قال عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو الدكتور عاطف محمد كامل، إن البيئة البحرية من المصادر الرئيسية للكثير من الخيرات والثروات التي ينتفع بها الإنسان، حيث تُعدّ مصدرًا لحوالي 50% من الأكسجين الذي يتنفسه الإنسان، وتنتجه الطحالب والنباتات المائية، والبحار والمحيطات هي مصدر الأمطار التي تهطل على الأرض وتستخدم للشرب والزراعة وغيرها من الأنشطة، وهي ناتجة عن عمليات تكثف بخار الماء المتصاعد من سطح المحيطات. وأضاف محمد ل«الشروق»، أنه على الرغم من أن المحيطات هي موطن وموئل حوالي 80% من الكائنات الحية على الأرض، إلا أنها تواجه مخاطر كبيرة سببها التلوث البحري بالبلاستيك، والذي يطلق غازي الميثان والإيثيلين المسببين للاحتباس الحراري، ذاكرا أنها ليس لها مخاطر على الكائنات البحرية فقط ولكن لم يسلم المواطن منها أيضًا حيث أظهرت العديد من الدراسات أن مادة «بيسفينول إيه» وهي مادة كيميائية صناعية تُستخدم لتصنيع مواد بلاستيكية والتي بدورها قد تؤدي إلى اختلال في وظائف الكبد، والإصابة بأمراض القلب والسكري مثل «قناني المياه متعددة الاستخدام». وأشار إلى المخلفات البلاستيكية التي يتم التخلص منها بإلقائها في البحر، ستؤدي إلى فقدان التنوع الحيوي في البحار والمحيطات، وهو ما له تأثير بشكل مباشر على الكائنات البحرية، قائلا إن تقرير الأممالمتحدة ذكر أن البشر يلقون في المحيطات سنويًا حوالي 13 مليون طن من النفايات البلاستيكية، وكل عام تفقد البحار 100 ألف حيوان، و99% من الطيور البحرية ستكون قد ابتلعت موادا بلاستيكية بحول عام 2050. وأكد أن التغيرات المناخية ستؤدي إلى زيادة درجة حرارة مياه المحيطات، ليؤدي الاحترار العالمي إلى نفوق الحيوانات التي تبني الشعب المرجانية، مشيرًا إلى أن الحد من الملوثات البيئية يتطلب التحول من الاقتصاد الخطي القائم على الإنتاج أو الاستيراد، والاستهلاك ثم التخلص، إلى الاقتصاد الدائري الذي يقوم على رفض استهلاك المواد التي تلوث البيئة كالأكياس البلاستيكية على سبيل المثال، وخفض معدلات الاستهلاك، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير. وتابع أن التلوث البحري له عواقب وخيمة على الإنسان وعلى البيئة البحرية بمكوناتها المختلفة، فالإنسان قد يتعرض للإصابة بأمراض خطيرة عندما تنتقل المعادن الثقيلة لجسمه عند تناول الأسماك الملوثة، والتلوث البحري قد يتسبب أيضًا في حدوث أزمة غذائية، لأن ملايين البشر أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على الأسماك كمصدرًا غذائيًا.