الأوكرانية، تعمل مجموعة دردشة على منصة "تليجرام" كمنتدى للأشخاص لمشاركة بيانات مجهولة بشأن أين يمكن إيجاد ضباط التجنيد، الذين يعرفون بطريقة غير رسمية ب"الزيتون"، نسبة إلى لون زيهم العسكري. ويوجد على المجموعة أكثر من 30 ألف شخص. من جانب آخر، يبقى أشخاص آخرون في المنزل، إذ تركت المخاطر العديد من الأشخاص مترددون في الالتزام بنداءات التعبئة، وأولئك الذين يتلقون المجموعة الأولية من الأوراق كثيراً ما يحبسون أنفسهم بعيدا لتجنب جرهم إلى مكتب التجنيد. كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أقال يوم الجمعة الماضية، رؤساء مراكز التجنيد العسكري، على خلفية مخاوف تتعلق بالفساد. وكتب زيلينسكي، في بيان على تطبيق التواصل "تليحرام": "هذا النظام يجب أن يديره أشخاص على دراية تامة بماهية الحرب ولماذا يعد التهكم والرشاوى خلال الحرب خيانة"، بحسب وكالة رويترز. وأوضح أن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني هو المسئول عن تنفيذ هذا القرار